"الزهايمر" على الشاشة الملونة
عبدالمنعم الاعسم
[email protected]
عبدالمنعم الاعسم: على شاشة لبنانية ملونة تجشأ رئيس المؤتمر القومي العربي معن بشور صباح (الاحد) وقال لنفسه(عوافي) ثم أبلغ السيدة التي كانت تحاوره: لولا (المقاومة العراقية) و(عمليات الاختطاف) ما كنا جالسين الآن وجها لوجه أمام المشاهدين، ثم صمت قليلا ليفسر ما كان يشعر انه استعصى على فهم المشاهدين، وأغار على خرزات مسبحته السوداء استعدادا لقنبلة الدخان التي سيطلقها بالقول: ان هذه المقاومة منعت امريكا من الوصول الى لبنان..ولو وصلتنا لكنا الان طعما لدوامات البحر المتوسط.
ولأن(الزهايمر) ارقى مرتبة في الخرف العقلي فان التفكير العربي التقليدي قفز الى هذه المرتبة من اكثر من علة، وشاء القدر(وربما شاء الحظ) ان يكون السيد بشور وريثا لهذا التفكير، وناطقا باسمه، في مرحلة انحطاطه الى مستنقع التحالف مع قوى الظلام والارهاب والجريمة المنظمة والجماعات الاسلامية الاكثر تطرفا وحماقة..بعد ان تخلى عن الشحنة(التقدمية) ورفع راية الاسستسلام امام قوى المجتمع الجاهلي وتصاهر مع اعتى حكم فاشي دكتاتوري عرفه التاريخ العربي.
علة التفكير القومي التقليدي..أكرر التقليدي.. انها توغل في الفرضيات السياسية لحد الخرف، فتضع –من عندها- اهداف (العدو) لتعلن، بعد ذلك، ان الجماهير الثورية قد الحقت الهزيمة بتلك الاهداف وحققت (الانتصار) عليها، فاسرائيل، وفق منطق جماعة بشور، كانت تستهدف احتلال الارض العربية من النيل الى الفرات واعادة اهلها الى صحاراهم في الجزيرة العربية، لكن الامة أوقفتها عند حدها على مشارف الناقورة ومزارع شعبا والجولان ولم تسمح لها عبور القناة الى خاصرة الشمال الافريقي والوصول الى دمشق وبيروت والخرطوم والدار البيضاء وبغداد..وهنا يكمن الانتصار..
وإذ برع صدام حسين في توليف اهداف فانتازية لـ(الاعداء) الايرانيين والاسرائيليين والامريكيين والاتراك والثلاثينيين، ولخصها بهدف واحد مزعوم هو القضاء على حياته، فانه سبق السيد بشور باعلان الانتصار على جميع الاعداء ما دام هو على قيد الحياة، ولا اهمية بعد ذلك لعودة العراق، بعد ثلاثة حروب طاحنة، الى عصر الغابة، وشطب حياة مليون ونصف من سكانه، والقذف باربعة ملايين منهم الى خارج الحدود..فالانتصار العربي يتحقق، في فشل هدف(العدو) بالقضاء على حياة صدام حسين، وفي الحيلولة دون معن بشور وبين سيدة انيقة تحاوره من على الشاشة الملونة.
لقد افترض (الخرف العربي) في تدهوره المريع ان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة ليس سوى خطوة للوصول الى لبنان لمنع السيد معن بشور من مخاطبة الامة عبر الشاشة الملونة، ووضع وسام البطولة الزائف في رد الولايات المتحدة على اعقابها ، بدم بارد، على صدر كومة من الاوساخ البشرية التي تلوح بالبلطات والسكاكين لرؤوس مواطنين مغلوبين على امرهم من بلغاريا والاردن وتركيا ومصر والفليبين والباكستان تهم بذبحها، على سنة الله ورسوله، وهو لا يدري ان هذا المنطق، إذا ما اصبح منهجا لنا نحن العرب – لا سمح الله- سيجعلنا يوما كائنات مجهرية و(فرجة) للعالم، وسيوصلنا الى حال يكون فيه الاحتلال اكثر رحمة، على اية حال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تصريح اخير لفيدل كاسترو:
"افضل انواع السيكار تلك التي تلف من ورقة واحدة، مع ضغط معتدل، لأن الضغط الزائد يغلق الطريق على الهواء، والضغط الخفيف يحرق السيكار بسرعة
التعليقات