وفقا لتقرير لوكالة الأسوشيتد برس
أميركا تنهي عمليات سرية لنقل يورانيوم من العراق

واشنطن:تتجه الولايات المتحدة نحو إغلاق ملف الميراث النووي للنظام العراقي إثر وصول آخر 550 طناً مترياً من اليورانيوم الطبيعي المركز، من بقايا البرنامج النووي العراقي السابق، من العراق إلى كندا السبت، وفق تقرير. وقالت وكالة أسوشيتد برس في تقريرها الحصري إن اكتمال عملية النقل الأميركية السرية، التي بدأت في إبريل/ نيسان، وانتهت في يونيو/حزيران الماضي، تزيح عن كاهل السلطات الأمريكية والعراقية عبئاً ثقيلاً مخافة وقوع تلك المخزونات النووية في أيدي عناصر مسلحة أو تهريبها إلى إيران لمساعدتها في تحقيق طموحها النووي.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي بارز، لم تسمه، تحدث عن الإطار العام لعملية النقل السرية التي استغرقت قرابة ثلاثة أشهر: الجميع مغتبط للغاية لإخراج هذا quot;المخزون النوويquot; بآمان من العراق.quot; وسيكتمل برنامج إزالة المخلفات النووية من العراق، بتنظيف البقايا النووية في مجمع quot;التويثةquot; النووي، جنوب بغداد، باستخدام طواقم تتضمن خبراء عراقيين تلقوا تدريبات في أوكرانيا.

وقال المصدر الأميركي إن الحكومة العراقية باعت 550 طناً مترياً من quot;الكيك الأصفرquot; أو quot;اليورانياquot; - مادة تدخل في تخصيب يوارانيوم عالي الجودة - لشركة quot;كامكي كوربquot; الكندية لإنتاج اليورانيوم مقابل quot;عشرات الملايين من الدولارات.quot; وذكر أن الشركة الكندية ستعالج المادة لاستخدامها في مفاعلات إنتاج الطاقة. وأردف قائلاً: quot;نحن مسرورون لتمكننا من إخراج quot;الكيك الأصفرquot; من منطقة مضطربة إلى أخرى مستقرة لإنتاج الطاقة النظيفة.quot; وغلفت السرية التامة مباحثات دبلوماسية وعسكرية مكثفة على مدى أكثر من عام، للتخلص من اليورانيوم، مخافة تعرض شحنات نقل تلك المواد النووية لهجمات أو كمائن للمسلحين.

ويلوكايك هي مادة مركزة من اليورانيوم، مسحوق لا يذوب في الماء ويحتوي على حوالى 80% من فوسفات اليورانيوم. ويستخدم لاعداد وقود المحطات النووية، ويمكن ايضا تخصيبه لصنع اسلحة نووية. ورفض كران التعليق على معلومات وسائل اعلام كندية عن الجهة الدقيقة التي اتى منها اليورانيوم وطريقة ايصاله الى كندا.

ورحلت تلك الشحنات 3500 برميلاً عبر البر إلى بغداد، ثم نقلها لاحقاً على متن 37 رحلة عسكرية إلى جزيرة quot;دييغو غارسياquot; في المحيط الهندي ومن ثم إلى متن سفينة ترفع العلم الأمريكي إلى مونتريال بكندا. واعترضت عملية النقل السرية العديد من العقبات، منها نظر المخططين العسكريين والدبلوماسيين في نقلها عبر البر إلى الكويت وشحنها عبر الخليج، إلا أن المسار البري كان يقتضي مرورها بمناطق شيعية ما يعني سهولة وقوعها بأيدي فصائل متشددة، تتهمهم واشنطن بدعم إيران.

وذكرت أسوشيتد برس أن السلطات الكويتية عارضت فتح حدودها لتلك الشحنات رغم مساعي أميركية على مستوى عال. وكشف المصدر الأميركي أن عمليات النقل السرية بدأت من مطار بغداد الدولي في إبريل/نيسان واختتمت في الثالث من يونيو/حزيران الماضي بمغادرة آخر سفينة شحن أميركية إلى مونتريال. وتعود عملية النقل السرية بالذاكرة إلى مزاعم الإدارة الأميركية بامتلاك نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل قبيل الغزو عام 2003. وأدت مزاعم محاولات النظام العراقي السابق لشراء المزيد من quot;الكيك الأصفرquot; من النيجر، ودحض دبلوماسي أميركي سابق لتلك المزاعم، إلى تحقيقات واسعة حول دور واشنطن في تسريب تلك المعلومات.

وجرت عملية quot;الكيك الأصفرquot; بواشنطن نحو المزيد من المتاعب حينئذ، بعد زعم عميلة وكالة الاستخبارات الأميركية فالري بلام، كشف شخصيتها السرية للصحفيين رداً على دحض زوجها السفير السابق جو ويسلون، مزاعم محاولات النظام العراقي شراء المزيد من quot;الكيك الأصفرquot; من النيجر. وانتهت التحقيقات الفيدارلية بإدانة وليس quot;سكوترquot; ليبي، أحد كبار موظفي نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.