أغلقت السلطات الإسرائيلية المنافذ التي تؤدي إلى الحرم الإبراهيمي الشريف اليوم السبت، في وجه المصلين المسلمين، لتمكين المستوطنين اليهود من أداء صلوات فيه بسبب عيد يهودي.
وأحكمت القوات الإسرائيلية المرابطة في البلدة القديمة في الخليل، والتي يوجد بها بؤر استيطانية، إغلاق بوابات حديدية تؤدي إلى منطقة الحرم الذي قسمته السلطات الإسرائيلية قبل سنوات بين المسلمين واليهود، ولكنها تحظر على المسلمين الدخول إلى القسم المخصص لهم في الأعياد اليهودية.
ورفضت مجندات إسرائيليات يحرسن إحدى البوابات السماح لمراسلنا ومجموعة من الصحافيين الأجانب الدخولالى منطقة الحرم، ولم يدلن بتصريحات حول طبيعة العيد اليهودي.
وقال المواطن غسان المحتسب 30 عاما الذي يعيش في منزله بجانب إحدى البوابات أن حياة ما تبقى من سكان البلدة القديمة أصبحت جحيما بسبب ممارسات المستوطنين وجنود الاحتلال.
وهجرت غالبية سكان البلدة القديمة منازلهم وتركوها نتيجة ممارسات المستوطنين الذين مكنتهم قوات الاحتلال من السكن وسط البلدة القديمة، وسقط العديد من المواطنين الفلسطينيين خلال السنوات الماضية برصاص المستوطنين وجنود الاحتلال.
وقسم إغلاق البوابات مناطق البلدة القديمة إلى جزر صغيرة، ولم يستطع بعض السكان الخروج حتى من منازلهم خصوصا المجاورين للحرم.
وآم منطقة الحرم الإبراهيمي وهو مسجد إسلامي بالأساس مئات المستوطنين الذين أمكن سماع أصواتهم من الحرم، وهم يصلون ويتوعدون الفلسطينيين بالقتل ويطالبون بطردهم من الأرض التي وعد الله بها اليهود.
وقال احد المواطنين في المنطقة بان العيد الذي احتفل به المستوطنون هذا اليوم هو عيد جديد يحتفل به للعام الثاني على التوالي ويخص على الأغلب السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم عليه السلام الذي يحمل الحرم اسمه.
وخلال السنوات الماضية استولت السلطات الاسرائيلية على الحرم وقسمته وخصصت مكانا للمسلمين للصلاة وقسما آخر للمستوطنين اليهود.
ويشرف على القسم المخصص للمسلمين دائرة الأوقاف الإسلامية، ويعمل موظفون بها على تجهيز الحرم بعد أن ينهي المستوطنين استخدامه، كي يستطيع المسلمون الصلاة فيه، في اليوم التالي.
وحرم سكان المدينة وكثير من الزائرين اليوم من الصلاة في الحرم الإبراهيمي الذي يكتسب قدسية لدى المسلمين، وهو أهم مسجد إسلامي في فلسطين بعد الحرم القدسي الشريف، ويكتسب أهميته من وجود ما يعتقد انه قبر النبي إبراهيم وعدد من زوجاته، واسم المدينة أيضا منسوب إلى (إبراهيم الخليل).
وادى سعي سلطات الاحتلال لتأمين طرق للمستوطنات للوصول إلى الحرم الى هدم مبان أثرية تعود الىالعصرين الفاطمي والمملوكي، وتهجير سكانها.
وقبل نحو عشر سنوات ارتكب مستوطن يهودي متطرف مجزرة في الحرم ذهب ضحيتها نحو أربعين مصليا، فاجأهم المتطرف وهم يؤدون صلاة الفجر.
واتهمت المصادر الفلسطينية في حينها سلطات الاحتلال بتسهيل مهمة المتطرف مرتكب المجزرة.
وبعد المجزرة أرسلت الأمم المتحدة مراقبين دوليين ضمن ما يسمى بعثة التواجد الدولي الموقت، ووظيفتهم مراقبة ما يحدث وتسجيله بالإضافة إلى تقديم مساعدات إلى سكان البلدة القديمة، وخلال سنوات الانتفاضة قتل اثنان منهم برصاص قوات الاحتلال.