استعير هذا النداء الذي اطلقه ماركس وانجلس في البيان الشيوعي على الرغم من انه لم يجلب الوحدة للطبقة العاملة، لكني آمل ان يجلبها لتوحيد الارادة الدولية في محاربة الارهاب الذي تمثله الجماعات الإسلاموية خاصة، على خارطة العالم. ان كاتب هذه السطور من الذين يدافعون عن تطلع الشعوب من اجل الحرية وتقرير المصير ومنهم شعوب القفقاز كاخر الشعوب المستعمرة على كرتنا الارضية. وعندما اخذت الجماعات الإسلاموية علم الكفاح المشروع لتلك الشعوب وكان نتيجته قتل اكثر من 155 طفلا روسيا ومنهم الكثير من الاطفال المسلمين في مدرسة بلدة بيسلان في اوسيتيا الشمالية، سقط واجب الدفاع عن الحركة التي ترفع شعار استقلال الشيشان او غيرها من شعوب القفقاز لان انتصارها سوف يبني وطن لطالبان جديد ويشد من عضد قوى الظلام في عالمنا. ان هناك عشرة عرب ساهموا في قتل الاطفال وتعذيبهم ليومين، في الوقت الذي قال فيه رسول الله عن امرأة عذبت قطة ولم تطعهما بانها ستذهب إلى النار. ان افضل ما يمكن ان يتمناه المرئ لتلك الشعوب في ان تحصل على استقلالها بالطرق السلمية وتبنى حياتها في ظل دولة القانون الآن، عن ان تكون تحت سكين طالبان ومن شابههم. ان عدسات التصوير تنقل للعالم الجريمة البشعة في قتل اطفال ابرياء وامهاتهم يذرفن الدموع عليهم وهن يشيرين إلى ان القتلة هم من المسلمين ونصفهم من العرب.
ان الارهاب الإسلاموي قد وصل إلى حد يحتاج له تكاتف الحكومات والشعوب وفي طليعتهم الطبقة المثقفة منها. ان الامة العربية من اجل تمسح العار الذي جلبه ابنائها بقتل الاطفال في القفقاز او في العراق عليها ان تعمل كل ما في وسعها لايقاف هؤلاء القتلة في مدن العالم باسم الدين الإسلامي.
لقد وقفت ثلاث دول هي فرنسا والمانيا وروسيا في محور واحد ضد عملية تحرير الشعب العراقي من اعتى نظام استبدادي. وبعد تحريره بقيت في نفس الخندق تتمنى لقوات التحالف ان تفشل في مشروعها. ففرنسا التي لا زالت تدعم قوى معادية للعراق الجديد مثل جماعة ما يسمى "التحالف الوطني العراقي" وغيرها، قد ذاقت مرارة الارهاب باختطاف صحفين من مواطنيها. لقد أقامت الدنيا ولم تقعد بسببهم ولم تتكلم ولا بكلمة عندما قتل مواطنين ايطالين وغيرهم من قوميات اخرى، حتى عمل الرئيس شيراك لجنة من اجل اطلاق سراحهم، مهما كان الثمن. وقيل بان الحكومة الفرنسية اشترت رؤوسهم بمليون دولار للواحد. ان موقف فرنسا والذين دافعوا فقط عن الصحفين الفرنسين موقف غير شريف وعادل لأن الفرنسين ليسوا افضل من الآخرين الذين اختطفوا في العراق وقتلوا على ايدي المجرمين بحجة من الحجج، فهؤلاء كالنعامة يضعون رأوسهم في الرمل لا يرون ان الارهاب واحد وان الجماعات التي قامت بذلك هي نفسها، فمن فجر مقهى في الدار البيضاء اوالقطار في مدريد ومبنى التجارة العالمي في نيويورك واحياء سكنية في الرياض وفندق في جزيرة بالي الاندونوسية ولا زال يقتل الشرطة والامنين العراقيين في المدن العراقية المختلفة. فجر المجرمون الاجساد ضد من يود العمل في الجيش العراقي او الشرطة العراقية، ضد العمال الذين يكدون من اجل لقمة العيش ناسين بان رسول الله كان يقبل اليد التي تعمل ويقول : "هذه يد يحبها الله ورسوله". وحتى جماعة "العلماء المسلمين" التي كان الواجب عليها ان تدين خطف وقتل الابرياء وقفت تفتي على لسان الصميدعي، خطيب جامع ام الطبول ( ابن تيمية حاليا). آن الاوان للحكومة الفرنسية ان ترفع يدها عن الدفاع عن الارهاب في العراق بحجة من الحجج لان ثوبها بدأ يحترق ولا يمكن ان يطفئ بيدها وحدها دون الدول الاخرى. ان في سلامة العراق ونظافته من الارهاب افضل السبل لاطفاء ذلك الحريق فيها وفي غيرها من الاماكن. وكذلك على روسيا بوتين ان لا تقف كالمتفرج على ما يجري في العراق وانما ان تقوم بمساعد الحكومة العراقية وقوات التحالف للانقضاض على الارهابين وكنس الارهاب من العراق لان الجماعات التي تقوم به على ارضه هي امتداد لاؤلئك الذين قتلوا اكثر من مائه وخمسين طفلا في القفقاز ويمكنهم ان يعيدوها في قتل اطفال آخرين كما يفعلونها الآن في قتل الاطفال العراقيين. لقد نشرت إيلاف قائمة كتبها احد محرريها من جدة باسماء الإرهابين المطلوبين الستة والعشرين للسلطات السعودية ويظهر من الاغلبية اما هم خرجي جامعة واحدة او عملوا فيها اليس هذا ما يدعو إلى إعادة التفكير في ما تقدمه الجامعة تلك من فكر وعلوم دينية ؟ ان الافكار التي ولدت فيها وترعرعت في صفوفها هي التي اوصلت الإسلام إلى ما هو عليه من صورة بشعة يخافه العالم لانه يرتبط بالذبح وقتل الناس الآمنين. ومن شاكلة اساتذتها الذين هم في القائمة يقف شيخ آخر، هو الشيخ يوسف القرضاوي الذي يدعو إلى الارهاب وقتل المدنين في العراق. ان الشيخ القرضاوي، الذي يمثل خطا فكريا لا يختلف عن خريجي تلك الجامعة الذين لهم اتباعهم كما له في العالم الإسلامي، يدعو الى محاربة جميع الامريكيين في العراق حتى المدنيين منهم كما في قوله : "ان كل الاميركيين في العراق محاربون لا فرق بين مدني وعسكري ويجب قتالهم لأن المدني الاميركي جاء العراق لخدمة الاحتلال". وأضاف بشكل لا يقبل أي غموض فيه : " أن خطف الاميركيين وقتلهم في العراق واجب"!! أي فرض عين على كل مسلم ومسلمة!! وقد أيده في ذلك عدد من الشيوخ. جاء تصريح القرضاوي ذلك خلال اجتماع لنقابة الصحافيين المصريين في القاهرة. وهذه ليست الفتوى الأولى ولا الأخيرة التي يصدرها القرضاوي، فقد سبق له أن أصدر فتاوى مختلفة في الشأن العراقي، منها فتواه المشهورة بالمحاربة إلى جانب صدام حسين، الدكتاتور الذي سام الشعب العراقي الظلم والقهر لاكثر من ثلاثة عقود من الزمان وادخله في حربين وهجر ملايين من ابنائه وحرمه ليس من الحرية بكل انواعها، وانما من التمتع بثرواته الوطنية. ان حرية الشعوب العربية والإسلامية وامنها المدني يجب ان تكون بعيدة عن فكر مثل هؤلاء وان تقوم السلطات العربية ليس في محاكمة دعاة الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وانما من يدعو إلى قتل الناس ويدعو لرفع السلاح من اجل فرض الفكر المتخلف مثل القرضاوي وغيره. فالارهاب الذي يقتل الناس واحد والإنسان الذي فضله الله على جميع خلقه هو الإنسان، بغض النظر عن دينه وقوميته. فكل يوم تاتي الاخبار بقتل المسيحيين العراقيين، ابناء العراق وسكانه الأصلين قبل العرب والاكراد مع بعض، على ايدي العصابات الإسلاموية لانهم مسيحيين ليس إلا. كيف يقول المسلمين بعد اليوم بإن الإسلام دين الرحمة، من سيصدقهم، ومن سيقبل منهم دعواهم ؟ قامت تلك العصابات الاجرامية بذبح مواطن مصري مسلم بحجة التعاون مع قوات التحالف ومثلوا به وقد كان رسول الله قد نهى عن المثلة ولو بالكلب العقور، دليل على ان عدائها للانسان والإسلام معا. الم يروا صور عائلة نيبالية فقيرة تعيش في بيوت الطين وهي تندب ابنها الذي بعثته لطلب الرزق الحلال بعد ان ذبحه المجرمون باسم الإسلام ؟ لقد حرمت تلك الجماعات التي تقتل باسم الإسلام فقراء النيبال لقمة عيش اثني عشر عائلة فقيرة كانوا يشتغلون طباخين ليس إلا. قتل واحد منهم بقطع رأسه والآخرين رميا بالرصاص. فقطع الرأس اصبح درسا لكي يعلمه الإسلاميون لاتباعهم اكثر ما يعلمون مبادئ الدين الإسلامي الحنيف كما " لكم دينكم ولي ديني " و " جادلهم بالتي هي احسن " وغيرها. لقد قطع النيباليون نصف العالم من اجل ان يعيلوا اسر معدومة، كان من الممكن في المعاملة الحسنة من قبل المسلمين ان ينقلوا الإسلام ومبادئه الخيرة إلى وطنهم وينشروه كما هو نشر الإسلام في جنوب شرق آسيا. وكردة فعل يمكن ان تفهم قام النيباليون بالهجوم على مسجد العاصمة وتحطيمه والتزم المسلمون دورهم يوم الجمعة الماضية. فاي خدمة قدمت للإسلام يا ترى؟ قتل هؤلاء وغيرهم تحت اصوات وحوش كاسرة تنادي " ألله أكبر النصر للإسلام"، ولا يعرف أي إسلام هذا ؟ أهذا الإسلام الذي يقول فيه رب العالمين لنبيه محمد " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ؟؟ ". لم يعد هناك حياد بين العالم المتحضر ووحوش تحز رقاب الناس. بين ما يسمى " مقاومة" في العراق وهم يقتلون الابرياء باسم الدين والقومية وبين ابناء العراق الجديد. ان العالم يجب ان يتوحد في جبهة واحدة ضد الإرهاب بكل اشكاله وفي كل مكان في العالم لان خطره على امن البشرية ومستقبلها وحضارتها واحد، كما توحدت الجماعات الارهابية. فعمل جيش " المهدي" الشيعي مع الجهاد الإسلامي السني، وساعدتهما إيران الإسالمية كما انظم إليهم اتباع حزب البعث العلماني. ان وحدة الجماعات الارهابية والدول المؤيدة لها تحتم قيام جبهة عالمية واسعة ضد الارهاب والرهابين ومن يدعوا لفكرهم ويدعمهم ويحلل لهم افعالهم الشنيعة. لم تعد هناك دولة متفرجة قط، ان جميع دول العالم اصبحت عرضة للحريق كما كان حال فرنسا وروسيا. ان العراق وامنه هو اول الخطوات التي يجب التفكير فيها عن طريق دعم الحكومة الوطنية العراقية وقوات التحالف من اجل القضاء على جميع العصابات المارقة التي تختطف او تقتل او تحارب باسم الدين مرة كجيش "المهدي" او الجهاد الإسلامي او جماعة "علماء المسلمين " او باسم القومية مرة اخرى كاعوان النظام الساقط في بغداد من القتلة رجال الاستخبارات والامن والحرس الجمهوري وغيرهم. لا بد من ان ينزع سلاح جميع المليشيات، ولا تدعم بالمال ولا بالسلاح ولا يسمح بدعمهم عن طريق الاعلام الكاذب المحرض على القتل والارهاب كقناة الجزيرة والعربية والمنار و ترجمتهم الفارسية " قناة العالم الفضائية ". اتحدوا يا اعداء الارهاب في العالم من حكومات وشعوب. اتحدوا يا مثقفي العرب وحاملي شمعة التنوير فيه ضد الارهاب والجماعات الإرهابية وضد شيخوهم وفكرهم المتخلف. اكتبوا وافضحوا ما يقومون وبما يفتون به. وشكرا للقلم الشجاع والرأي الشريف الذي يدعم شعب العراق في بناء عراق موحد ديمقراطي انتظر شمسه اكثر من ثلاثة عقود. وشكرا لمن ساعده على التحرر ويقف معه من اجل ان يستتب امنه ويعود إليه استقراره.