الياس توما من براغ: ألقى عناصر إدارة مكافحة المخدرات التشيك القبض على عصابة مؤلفة من خمسة أشخاص كانت تحاول تهريب وبيع المخدرات برئاسة قاضي صربي سابق يعيش في تشيكيا منذ عام 1994 بعد أن حصل فيها على حق اللجوء لاعتبارات إنسانية.

وذكر رئيس الإدارة ييرجي كوموروس انه تمت مصادرة 6 كغ من الكوكايين بحوزتهم و6و1 كغ من مادة ميتامفيتامين وان هذه الكميات تكفي لإعداد 30 ألف دفقة من البيرمين و12000 دفقة من الكوكايين أما قيمة هذه المخدرات في السوق السوداء في تشيكيا الآن فهي بحدود 15 مليون كورون أي نصف مليون يورو.

واعتبر كوموروس هذه الكمية من الكوكايين التي تضع الشرطة يدها عليها الأكبر في تاريخ الشرطة التشيكية مشيرا إلى أن عملية متابعة هذه العصابة استغرقت 13 شهرا وان مصدر الكوكايين هو أميركا الجنوبية وقد وصل أوروبا عبر البحر.

وقد القي القبض على رئيس العصابة القاضي الصربي السابق أثناء عبوره الحدود التشيكية السلوفاكية قادما من مدينة بيشتاني السلوفاكية.

وأوضح كوموروس أن القاضي الصربي السابق يمتلك في براغ عدة محلات وشركات غير أنها كانت تخدم كغطاء لنشاطاته في مجال تهريب وبيع المخدرات لأنها لم تكن رابحة أما بقية أفراد العصابة فقد كانوا يمتلكون عدة منازل وسط براغ ولديهم 4 سيارات مرسيدس رغم أنهم لا يمارسون أية أعمال.

وتوقع أن يحصل رئيس العصابة على حكم بالسجن قد يصل إلى 15 عاما لان الشرطة اتهمته بأنه يتزعم عصابة دولية وأكد رئيس إدارة مكافحة المخدرات أن قائمة الموقوفين ليست نهائية لأنه من بين المشتبه فيهم أيضا عدة أشخاص يعملون في مهن مشوقة في تشيكيا لكنه رفض الإفصاح عن المزيد من المعلومات بهذا الشأن .

وتقول مصادر الأمن الجنائي التشيكي إن الطلب والعرض في السوق السوداء في تشيكيا يزداد الآن على الكوكايين لأنه " في الموضة" على الرغم من انه أغلى أنواع المخدرات في السوق التشيكية حيث تصل قيمة الغرام الواحد إلى أكثر من 100 دولار.
وكانت إدارة مكافحة المخدرات في تشيكيا قد وجهت حتى خلال العشرة اشهر الاولى من العام الماضي اتهامات بتهريب وبيع المخدرات لمئة وثمانية وسبعين شخصا .
وعلى الرغم من النجاحات التي تحققها هذه الإدارة إلا أن العديد من المتابعين لهذه الظاهرة هنا يؤكدون أن ما يتم وضع اليد عليه من المخدرات لا يشكل سوى نسبة محدودة من حجم المخدرات التي تهرب إلى البلاد .

وقد كانت تشيكيا في السابق تعتبر دولة مرور بالنسبة للمخدرات القادمة من تركيا عبر البلقان إلى أوروبا الغربية ،غير أنها أصبحت في السنوات القليلة الماضية حسب أوساط الشرطة التشيكية دولة هدف لتجار ومهربي المخدرات بسبب زيادة الطلب على المخدرات في البلاد من جهة وتحسن الأوضاع المالية للكثير من الناس ورجال الأعمال من جهة أخرى بحيث أصبح بامكانهم دفع قيمة هذه المخدرات وتعاطيها وتمثل العصابات الكوسوفية ــ الصربية المجموعات الأجنبية الأكثر نشاطا في هذا المجال والأكثر عدوانية .

وقد استوطنت بعض قياداتها في براغ والمدن الأخرى مستغلة ضعف آداء
الأجهزة الأمنية التشيكية والفساد السائد في أوساطها بحيث يتم غض الطرف عن نشاطاتها وإقامتها في تشيكيا مقبل دفع رشاوى .