في حديقة وزارة الاتصال في الرباط احتشد الصحافيون في بادرة غير مسبوقة.


اعتاد نبيل بن عبدالله وزير الاتصال المغربي ان يلتقي مندوبي الصحف أسبوعيا بعد كل اجتماع حكومي يتحدث اليهم عن ما يفترض أن يعرفه المراسلون من أخبار .


هذا المساء كان الوضع مختلفاً.


جاء مدراء الصحف ورؤساء التحرير إلى لقاء بروتوكولي محض. غاب معظم مراسلي الصحف الذين يحضرون لقاءات بن عبدالله. كان هذا الوزير الذي جاء من " الشبيبة الشيوعية" إلى مهمة التواصل بين الحكومة والصحافة و أصبح ناطقاً رسمياً باسمها سعيدا بالحشد.


كانت المناسبة توشيح محمد برادة رئيس مجلس إدارة شركة سابريس لتوزيع الصحف بوسام ملكي " تقديرا لخدمات أسداها ويسديها للصحافة المغربية " .


برادة يوزع الصحف في بلد مترامي الأطراف . يقرأ الناس الصحف في الدارالبيضاء والرباط مساء وفي جدة والعيون مساء اليوم التالي . الصحف نفسها تقدم مع حليب الصباح طازجة في مراكش وطنجة.


قال بن عبدالله كلاماً طيباً في حق صاحب شعار" جريدة لكل مواطن" .


رد برادة بالقول إن الوسام الملكي " يعد تقديراً للصحافة المغربية وللصحافيين أيضا" .


الصحافيون كانوا يسألون " ما هي الأخبار؟" .


الخبر الوحيد الذي سينفردون به هو حالة الإجماع حول شخص محمد برادة .


وقف خلف برادة وبن عبدالله مسؤولان. أندري ازولاي المستشار الملكي الذي بدأ استقلاليا ثم اشتراكيا ثم مستشاراً في البلاط المغربي. محمد اليازغي الاشتراكي الذي أعتقل طويلاً وتعذب كثيراً ...ثم أصبح وزيراً " للبيئة والماء".


إنه المشهد المغربي العصيعن الشرح .


كان حفلاً راقيًا .