لندن، وكالات: قال مالك سلسلة متاجر بريطانية فاخرة محمد الفايد أن وفاة الأميرة ديانا ونجله دودي (عماد) في تحطم سيارة في باريس عام 1997 كان جريمة قتل واتهم العائلة الملكية في بريطانيا بالرغبة في التخلص من ديانا. وفي افادة مؤثرة في التحقيق في مقتلهما اتهم الفايد الامير فيليب زوج الملكة اليزابيث ووالد زوج ديانا السابق بأنه quot;نازيquot; و quot;عنصريquot;. وقال الفايد امام المحكمة quot;هل تعرفون اسمه الاصلي - انه ينتهي بفرانكنشتاين.quot; وقال ان ديانا التي طلقت من ولي العهد الامير تشارلز quot;عانت لمدة عشرين عاما من عائلة دراكولا هذه.quot;

وبعد انتظاره لاكثر من عشر سنوات لمثل هذا اليوم في المحكمة ترقرق الدمع في عيني الفايد واهتز رأسه واخرج منديلا من جيبه وقد اصبح صوته أجش. ويزعم امبراطور المال المصري المولد ان اجهزة الامن البريطانية قتلت ديانا بناء على اوامر من الامير فيليب. وخلصت تحقيقات الشرطة الفرنسية والبريطانية الى ان وفاة ديانا ودودي كانت حادثا مأساويا سببه ان قائد السيارة الذي كان يقود بسرعة كبيرة كان ثملا. ورفض كل من التحقيقين نظريات الفايد بوجود تامر.

وقال الفايد عن الزوج السابق لديانا الامير تشارلز quot;لقد شارك وانني على يقين انه كان يعرف ما سيحدث.quot; وقال ان ذلك quot;بسبب انه كان يرغب في المضي قدما والزواج من كاميلا وهو ما حدث... لقد قضوا عليها قتلوها.quot; وقال الفايد عن تشارلز quot;وتزوج من زوجته التمساح وهو سعيد بذلك.quot; وابلغ المحكمة quot;ما حدث مذبحة لا قتل.quot; وقال quot;ديانا ابلغتني بالهاتف انها حامل. وانا الشخص الوحيد الذي ابلغاه. وابلغاني بأنهما خطبا بعضهما لبعض وسيعلنان ذلك صباح الاثنين (بعد ثلاثة ايام من الحادث).quot;

وكانت ديانا (36 عاما ) ودودي (42 عاما) والسائق هنري بول وهو موظف لدى دودي قتلوا في سيارتهم الفاخرة في تصادم في نفق طريق بعد ان انطلقوا من فندق ريتز في باريس وكان المصورون يلاحقونهم. وقال الفايد quot;الاستخبارات الفرنسية ساعدت الاستخبارات البريطانية في تنفيذ جريمة القتل.quot;

واتهم الفايد في افادته كل شخص ابتداء من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الى سارا شقيقة ديانا ومن حافظي جثة ديانا الى سائقي سيارة الاسعاف في باريس بالضلوع في الحادث. وعندما سئل عما اذا كان الامير فيليب في محور هذه المؤامرة قال .. quot;هذا صحيح.quot; ثم سئل هل كانت اجهزة الامن البريطانية تعمل بناء على اوامر من بلير فأجاب quot;نعم سيدي لانني على يقين بأنه يعرف ما كانوا يعتزمون عمله بالقطع.quot;

الصحف البريطانية

وتدأب الصحف البريطانية على تلقف أخبار تلك الحادثة لتبرزها على صدر صفحاتها الأولى وتفرد لها المساحات الواسعة نقدا وتحليلا وكأن الحدث ما زال طريا وماثلا للعيان. فعلى الصفحة الأولى من صحيفة الإندبندنت الصادرة اليوم، تطالعنا صورة رجل الأعمال المصري محمد الفايد، صاحب محلات هارودز الشهيرة ووالد دودي، وفي أعلى الصفحة صور رأسية أصغر لثمانية شخصيات بريطانية نُشرت على نسق واحد وكأنهم جميعا quot;متهمونquot; بمقتل ديانا ودودي! يقول عنوان الصحيفة: quot;كانوا كلهم شركاء فيها (حادثة مقتل دودي وديانا في نفق ألما في العاصمة الفرنسية باريس أواخر صيف عام 1997)!quot;

تورد الإندبندنت، بطريقة لا تخلوا من السخرية والتهكم، قائمة طويلة باسماء الأشخاص والجهات التي يتهمها الفايد بالتورط بـ quot;مؤامرة اغتيالquot; ديانا ودودي، وهم: الأمير فيليب والأمير تشارلز وتوني بلير وجوناثان باول وروبن كوك والليدي سارة مكوركوديل واللورد ستيفن وهنري بول واللورد فيلوس واللورد كوندون واللورد ميشكون والقاضي هيرفي ستيفان وجيمس أندرسون واللورد جي ودومينيك لوسون وروزا مونكتون وجهازا الاستخبارات MI5 وMI6 والمخابرات المركزية الأميركية CIA والمخابرات الفرنسية وطاقم الإسعاف الطبي الفرنسي.

ولكي تضفي على الأمر طابعا من الطرافة وربط الماضي بتفاصيل من الحاضر البريطاني المعاش، تضيف الصحيفة على القائمة اسما يعرف الجميع أن لا علاقة له بدودي وديانا وهو وزير الخزانة اللبريطاني الحالي أليستار دارلينج الذي يواجه هجوما عنيفا هذه الأيام من قبل المعارضة على خلفية قراره بتأميم بنك quot;نورذرن روكquot; الذي يواجه أزمة مالية حادة كادت تودي به وتؤدي إلى ضياع المليارات من أموال المودعين والمستثمرين. تطرح الصحيفة سؤالها الأحجية الساخر: في الواقع إن واحدا فقط ممن ذُكرت أسماؤهم أنفا لم يلمه الفايد، فمن هو يا ترى؟!

وعلى كامل صفحتيها الثامنة والتاسعة، يطالعنا تقرير مصور طويل تعيد الصحيفة من خلاله نشر صورة كبيرة للفايد الذي تبدو على وجهه تعابير هي مزيج من الحزن والزهو بلحظة الانتصار وأمامه لقطات للأشخاص المذكورين مضاف إليهم شعارات ورموز الهيئات التي يوجه لها الفايد إصبع الاتهام في quot;المؤامرةquot;. ونقرأ في العنوان مقتطفات من الاتهامات التي كالها الفايد لبعض أفراد الأسرة المالكة في بريطانيا في شهادته أمام أعضاء اللجنة التي تحقق بمقتل ديانا ودودي يوم الاثنين حيث قال: quot;إن الأمير فيليب نازي وعنصري... إنها عائلة مصاصي دماء... لقد كان توني بلير شريكا... وكذلك الأمير تشارلز... أعتقد أن ابني والأميرة ديانا قُتلا.quot;

يقول جوناثان براون في مقدمته للتقرير الذي يرصد وقائع جلسة استماح الاثنين: quot;كانت لحظة لطالما انتظرها محمد الفايد وقد اقتنصها بالفعل. وكانت المحكمة التي تحقق بمقتل ديانا ودودي مسرحا لهجوم تقريع استثنائي.quot;

وقد أبرزت الصحف البريطانية الأخرى انتقادات الفايد اللاذعة للأسرة الحاكمة وللحكومة البريطانية وأجهزة استخباراتها، حيث نشرت الديلي تلجراف صورة كبيرة للفايد المنتشي بـ quot;لحظته التاريخيةquot; وتحتها عنوان يقول quot;وأخيرا كان للفايد يومه في المحكمة.quot; أما في أعلى الصورة فنقرأ عنوانا آخر مقتبسا من كلام كان الفايد قد قاله للمحكمة جاء فيه: quot;الأمير فيليب عنصري ونازي.quot;