فالح الحُمراني من موسكو : تتطلع موسكو الى التداعيات الامنية من خطط الرئيس بوش التي بإعادة نشر جزء من القوات الأمريكية المرابطة في الخارج واحتمال نشر بعض الوحدات في قواعد جديدة في بولندا وبلغاريا وتركي حيث ستكون على تخوك روسيا. وفي الوقت الراهن يخوض ممثلو إدارة بوش مفاوضات مع عدد من الحكومات الأجنبية حول قضية إعادة نشر القوات.
وفي مطلع العام الجاري ابلغ ممثلو الإدارة الأمريكية المانيا بإمكانية إجلاء فرقتي مشاة أمريكيتين من الأراضي الألمانية وإحلال تشكيلات أصغر ولكنها أكثر قدرة. وأعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة مجلس الفيدرالية للشؤون الدولية لوكالة نوفوستي في معرض تعقيبه على بلاغ دونالد رامسفلد، وزير الدفاع الأمريكي، حول خطة إعادة تنظيم قواته في أوروبا أن إعادة نشر القوات الأمريكية المرابطة في الخارج لا تستهدف روسيا. ويرى مارغيلوف "ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة وفي المستقبل أيضا بتنسيق مثل هذه الخطوات مع الوزارات والجهات المعنية الأخرى في روسيا.
وبعد 11 أيلول( سبتمبر )خططت وزارة الدفاع الأمريكية تغيير مواقع قواتها التي تتخذها منذ عهد الحرب الباردة على نحو يتجاوب مع الاستراتيجية الجديدة التي قالت انها موجهة لمكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. ويعتبر البنتاغون أن الخطر ينبعث من الدول التي يطلق عليها بالمنبوذة ومن التعصب الديني وعدم استقرار الوضع الاجتماعي في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى". وقال مارغيلوف "إن عدم الاستقرار في تلك المناطق يهدد أيضا الأمن القومي الروسي ولذلك نحرص أسوة بالأمريكان على تنسيق خطواتنا مع بعضنا الآخر".
وأشار مارغيلوف في هذه الأثناء الى أن نبأ إعادة نشر القوات الأمريكية لم يفاجئ موسكو. وعلى حد قوله إن إعداد الخطط بهذا الشأن بدأ منذ عدة سنوات وإن جورج بوش طلب من وزارة الدفاع في تشرين الثاني( نوفمبر) الماضي أن تكثف مفاوضاتها مع الكونغرس ومع الدول التي قد تمسها هذه التغييرات. وفي خطابه أحاط الرئيس الأمريكي الرأي العام علما بهذا الواقع لا أكثر ولا أقل. ولكن برأي مارغيلوف أن توقيت هذا البلاغ من قبل الإدارة الأمريكية ليس عرضيا.
فبإعلانه أن حوالي 70 ألف عسكري أمريكي سيرجعون الى أرض الوطن، يحاول الرئيس الأمريكي استمالة الناخبين إلى جانبه