لن تلغى فرنسا قانون حظر الحجاب وسيزداد دعمها لسياسات امريكا !!
خطف الافراد غير العسكريين وذبحهما ليس من اساليب مقاومة المحتل فى العراق.. خطف الاعلاميين اى كان موقفهم او مواقف بلادهم من قضية الاحتلال ليس من اساليب مقاومة المحتل فى العراق.. المطالبة بالغاء القوانين او تعديل السياسات ليس من اساليب مقاومة المحتل فى العراق.. تسجيل ابشع المناظر الى تنفر منها النفس البشرية وعرضها على شاشات الفضائيات ليس من اساليب مقاومة المحتل فى العراق..
الخطف والتهديد بالذبح ثم تنفيذه وتصويره وعرضه يمثل احط انواع الدعاية المضادة للدين الاسلامى والمسلمين.. ومن يقومون به سواء كانوا تابعين لانصار للسنة او للجيش الاسلامى ليسوا انصارا ولا هم سنة وجيشهم ليس اسلاميا.. هم اسوء فى تصرفاتهم الاجرامية هذه التى تضر بالدين الاسلامى الحنيف ومعتنقوه من المحتلين ، اذ كيف لمن ينتسبون الى السنة او الى الاسلام ان يقوموا بهذه الافعال التى تجرمها السنة ويحرمها الدين؟.. واذا اتفقنا على ان المحتل لا خلاق له ولا مبادئ فكيف ترتكب المقاومة التى ترفع شعار السنة والاسلام ما هو افظع مما يرتكبه ممن لا مبادئ لهم ولا قيم؟..
لا اقصر حديثى هنا على رجال الاعلام ولا اخص بالذكر الصحفيان الفرنسيان.. فقد سبق لهذه الجماعات التى تتخذ من الشعارات الدينية غطاءا لها ان خطفت وذبحت اناس بسطاء وسائقوا شاحنات وطهاه وعمال نظافة.. الخ وصورت ببرود اعصاب عمليات ذبحهم او اطلاق النار عليهم ، فلم يبرد بعد دم الصحفى الايطالى الذى ذبحوه قبل نهاية الشهر الماضى كما لم ينس المجتمع الدولى غيره من الابرياء الذين مثل الخاطفون بجثثهم بعد الحكم عليهم بالاعدام وآخرهم المجزرة التى راح ضحيتها 12 عاملا من ابناء نيبال والتى تصدرت صور جثثهم كافة الصحف البريطانية.. بل اتحدث عن كل من ازهقت ارواحهم بلا ذنب جنوه الا انهم سعوا فى مناكبها وراء رزقهم سواء كانوا اعلاميين يطمحون الى مجد وسبق صحفى او عمال بسطاء يلهثون وراء لقمة العيش لاعالة ذويهم..
ما هى العلاقة بين هؤلاء جميعا الذين ماتوا دون ذنب جنوه وبين ما تقوم به القوات الامريكية فى العراق.. وايضا ما العلاقة بين ضحايا التفجيرات سواء كانت آدمية ملغمة او هجومية بآليات او عن طريق السيارات المفخخه من العراقيين الابرياء وما تقوم به القوات الامريكية فى العراق.. ثم ما هى العلاقة بين خطف الصحفيين الفرنسيين والمطالبة بالغاء قانون حظر الحجاب.. لا توجد علاقة اللهم الا ما يراه العالم الخارجى من صفحة الاسلام الاجرامية التى يتبارى انصار السنة ومجموعة الجيش الاسلامى فى تسطيرها على مدار الساعة بدماء الابرياء.. لن يتأثر التواجد الامريكى الاحتلالى بهذه العمليات ولن تقرر واشنطن سحب قواتها وقفا لمعطيات هذا النزيف !!.
هل يعلم الخاطفون ومن يناصروهم سواء بالاصرار على وصفهم بالمقاوميين الاشراف او بإفراد الصفحات والمجالات الفضائية للحديث اليهم وعنهم او بالادعاء انهم مدسوسون من قبل ادارة الاحتلال وحكومته العراق المؤقته لتشويه صورة المقاومة العراقية.. هل كل هؤلاء ان وسائل الاعلام الامريكية على كافة مستوياتها لا هم لهم فى هذه الاسابيع التى تسبق انتخابات الرئاسة والتجديد النصفى لمجلس الشيوخ الا التركيز على صورة الارهاب الاسلامى وحاجة المسلمون الى برنامج اصلاحى رشيد يعديهم الى جادة الصواب لكى يكونوا مؤهلين للبقاء ضمن الاسرة الدولية؟؟.. هل يعلم هؤلاء وهؤلاء ان برامج دعاية كلا المرشحين الديموقراطى والجمهورى تستخدم الدمويات التى تفرزها هذه الجماعات للنيل من الدين الاسلامى ولتمهيد الطريق امام الادارة القادمة - سواء كانت ديموقراطية او جمهورية - لكى تفرض على بعض الشعوب التى تدين به كالشعب السورى واالشعب السعودى والشعب المصرى والشعب الايرانى والشعب الباكستانى سياسات الحصار السياسى والدبلوماسى والتجويع الاقتصادى والاذلال النفسى !!..
شهدت الايام القليلة الماضية تدافعا من جانب غالبية الرموز العراقية وايضا من جانب عدد من المنظمات العربية التى لا زال لها جسور داخل العراق فى محاولة يائسة للافراج عن الصحفيين الفرنسيين دون جدوى ، وهناك شبه اجماع ان موقف الخاطفين المتعنت يصور لهم ان فى مقدورهم لى ذراع الحكومة الفرنسية واجبارها على الاستجابة لمطلبهم غير المنطقى.. هذه الاستجابة لن تتحقق حتى ولو قضوا عليهما لان فرنسا ليست الفلبين – التى تعانى شعبيا من قرار سحب قواتها التى لم تكن تتعدى 46 جنديا ، ولان قانون حظر الحجاب ليس قابلا للمساومة بعد ان اقرته الهيئات التشريعية الفرنسية واصبح نافذ المفعول خاصة وانه لا يشمل المسلمين فقط ، ولان نظام الحكم الفرنسى القائم على العلمانية لا يقبل الخضوع لمثل هذه الممارسات التى تحمل كل معانى الارهاب والعنصرية والتخلف والعدوانية..
فرنسا التى لا زالت الى اليوم تتحفظ فى مواقفها المعارضة للسياسات الامريكية تجاه شعب العراق ستظل تدافع عن حقه فى الحرية والحياة المستقلة ولكن باسلوبها هى وليس باسلوب عصابات خطب الابرياء الدموية ، فرنسا لن تبقى على حجم هذا التحفظ طويلا بل ستعدل منه واول تعديل ستقدم عليه هو زيادة حصتها مشاركتها ماديا ومعنويا فى محاربة الارهاب الدولى الذى اثبت خاطفوا صحفييها انهم ينتمون اليه.. ستحافظ فرنسا على عدم مسايرة سياسات واشنطن فى العراق انطلاقا من حرصها على مصلحة الشعب العراقى ، ولكنها ستضع يدها فى يد الادارة الامريكية عندما تقرر هذه الاخيرة ان تضع حدا نهائيا لكل ما من شأنه ان يعطل برنامجها هناك..
فرنسا التى سيتأذى مجتمعها كله اذا لقى صحفييها حتفهما ستعلن الحداد الرسمى عليهما ولكنها ابدا لن تنتقم من ابنائها المسلمين ( تعدادها حوالى خمسة ملايين ) الذين يعيشون فى امان على ارضها ولن تضع كل مسلمى العراق فى سلة واحدة مع الارهابيين قتلة الابرياء ولن تقطع علاقتها بالشعب العراقى ، بل ستواصل مسيرتها الحضارية مرفوعة الرأس.. امانحن فسنحمل دمهما ودم غيرهم بلا ذنب جنيناه الا اننا ننتمى الى نفس الديانة التى ينتمى اليها انصار السنة وجماعة الجيش الاسلامى فى العراق !!.
الكاتب استشارى اعلامى مقيم فى بريطانيا
التعليقات