خديجة العامودي من الرباط: تعرضت أسرة مغاربية مقيمة في كورسيكا لاعتداء عنصري بالقنابل الحارقة والعيارات النارية يوم أمس (السبت) مما خلف أضرارا بليغة. تزامن الاعتداء مع الزيارة التي تقوم بها نزهة الشقروني الوزيرة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج لكورسيكا، وفي غمرة تخوفات متزايدة في أوساط المهاجرين المغاربيين المقيمين في جزيرة كورسيكا الذين غادر أغلبهم الجزيرة في اتجاه مناطق أخرى أكثر أمانا.

ورجحت السلطات أن يكون الاعتداء عنصريا رغم أنه لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادث، خصوصا بعد عثورها على عبارات عنصرية تدعو إلى طرد العرب وتنظيف الجزيرة منهم مكتوبة على جدران أحد البيوت القريبة من مسكن الأسرة التي استهدفها الاعتداء.

وكانت نزهة الشقروني دعت في كلمة ألقتها خلال الدورة السادسة لمهرجان الثقافات المتوسطية الذي تحتضنه باستيا من 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري إلى 21 منه إلى "التمسك بالحوار وتعميقه من أجل تعارف متبادل أفضل بين الشعوب للتخلص من الأحكام المسبقة وللتصدي بطرق أنجع لظواهر التهميش والإقصاء والعنصرية والكراهية".

وكانت صحف فرنسية لفتت الانتباه إلى أن قرابة 300 عائلة من أصول مغاربية فروا من جزيرة كورسيكا إلى جنوب فرنسا خوفا من اعتداءات محتملة من قبل جماعات عنصرية، خاصة بعد تلقيهم تهديدات صريحة بالتصفية الجسدية في حالة الإصرار على البقاء في الجزيرة. وأشارت هذه الصحف إلى أن هذا النوع من الهجرة تضاعف منذ عام تقريبا، وأن الأسر المهاجرة تتحاشى الحديث عن الاضطهاد العنصري الذي تعيشه بسبب أصولها العربية وتفضل الرحيل في صمت خوفا من مغبة تعريض أشخاص آخرين من الذين ما زالوا يقيمون في الجزيرة للخطر.

وكانت الشرطة الفرنسية فتحت في السابق تحقيقا مع ستة أشخاص اشتبه في انتمائهم مجموعة عنصرية مسلحة تدعى "السريون الكورسيكيون" التي تبنت سبعة اعتداءات على مغاربيين بكورسيكا، ووجهت لهم تهم الانتماء إلى مجموعة إرهابية". وكان هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18و 20 سنة اعترفوا أثناء التحقيق بالجرائم التي اقترفوها وبانتمائهم للتنظيم المسلح الذي أسس في آذار (مارس) بهدف إخلاء الجزيرة من المهاجرين المغاربيين.