الخرطوم: تفيد الأنباء بتجدد الإشتباكات بين الجيش السوداني ومسلحي الحركة الشعبية في منطقة أبيي الغنية بالنفط في وسط السودان. ويقول مراسل البي بي سي في الخرطوم إن الجيش السوداني اضطر للتدخل عسكريا بعد أن أصدر بيانا يوم أمس الاثنين حذر فيه مما وصفه بتردي الأوضاع الأمنية الناجم عن استمرار الاشتباكات بين قبائل المسيرية العربية وبين مسلحي الحركة الشعبية. وتمثل منطقة أبيي نقطة خلاف في الاتفاق بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية الموقع منذ ثلاث سنوات إذ يسعى الجانبان إلى السيطرة على المنطقة لغناها بالنفط.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت الاثنين من أن تردي الوضع الأمني في المنطقة يهدد جهود الاغاثة في المدينة بعد القتال الذي شهدته الأسبوع الماضي وأدى إلى تشريد ما يتراوح بين 30 و50 ألف شخص. وقد قامت المنظمة الدولية باجلاء موظفيها من المنطقة خوفا على سلامتهم.

واتهم ادوارد لينو القيادي في الحركة الشعبية، بزعامة نائب الرئيس السوداني سيلفا كير، حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بدعم المسيرية بهدف إشعال المواجهات في هذه المنطقة. تعد هذه أحدث سلسلة من الاشتباكات في منطقة أبيي الغنية بالنفط وأحد نطاق التوتر التي تهدد بتجدد الصراع بين شمال وجنوب السودان.

يشار إلى أن تبعية أبيي لأي من الشمال والجنوب قضية شائكة لم يحسمها اتفاق السلام الشامل الذي وقع بين الجانبين عام 2005 . ويرى مراقبون أن فشل الجانبين حتى الآن في الاتفاق على ترسيم الحدود وحسم تبعية أبيي أصبح من أهم جوانب الخلاف بين شريكي الحكم المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية. وقد أكد شيوخ المسيرية ومسؤولو الحركة الشعبية إن الوضع في أبيي قد يزداد تدهورا إذا لم تتحرك السلطات لاحتواء التوتر.