اختتمت مساء يوم أمس جلسات عمل اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري الذي عقد شرق السعودية على مدى ثلاثة ايام مارس فيها الشباب "إنتفاضتهم " في أروقة المؤتمر الذي خُصص لهم وللتحديات التي تواجههم.

ولعل أبرز ما أنتجه المؤتمر هو ما أوصى به المشاركون الشباب من إنشاء مجالس وإتحادات طلابية لهم وذلك لمشاركتهم في قيادة المستقبل ، وإعتلاء هرم مؤسسات المجتمع المدني حديثة الولادة في السعودية.

وكما جرت العادة فإن التوصيات ترفع إلى ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقرر إنفاذها من عدمه ، وإن تمت الموافقة الحكومية على هكذا إقتراح ، فسيعتبر بمثابة الخطوة "عالية الكعب" في سلم الإصلاحات السعودية .

وبعد أن عاش السعوديون تجربتهم الإنتخابية الأولى عبر إنتخابات المجالس البلدية ، فإن إنتخابات الإتحادات الطلابية في الجامعات سوف تسهم في تعزيز الوعي الإنتخابي ، والفكر الديموقراطي في أروقة مؤسسات التعليم السعودية التي توصم عادة بالنهج المحافظ ، والراديكالية المطلقة .

وأشارت التوصيات الختامية التي وصلت نسخةٌ منها لـ "إيلاف" إلى ضرورة : " ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال واحترام الآخر والتدريب على الحوار".

وطالبت بـ: " ضرورة تنمية القدرات الذاتية للطلاب من خلال تشجيع النشاط غير الصفي والتعليم العام والجامعي ومعالجة المظاهر السلبية بين صفوفهم والعمل على اشراكهم في بناء المستقبل من خلال اتحادات ومجالس طلابية" .

وتطرقت التوصيات إلى التوجيه " بدراسة مشكلة البطالة وبيان حجمها ومدى خطورتها ووضع البرامج الكفيلة بمعالجتها ". و"تطوير انظمة العمل ووضع حد أدنى للأجور وتحديد ساعات العمل بما يكفل الأمان الوظيفي مع الموازنة في ذلك بين مصالح أرباب العمل وحقوق العاملين ".

وأكدت على ضرورة : " اشراك الشباب في قيادات مؤسسات المجتمع المدني وتيسير اسهامهم في قضايا الشأن العام . وتشجيع التواصل الدائم بين الشباب باختلاف توجهاتهم ونشر ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر".

وأكد اللقاء على اهمية حضور صوت الشباب وتطلعاتهم في الاعلام وزيادة مشاركتهم الفاعلة في الأجهزة الاعلامية وتأكيد مسؤولية الاعلام في بناء ثقافة الشباب المرتكزة على وعي بثوابت المجتمع ، وأيضاً " على مفهوم التأصيل الشرعي لمسألة المواطنة وتضمين ما يعزز حب الوطن والانتماء اليه في الخطاب الدعوي مع الوعي بالعمق الاستراتيجي المتمثل في الأمتين العربية والاسلامية وبالعلاقات الدولية . وتحقيق الانتماء الشامل للوطن ومعالجة مشكلة التعصب بكافة أشكاله . وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة بين كافة المناطق في توزيع مشروعات التنمية ".

ورأى اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري وجوب " تأسيس هيئة عليا تختص بقضايا الشباب وتعمل على وضع الخطط العامة التي تعالج قضاياهم وتعزز الانتماء الوطني" .

وسبق وان أصدر المشاركون بياناً ينددون فيه بحادثة الإقتحام التي حدثت في مدينة جدة غرب السعودية ضد منشأة دبلوماسية تابعة للحكومة الامريكية (القنصلية).

وكانت الحكومة السعودية قد عقدت أول جولة من الحوار الوطني في حزيران/يونيو 2003 والجولة الثانية في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي في مكة، أما الجولة الثالثة فقد

عُقدت في حزيران/يونيو 2004 في المدينة المنورة .

وركزت الجولات على العديد من القضايا التي تُخيم على الساحة السعودية ، من تنوعٍ مذهبي وطريقة التعايش مابين المذاهب المختلفة ، ووضع المرأة ، والإصلاحات التي تنتهجها القيادة السعودية .