نصر المجالي من لندن: قال تقرير صحافي بريطاني اليوم إن مجموعة من المساجد في سورية تقدم دعمًا ماليًا وتسليحيًا المسلحين الذين ينفذون عمليات إنتحارية ويشنون هجمات على عراقيين وقوات التحالف، وأشار التقرير الذي كتبه مراسل صحيفة (ديلي تلغراف) من العاصمة الأردنية، جاك فينروذر إلى أن تحقيقات الجريدة كشفت النقاب أن مقاتلين عرب يعبرون الحدود السورية العراقية "على الرغم من أن حكومة دمشق أكدت لمرات عديدة أنها تحاول مواجهة عمليات التسلل الإرهابية".

ويلاحظ أن تقرير الصحيفة البريطانية يأتي غداة تطورات تتحدث عن إحتمالات مرونة في المفاوضات السلمية بين دمشق وتل أبيب وغداة زيارات لمسؤوليين أميركيين لدمشق كانت نتائجها حسب تصريحات الجانبين إيجابية نحو بناء علاقات إيجابية بين الجانبين والتفاهم حول مسائل كثيرة، كما أنه جاء بعد قمة مصرية سورية تعتقد مصادر المحللين أن نتائجها مبشرة بالخير على صعيد منطقة الشرق الأوسط وتطوراتها وخصوصًا لجهة تفعيل عملية السلام، حيث تستعد مصر لدور كبير بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال تقرير الصحيفة البريطانية أن تلك المساجد السورية التي تشكل شبكة متكاملة تدفع 1600 جنيه إسترليني كل شهر لمن يذهب للقتال في العراق بدعم من أركان سابقين في حزب البعث المنهار في العراق و من بعض زعماء القبائل العراقية ويقيمون في سورية حيث يستخدمون المساجد هناك منطلقا لنشاطاتهم.

يشار إلى أنه من بعد ضغوط من الأميركيين والحكومة المؤقتة في العراق، فإن الحكومة السورية بدأت حفر ساتر أرضي على طول الحدود الممتدة 400 كلم مع منطقة ما يسمى مثلث الموت في العراق، كما أنها أغلقت بعض نقاط العبور بين البلدين، على الرغم من أن الجانب السوري يعترف من جهته بأنه غير قادر على ضبط أمن الحدود لوحده.

ويشير تقرير صحيفة (ديلي تلغراف) إلى أن التأكيد السوري بضبط الحدود، لا يعطي مزيدا من الثقة لدى الجانب الأميركي الذي يعتقد بان سورية "قدمت القليل حتى اللحظة لضبط عبور المسلحين من أراضيها نحو العراق"، ويضيف القول "الدعم السوري للمسلحين العراقيين يأتي وسط مخاوف سورية من احتمال شن هجوم أميركي، حيث مئات من السوريين يتم تجنيدهم شهريا ويرسلون إلى العراق".

وإلى ذلك، ينقل التقرير عن مسؤول أميركي كبير قوله "رغم كل التحذيرات إلى سورية، فإنني أرى القليل من العمل قد تم في لجم المتسللين، ولا تغيير في الموقف السوري على ما يبدو"، ويعتقد الأميركيون أن هنالك ما لا يقل عن 2000 مقاتل من العرب في العراق غالبيتهم يحملون الجنسية السورية.