بعد قطيعة مستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر
فتح وحماس تتفقان في صنعاء على بدء حوار المصالحة في أبريل


صنعاء: قبلت حركتا فتح وحماس الاحد، وبعد قطيعة مستمرة منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة قبل تسعة اشهر، الدخول في حوار من اجل المصالحة بينهما واعلنت السلطات اليمنية استعدادها لاستضافته في نيسان / ابريل المقبل. ووقعت الحركتان الاحد اتفاقا للحوار على اساس المبادرة اليمنية، وفق ما اعلن وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي اثناء حفل التوقيع. ووقع عزام الاحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني مع مساعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق الاتفاق الذي اطلق عليه اسم quot;اعلان صنعاءquot; بحضور الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وجاء في الاعلان انه quot;تم الاتفاق بين كل من حركتي فتح وحماس على اعتبار المبادرة اليمنية اطارا لاستئناف الحوار بينهما للعودة بالاوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل احداث غزة تاكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني ارضا وشعبا وسلطة واحدةquot;. وعرض الرئيس اليمني الذي تولى التوسط في الاتفاق استضافة الحوار بين حركتي فتح وحماس الشهر القادم (نيسان/ابريل) وقال اثر توقيع الاتفاق quot;ندعوهم في بداية الشهر القادم إلى استئناف الحوار وستستضيفهم اليمن لاستئناف الحوارquot;، مشددا على ان quot;المطلوب من الأخوة في فتح وحماس التهدئة وعدم التصعيد الإعلاميquot;.

وفي مؤشر على وعيه بدقة هذه المباحثات وايضا هشاشة الاتفاق الذي تم التوصل اليه قال الرئيس اليمني quot;الحوار يبدأ وفيه صعوبة. ولكن عندما توجد النوايا الحسنة والطيبة نحو الشعب الفلسطيني الذي يعاني من وطأة الاحتلال والحصار والقهر الجائر ستتحمل (..) قيادتا فتح وحماس وكل القيادات الفلسطينيةquot; المسؤولية من اجل التوصل الى المصالحة.

غير ان ردود فعل طرفي النزاع اظهرت خلافا في تفسير الاتفاق الموقع الذي رات فيه حركة حماس quot;اطارا للحوارquot; في حين اعتبرته السلطة الفلسطينية اتفاقا quot;للتنفيذ وليس للحوارquot;. ففي غزة اكد سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس قبول المبادرة اليمنية quot;كاطار لاستئناف الحوار بين الحركتينquot;.
وقال ابو زهري لوكالة فرانس برس quot;ان حركتي حماس وفتح وقعتا على قبول المبادرة اليمنية كاطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالاوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل احداث غزةquot;.

وشدد ابو زهري على ان quot;هذا يعني ان المبادرة اليمنية هي اطار للحوار وليست شرطا مسبقا للتنفيذquot; موضحا ان quot;الحوار سيتركز على مجمل الاوضاع الفلسطينية ولن يقتصر على قطاع غزةquot;. في المقابل اعلن نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان المبادرة اليمنية quot;انما هي للتنفيذ وليست اطارا للحوارquot;.

وتلا ابو ردينة امام الصحافيين بيانا باسم الرئاسة الفلسطينية قال فيه quot;درست القيادة الفلسطينية نتائج الجهود التي بذلتها القيادة اليمنية، وخاصة الرئيس علي عبد الله صالح، والقيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس يعربون عن تقديرهم لهذه الجهود وهذه المبادرةquot;. واضاف ابو ردينة quot;وتعلن القيادة الفلسطينية ان استئناف الحوار في المستقبل يجب ان يتم لتنفيذ المبادرة اليمنية بكافة بنودها، وليس للتعامل معها كاطار للحوار لان ذلك لن يؤدي الى اي نتيجةquot;. وقال ان quot;بنود المبادرة واضحة ونريدها للتنفيذ وليس للحوارquot;.

وطالب عزام الاحمد في تصريح لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من صنعاء quot;بالتوقف عن اطلاق التفسيرات للمبادرة اليمينةquot; مضيفا quot;نامل ان يتوقف الجميع عن التفسيرات المتضاربة والخاطئة لاعلان صنعاءquot;. بيد انه اكد ان الاتفاق الموقع الاحد في صنعاء مع حماس يعني في المقام الاول اعادة الوضع في الاراضي الفلسطينية الى ما قبل quot;انقلاب حزيرانquot;/يونيو 2007.

واوضح quot;ان الخطوة القادمة سيقوم بها الاخوة في القيادة اليمنية للاتصال بالاطراف المعنية من اجل تحديد موعد لبدء الحوار لتنفيذ بنود المبادرة اليمنية وتهيئة الاجواء لبدء هذا الحوار من اجل تنفيذ جميع بنود المبادرة وخاصة اعادة الاوضاع كما هي قبل الانقلاب في حزيران الماضيquot; في اشارة الى تاريخ سيطرة حماس على قطاع غزة.

وشدد الاحمد على quot;انه سيتم تنفيذ المبادرة بندا بندا وخاصة البند الاول وهو الجوهر والذي يحتاج الى حوار لتحديد الية العودة بالامور كما كانت عليهquot;. ونوه الى quot;ان اعادة توحيد الشعب الفلسطيني ومؤسساته في الضفة الغربية لا تتم بعصا سحرية وانما بالجلوس وجها لوجه من اجل انهاء كل مظاهر الانقلاب بما فيها ما يسمى بالحكومة المقالة في غزةquot;.

وشدد quot;ان اي فهم خارج هذا الاطار انما يعبر عن عدم الرغبة في انهاء الازمة واعادة وحدة الوطنquot;. واشادت منظمة المؤتمر الاسلامي بالاتفاق وكذلك الرئيس اليمني الذي اكد ان quot;ما تم التوقيع عليه اليوم سوف يدرج ضمن جدول اعمال مؤتمر القمة الذي سنعقد في دمشق وستكون ان شاء الله مبادرة عربية وليس يمنيةquot;.

واعرب مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى طلب عدم كشفه عن quot;تشكيكه التامquot; بشأن تنفيذ الاتفاق. وقال quot;برأيي المباحثات ستستمر لوقت طويل جدا واني اخشى كثيرا ان تفشل لان الطرفين يريدان العودة الى الوضع السابق مع الاحتفاظ بمواقفهما وتناقضاتهماquot;. واضاف quot;ان حماس تريد بسط سيطرتها على مجمل الضفة الغربية وغزة لانها فازت في الانتخابات التشريعية في حين يسعى عباس الى استعادة سلطته على قطاع غزةquot; الذي اصبح تحت سيطرة حماس منذ حزيران/يونيو 2007.