عامر الحنتولي من عمان: علمت "إيلاف" من مصادر سياسية ودبلوماسية عربية واسعة الإطلاع في العاصمة الأردنية عمان، أن المباحثات التي سيجريها خلال الساعات القليلة المقبلة مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان في القدس الغربية مع ساسة إسرائيليين في مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ستتركز بصفة أساسية على جس نبض الدولة العبرية بشأن إمكانية إبرام صفقة سياسية هي الأولى من نوعها في العالم في حال موافقة الإسرائيليين عليها، تتيح الإفراج عن أمين سر حركة فتح الفلسطينية في الضفة الغربية مروان البرغوثي الذي تعتقله القوات الإسرائيلية ، منذ أكثر من عامين مقابل إفراج السلطات المصرية عن الجاسوس عزام عزام الذي أعتقل وأدين بالتجسس في مصر لمصلحة إسرائيل قبل سنوات، إذ لم تترك الدولة العبرية وسيلة للضغط على القاهرة بغية الإفراج عن الجاسوس إلا واستخدمتها خلال الأشهر الماضية ، وهي وسائل سياسية ودبلوماسية بلغت حد ابتزاز السلطات المصرية التي ظلت على إصرارها بإستمرار سجن عزام رافضة أي عروض إسرائيلية بهذا الإطار.
وقالت المصادر لـ"إيلاف"، إن القاهرة ستقوم بمساعيها لإبرام مقايضة "البرغوثي مقابل عزام" ، بهدف ترشيحه لرئاسة السلطة الفلسطينية وخلافة ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني الذي توفي الخميس الماضي خلال الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وهي جهود سياسية ودبلوماسية مصرية فهم منها خلال الساعات الماضية، أن القاهرة من خلال إبراز البرغوثي كقيادة فلسطينية لها شعبية واسعة تحاول قطع الطريق على مساعي الكواليس الأميركية بإيصال وزير شؤون الأمن الفلسطيني السابق العقيد محمد دحلان على رأس القيادة الفلسطينية وهو ما لا تريده عواصم وحكومات عربية ، خشية حدوث مواجهات دموية في الأراضي الفلسطينية، إذ ينظر الشارع الفلسطيني الى دحلان، بأنه مقرب من الولايات المتحدة بشدة، مقابل رفض الولايات المتحدة الأميركية وصول شخص من المحيطين بعرفات مثل محمود عباس ، وهو المفضل مصريا وأردنيا.
وعلمت "إيلاف"، أن تل أبيب قد أبدت ترحيبا حذرا بصفقة البرغوثي عزام خلال الساعات الماضية عبر القنوات الدبلوماسية، على الرغم من تصريحات ساستها المتشددة بخصوص الإفراج عن البرغوثي.
وطبقا للمصادر، فإن ترشح البرغوثي في حال الإفراج عنه يعد محسوما لجهة فوزه بشكل ساحق أمام مرشحين آخرين ساعين الى خلافة عرفات، في حال الإفراج عنه على إعتبار أن ترشيحه "عاطفي" من قبل مؤيدين له وهو في السجن لاينطوي على أي قيمة سياسية. وتجدر الإشارة ،الى أن القوات الإسرائيلية قد اعتقلت البرغوثي في نيسان (أبريل) 2002 ، بعد إجتياح القوات الاسرائيلية لمدن الضفة الغربية، واتهمته بأنه يقف خلف عشرات العمليات الفدائية التي وقعت في المدن الإسرائيلية، ويشتبه بتنظيم كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح لتلك العمليات.