عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: لبت الجمعيات العربية والاسلامية الدعوة للمشاركة في تظاهرة الاستنكار التي اقيمت في امستردام بعد مقتل المخرج الهولندي المثير للجدل تيو فان خوخ والذي اغتاله شاب يحمل الجنسية الهولندية ومن أصل مغربي صباح أمس الثلاثاء في قلب العاصمة الهولندية أمستردام.

ودعا ابو طالب المسؤول في احدى الجمعيات المغربية اولياء الى حث الاطفال على احترام الاخر والعيش المشترك. ووزع ناشطون مغاربة شباب قوائم جمعوا فيعا توقيعاتهم التي ادنت الجريمة ونشؤتها الصحف المحلية في المدن التي يشكل المغاربة فيها اكثرية مثل مدينة EDEفي مقاطعة خردلاند.
وقد رفع عدد من المتظاهرين العرب لافتات تدين العنف وصرحوا امام المستنكرين بادانتهم للجريمة التي قالوا عنها انهم يختلفون مع المخرج فان خوخ لكنهم لايفقون مع القاتل الذي قالت شرطة أمستردام انه رهن التحقيق والدوافع التي اشارت الصحف الهولندية اليوم الى انها ارهابية وان القاتل (26 عاما) لديه علاقات مع تنظيمات ارهابية في هولندا. فقد أشارت صحيفة الشعب اليسارية الى ان القاتل معروف لاجهزة الامن الهولندية لكنه ليس ضمن الـ 150 متطرفا الموضوعين تحت الرقابة.
ويخشى المسلمون المقيمون في هولندا وتعدادهم يقارب المليون ومعظمهم من المغاربة والاتراك من اشتداد موجة الكره ضدهم بعد هذا الحادث الذي اخرج عشرات الشبان الهولنديين الغاضبين مساء امس في لاهاي مطالبين بطرد المسلمين من البلاد لكن الشرطة فرقتهم واعتقلت عددا منهم.
وكان المخرج فان خوخ اشتهر بمناكفاته للمسلمين في مقالات صحفية وفي فيلمه الاخير (الخضوع) الذي اشار فيه الى ان المسلمين يسئون معاملة المرأة التي اظهرها في الفيلم عارية وعلى جسدها ايات من القرآن. الامر الذي تسبب له بتهديدات بالقتل لم يحملها على محمل الجد رافضا اتخاذ اي حماية له. فكان ان تربص له القاتل وهو يهم بركوب دراجته الهوائية بطعنات من سكين في صدره عرز معها مقاطع من آيات قرانية ثم ليطلق الرصاص عليه طلقات قاتلة قبل ان يفر امام انظار شهود مرعوبين كانت بينهم سيدة من أصل اوكراني اخبرت الشرطة على الفور بملامح القاتل ومايرتدي من ملابس عربية فطاردته الشرطة واصابته بساقه قبل ان يجرح احد ضباطها الذين طاردوه.
وربما كانت جريمة القتل تلك هي ثاني عملية اغتيال سياسي في هولندا في حوالي عامين بعد مقتل الزعيم السياسي المناهض للمهاجرين بيم فورتوين على يد أحد المدافعين عن حقوق الحيوان قبل انتخابات مايو ايار عام 2002.
وكان فان جوخ وصف أئمة المساجد بأنهم كارهون للمرأة وسخر من النبي محمد في مقالاته الصحفية. وقد اشاد به بعض الهولنديين على انه من دعاة حرية التعبير الا ان اخرين وصفوه بأنه متطرف وقال المسلمون انه يهينهم في اعماله. وقد اعتمد في فيلمه الاخير (الخضوع) على سيناريو النائبة من اصل صومالي أعيان حيرسي علي التي تلقت عددا كبيرا من التهديدات.