اعتدال سلامه من برلين: مشروع اوتو شيلي وزير الداخلية الألماني الذي أثار ومازال انتقادات شديدة من سياسيين أوروبيين ومنظمات لحماية اللاجئين السياسيين واعتبر مكملا لمشروع بريطاني سابق ويدعو إلى بناء معسكرات تجميع للاجئين في بلد بشمال إفريقيا، هو في حقيقة الأمر خطة طويلة المدى وضعتها المفوضية الأوروبية بطلب من المجلس الأوروبي عقب قمته في تيسالونيكي اليونانية مطلع شهر تموز( يونيو) عام 2003حيث بحث خلالها عن آليات جديدة لتطوير مراقبة حركة اللجوء والسفر وحماية اللاجئين بشكل أفضل في المناطق التي يمرون عبرها. وستكون المعسكرات بمثابة مكاتب في الخارج تابعة للاتحاد الأوروبي يفرز لها موظفون يدرسون طلبات اللجوء السياسي ويبقون على من رفض طلبه لترحيله فيما بعد إلى بلاده.
وحسب قول مسؤول في المفوضية الأوروبية تريد أوروبا الآن وضع استراتيجية جديدة لسياستها المتعلقة باللجوء من أجل تخفيض عدد الآتين إلى أوروبا. والأمر يتعلق حاليا بمساعدة دول تقع في منطقة التأزم الإفريقية لكي تبني مراكز حماية دولية للاجئين اللذين سوف تستقبلهم لديها إلى حين البث بطلباتهم.
والحجة التي تسمع في أوروبا اليوم عدم إفساح المجال أمام طالب اللجوء السياسي للإقامة أو التجول بحرية في أوروبا بعد وصوله إليها، بل وضعه في بلد مرور (ترنزيت) ، والأمر لا يتعلق ببناء معسكرات، بل أماكن في بلدان مثل مصر أو المغرب تكون أول محطة له لتوفير مجيئه إلى أوروبا والعناية به ودراسة حجج لجوئه. وسيضع الاتحاد الأوروبي قانونا للاجئين تعمل على أساسه هذه المكاتب يتماشى مع المعايير العالمية والمواثيق الدولية لحماية اللاجئين.
وفي هذا الصدد يجري الاتحاد الأوروبي حاليا مباحثات مع الحكومة المغربية من اجل وضع اتفاق عودة يلتزم المغرب على أساسه بالقبول بعودة مواطنيه اللاجئين وغيرهم ممن دخل عن طريقها إلى أوروبا مثل مضيق جبل طارق ورفض طلب لجوئه.