تونس: أظهرت النتائج الاولية اليوم فوز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بفترة رئاسة جديدة بحصوله على 94 في المئة من الاصوات في انتخابات انتقدتها عدة أحزاب معارضة بوصفها غير نزيهة وصورية. وقالت وزارة الداخلية إنه بعد فرز الاصوات في كل الدوائر الانتخابية الست والعشرين ضمن بن علي، فترة رئاسة جديدة مدتها خمس سنوات بحصوله على 94.4 في المئة من الاصوات التي تم الادلاء بها في الانتخابات التي جرت أمس.

ومن المقرر اعلان النتائج النهائية في وقت لاحق من اليوم. ووزعت الاصوات المتبقية بين مرشحين لاحزاب معارضة صغيرة وهم محمد بوشيحة ومحمد منير الباجي ومحمد علي الحلواني .

وكانت تلك ثاني انتخابات رئاسية تعددية منذ استقلال تونس عن فرنسا عام 1956 وأظهرت النتائج المبدئية أن نسبة الاقبال على التصويت تجاوزت 90 في المئة.
وتولى بن علي (68 عامًا)الحكم عام 1987 بعد أن رتب لاعلان أن الرئيس الحبيب بو رقيبة طاعن في السن ولا يستطيع أداء مهام الحكم. وفاز بن علي بثلاثة انتخابات واستفتاء دستوري قبل عامين مما أتاح له خوض الانتخابات مرة أخرى وفي كل مرة كان يفوز بأكثر من 99 في المئة من الاصوات. وانتقدت جماعات حقوق الانسان جميع الانتخابات.

وهاجمت أحزاب المعارضة وجماعات حقوق الانسان الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت يوم الاحد بوصفها مهزلة لاخفاء ما يصفونه بدولة بوليسية تواصل سيطرتها من خلال ضرب المعارضين وسجن مئات السجناء السياسيين والرقابة على اجهزة الاعلام. وقال دبلوماسيون إنهم سيعتبرون اي تراجع طفيف في التأييد للرئيس اشارة الى أن تونس التي تجذب ملايين السائحين من اوروبا بدأت تظهر علامات على فتح أبواب الديمقراطية بشكل طفيف. وتعد تونس احدى حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب وشنت حملة على الجماعات الاسلامية المتشددة في الداخل.

ومازال بن علي يحظى بشعبية في الداخل لتعزيز مستوى المعيشة والتعليم والنمو الاقتصادي بنسبة خمسة في المئة خلال السنوات العشر الماضية واعطاء المرأة حقوقا أكثر مما تحصل عليه في معظم الدول العربية الأخرى. وفاز حزب التجمع الدستوري الديمقراطي مرة أخرى بالسيطرة على البرلمان خلال الانتخابات التي جرت يوم الاحد. وانسحب الحزب الديمقراطي التقدمي وهو حزب المعارضة الرئيسي من الانتخابات مشيرا الى عدم توفر ظروف عادلة ولكن الحكومة المؤيدة للسوق الحرة ترفض هذه الاتهامات .

وقال محمد على الحلواني وهو المرشح الوحيد الذي ينتقد علنا رئيس الدولة البالغ لرويترز بعد انتهاء التصويت إن نتيجة الانتخابات معروفة سلفا لكنه يعتقد أن محاولته ستؤدي الى قدر من الديمقراطية. وقال إن المعلومات التي حصل عليها تشير الى أنه لم تكن هناك مشاركة كبيرة. وكانت هناك بعض المخالفات تمثلت في حث مسؤولين للناخبين على تأييد بن علي وحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم.


الجامعة العربية: لا تجاوزات كبيرة في الانتخابات التونسية
ذكر احمد بن حلي رئيس مهمة المراقبين التابعة للجامعة العربية مساء الاحد ان الانتخابات العامة التي اجريت في تونس "لم تشهد تجاوزات كبيرة". وقال "حسب المعلومات الاولية، لم نلاحظ تجاوزات كبيرة، وثمة فقط تفاصيل عملانية تتعلق بالتنظيم ولا تؤثر بشيء على مصداقية الانتخابات". واعتبر بن حلي الامين العام المساعد للشؤون السياسية في الجامعة العربية أن "الانتخابات نظمت طبقا للمعايير الموضوعية الدولية"، موضحا أن "الظروف اتاحت للمواطنين عموما التعبير بحرية عن اختيارهم". واضاف إن هذه الانتخابات هي "انعكاس لدرجة تطور المجتمع وتشكل مرحلة في ترسيخ الديموقراطية" في تونس".

وقد تابعت مهمة الجامعة العربية المؤلفة من عشرة اشخاص، بدعوة من السلطات التونسية، سير الانتخابات في تونس العاصمة وفي بعض المناطق تمهيدا لرفع تقرير الى الامين العام للجامعة عمرو موسى. واكد موسى ميشال تابسوبا، رئيس مهمة الاتحاد الافريقي، في تصريح للتلفزيون التونسي، ان الانتخابات كانت "موضوعية"، اما روبير اوربان العضو السابق في الحكومة البلجيكية فأكد ان "كثيرا من المواطنين تمكنوا من التصويت بسرية". واضاف ان "القانون الانتخابي التونسي يتطابق مع معايير الانتخابات الديموقراطية".

من جانبها، تحدثت سعيدة بن حبيلس الوزيرة الجزائرية السابقة عن "احترام القانون واستخدام العازل ومشاركة كثيفة للنساء وحضور المسنين".