طلال سلامة من روما: الحدود المفتوحة أمام العلماء من خريطة الجينوم متعددة فالدراسات في هذا السياق ستوفر أيضاً الدلائل على كيفية تغيّر البيئة. من جانبهم أطلق العلماء القياديين في الدراسات حول الجينوم مشروع بحث عملاق بغية رسم الخريطة الوراثية للجراثيم في مدينة نيويورك. وتهدف الخريطة الوراثية الى إبراز عدد كبير من الكائنات الحيّة المجهرية التي تمثل الشكل الأكثر شيوعاً للحياة على الأرض، لكنها ما زالت لغزاً للبشر. ولحد اليوم، تم عزل ودراسة %1 فقط من كل الجراثيم، في المختبرات. ولمحات الحياة الوراثية يمكن أن تعطينا دلائل صلبة أكثر حول المسار الذي تتبعه التغيرات البيئية. وذلك سينجز عن طريق قياس عشرات الآلاف من أنواع الجراثيم لرؤية ومتابعة كيفية تغيٌرها.

ويؤكد العلماء أن الجراثيم ذات أهمية كيميائية أساسية لكوكب الأرض، بغض النظر عن حجمها متناهي الصغر، لأنها المحرّك الجوهري لتحولات المادة والطاقة، التي تنتج الغلاف الجوي وتؤثر على المناخ. وحالياً، يأسر جهاز خاص مُركّب في قمة ناطحة سحاب، في مانهاتن، ملايين من الجراثيم الموجودة في الهواء، التي يتنفسها كل يوم سكان نيويورك. من ناحية أخرى، يجمع العلماء عينات من الماء، من البحار والمحيطات حول العالم، وكل عينة منها تحتوي على مليون بكتيريا وعشرة ملايين فيروس. وستنقل عينات الماء والهواء إلى مركز التقنية في روكفيل-ميريلند، لتحليل بياناتها الوراثية. وحصل المشروع على تمويل مجموعه 2.5 مليون دولار من قبل مؤسسة خاصة، وستعرض الخريطة الوراثية للجراثيم إمكانية دراسة البيئة بصورة لا سابقة لها. ومن الملفت للنظر أن كل منطقة من مناطق العالم لديها أنواع من الجراثيم والجينات التي تختلف عن بعضها.