بروكسل: قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اليوم ان تقدما احرز في الملف الايراني النووي لكن المجتمع الدولي يبقى قليل الثقة بطهران.وقال البرادعي في مؤتمر صحافي عقد عقب اجتماعه بعدد من المسؤولين في الاتحاد الاوروبي ان quot;دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتمثل في رصد انشطة ايران النووية في الماضي والمستقبل ولقد احرزنا تقدما جيدا الا انه مازال لدينا ما يسمى بدراسات مثيرة للجدل حول التسلحquot;.

وشدد على القول quot;لا يمكن ان نميز نوايا المستقبل لكن بناء الثقة يتطلب استمرار الحوار بين كافة الأطراف المعنيةquot;.واعرب عن الأمل في أن quot;تلتفت ايران الى مطالب المجتمع الدولي كما اعرب عنها مجلس الامن الدوليquot;. من جهته قال رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو quot;من المهم توحيد جهودنا من اجل مراقبة تطور الطاقة النووية بطريقة سلمية وآمنة والعمل على تحقيق الاهداف العالمية لعدم انتشار الأسلحة النوويةquot;.

ووقع البرادعي مع المفوضية الاوروبية هنا اليوم بيانا مشتركا يهدف الى تعزيز التعاون المتبادل في مجال الطاقة النووية بعدان عقد سلسلة اجتماعات مع كل من باروسو والمفوض الاوروبي لشؤون الطاقة أندريس بييبلاغز ومفوضة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر.

حرس الثوري الإيراني يعتبر التهديدات ضد إيران مجرّد حرب نفسية

من جهة اخرى، قال المنسق العام لقوات الحرس الثوري الإيراني العميد محمد حجازي اليوم إن الهدف من إطلاق التهديدات ضد إيران هو حرب نفسية مؤكدا أن quot;العدوquot; سيندم إذا ما تعرض لبلاده .

وأوردت وكالة أنباء quot;فارسquot; الإيرانية شبه الرسمية أن العميد حجازي اعتبر أن التهديد بضربة عسكرية لإيران هو حرب نفسية مشددا على ضرورة إدراك quot;العدوquot; أنه إذا quot;بدأ بالاعتداء فهو ليس من يتحكم بزمام المبادرة بل ستكون كلمة الفصل لطهرانquot;.

وأكّد حجازي استعداد قوات الحرس الثوري لمواجهة أي عدوان موضحا أنها ستلقم المعتدي الحجر وتمرغ انفه بالتراب . وقال إن الكثير منquot;المخططات التي دبرها الأعداء خلال الأعوام الأخيرة لمواجهة الثورة الإسلامية باءت بالفشل بفضل جهود هذه القوات الباسلة بينها الحرب المفروضة والحركات الداعية لتقسيم إيران التي سبقت الحرب . واعتبر أن إطلاق التهم ضد قوات حرس الثورة quot;ناجم من الإحباط الذي يواجهه العدو كلما خطط للتآمر ضد إيرانquot;.

العراق يحث إيران والولايات المتحدة على اجراء محادثات

الى ذلك دعا وزير خارجية العراق إيران والولايات المتحدة يوم الاربعاء إلى الكف عن تبادل الاتهامات والاجتماع معا من أجل جولة رابعة من المحادثات بهدف ايجاد حلول لمشاكل العراق الأمنية. وقال هوشيار زيباري ان المحادثات التي يستضيفها العراق بين الخصمين اللدودين تعثرت لكنه عبر عن أمله في استئنافها قريبا. والمحادثات هي من المنابر القليلة التي يحدث فيها اتصال دبلوماسي مباشر بين واشنطن وطهران.

وقال العراقيون مرارا انهم لا يريدون أن تصبح أراضيهم ساحة قتال لحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران اللتين تخوضان مواجهة أخرى بسبب طموحات الجمهورية الاسلامية النووية. وقال زيباري خلال مؤتمر صحفي انه يعتقد أن من المهم للغاية جمع الطرفين إلى مائدة المفاوضات لمناقشة القضايا الأمنية العراقية وان ذلك لا يمكن حدوثه في الوقت الراهن في ظل تبادل الاتهامات بين البلدين.

ورفضت طهران يوم الاثنين أي احتمال لاجراء محادثات وشيكة مع مسؤولين أمريكيين في بغداد متهمة القوات الأميركية بتنفيذ quot;مذبحةquot; ضد الشعب العراقي في إشارة فيما يبدو للعملية ضد المقاتلين الموالين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في حي مدينة الصدر الشعبي ببغداد. وردت واشنطن بالقول انه لا معنى لاجراء محادثات مع الإيرانيين quot;ماداموا لم يغيروا من مسلكهم.quot;

وتتهم الولايات المتحدة طهران بتسليح وتمويل وتدريب الميليشيات الشيعية التي تشن هجمات على القوات الأميركية في العراق. وتنفي طهران ذلك وتقول ان وجود القوات الأميركية هو السبب في العنف بالبلاد. وعبر زيباري الذي كان القوة المحركة لجولات المحادثات السابقة عن احباطه لتكرار تأجيل تحديد موعد لعقد الجولة الجديدة أكثر من مرة.

واجتمع مسؤولون أميركيون وإيرانيون ثلاث مرات العام الماضي للتوصل لارضية مشتركة بشأن كيفية ارساء الاستقرار في العراق في محادثات رتبتها بغداد. وكانت احدى النتائج القليلة الملموسة التي تمخضت عن هذه المحادثات هي تشكيل لجنة أمنية مشتركة. وقال زيباري انه حتى الآن لا يوجد التزام بموعد جولة محادثات رابعة رغم أن الارادة لا تزال متوفرة. وقال quot;هي عملية متوقفة حاليا لكنها ليست ميتة في نفس الوقت. وسنبذل جهودا مع الطرفين للاتفاق على موعد مناسب.quot;

في الاسبوع الماضي توجه وفد عراقي من الائتلاف الشيعي الحاكم إلى إيران لتقديم أدلة على وجود دعم إيراني للميليشيات. وأبلغ مسؤولون ايرانيون الوفد بأن ايران تبذل أقصى ما في وسعها لمساندة العراق. وأمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي منذ ذلك الحين بتشكيل لجنة خاصة لجمع أدلة على أي تدخل إيراني وعرضه على إيران.

وخاضت إيران والعراق حربا استمرت ثمانية أعوام خلال الثمانينيات قتل خلالها مئات الآلاف من الاشخاص. لكن العلاقات تحسنت منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بالرئيس السابق صدام حسين وتولي حكومة يقودها الشيعة السلطة.

وفي زيادة للضغوط على طهران قال الجيش الأميركي الاسبوع الماضي انه عثر على كميات كبيرة للغاية من الاسلحة الإيرانية في مدينة البصرة الجنوبية وفي بغداد أيضا خلال عمليات نفذت في الآونة الأخيرة ضد ميليشيات الشيعية. وقال الميجر جنرال كيفين برنجر وهو متحدث باسم الجيش الأميركي في مؤتمر صحفي يوم الاربعاء ان الجيش العراقي عثر على عشرات الآلاف من الاسلحة والقنابل والذخيرة في البلاد خلال الشهور الأخيرة.

ورغم أنه لم يربط ذلك بطهران بشكل مباشر فقد لمح إلى وجود دعم إيراني. واضاف quot;نعلم أن هذه الجماعات ما كانت لتفعل ما تفعله دون دعم أجنبي...هذا يشمل الاسلحة والتدريب على استخدام هذه الاسلحة والتمويل. الادلة دامغة على أن هذه الجماعات المتطرفة تعتمد على مصادر أجنبية.quot; وذكر أن الاكتشاف الأكبر كان في البصرة حيث عثرت القوات العراقية على 1800 قذيفة مورتر وقذيفة مدفعية و600 صاروخ و300 قنبلة توضع على جوانب الطرق و87 من المقذوفات التي تخترق الدروع.