برنامج وثائقي يكشف أسرارا خطيرة لأول مرة
موسوليني قتل بأوامر من تشرشل بعد محاولة تحالفهما
نصر المجالي من لندن: كشفت تقارير وثائقية لأول مرة اليوم أن الديكتاتور الإيطالي السابق خلال الحرب العالمية الثانية بينيتو موسوليني قتل بأوامر مباشرة من رئيس وزراء بريطانيا الراحل السير ونستون تشرشل، وكان الرجلان من ألد الأعداء، حيث أن موسوليني كان منحازا إلى نظام الفوهرر الألماني النازي أدولف هتلر خلال تلك الحرب.
وقالت الوثائق التي نشرت جزءا منها صحيفة (التايمز) البريطانية اليوم إن الديكتاتور الإيطالي موسوليني قتل مع عشيقته كلارا بيتاتشي بعد إطلاق الرصاص عليهما من جانب مقاومين إيطاليين كانوا يعملون لصالح عميل سري بريطاني تلقى تعليماته مباشرة من تشرشل، حيث كان قائد المجموعة التي نفذت الاغتيال هو وولتر أوديسيو الذي كان يطلق عليه اسم "الكولونيل فاليرو".
ونفذت عملية الاغتيال أمام بوابات فيللا بلمونتي في منطقة ميزيغرا قرب بحيرة كومو، فجر الثامن والعشرين من إبريل (نيسان) 1945 . ومن بعد عملية الاغتيال، علقت جثث موسوليني وعشيقته كلارا ومرافق لهما من الأرجل أمام الملأ في شارع بمدينة ميلان الإيطالية.
ويقول التقرير إن موسوليني والعشيقة قتلا بإطلاق الرصاص عليهما من جانب برونو لوناتي وهو من المقاومين الإيطاليين وكان يطلق عليه لقب (جياكومو) وساعده في ذلك الكابتن البريطاني جون وهو عميل سري بريطاني في العمليات الخاصة ومقاوم إيطالي ثالث هو روبرت ماكروني.
وكشف برنامج وثائقي أعده التلفزيون الحكومي الإيطالي أن موسوليني لحظة اغتياله كان يحمل في جيبه رسالة تسوية من رئيس الوزراء البريطاني تشرشل كانت كتبت قبل سنوات، وهي تدعو موسوليني إلى إجراء اتفاق سلمي مع قوات الحلفاء، وتشير الوثيقة إلى أن مثل هذه الرسالة اعتبرت خرقا لاتفاق الدار البيضاء بين تشرشل والرئيس الأميركي روزفلت الذي كان يطالب باستسلام كامل لقوات دول المحور الألمانية والإيطالية من دون شروط مسبقة.
ويكشف البرنامج الوثائقي أيضا، عن أن تشرشل، مثله مثل موسوليني وكلاهما عدو للبلشفية في الاتحاد السوفياتي، كانا يتجهزان إلى مواجهة مستقبلية مع ذلك النظام البلشفي، لكن بعض المصادر تنفي مثل هذا الاتفاق.
وتقول الوثائق إن موسوليني وتشرشل تبادلا رسائل عديدة، خلال فترة الحرب الثانية، ومنها رسالة موقعة في 24 إبريل (نيسان) 1945 وفيها يرجو الديكتاتور الإيطالي من تشرشل أن يتدخل شخصيا لصالحه، حتى يستطيع تبرير مواقفه من تحالفه مع النازية.
وتضيف نقلا عن الشيوعي الإيطالي السابق الكهل السنيور لوناتي الذي صار مديرا عاما لشركة (فيات) للسيارات بعد انتهاء الحرب الثانية أن الضابط السري البريطاني جون، كانت مهماته التخلص من موسوليني وكان يعمل بإمرة القائد العسكري البريطاني الفيلد مارشال الكسندر.
ويتابع لوناتي القول أنه مع الضابط جون على المنزل الذي كان اعتق فيه موسوليني وعشيقته كلارا، من جانب رجال المقاومة الإيطالية، بالقرب من بلدة دونغو، وقال إن الديكتاتور السابق أبلغ رجال المقاومة أنه يحمل وثائق مهمة تقرر مصيرا ومستقبلا جيدا لإيطاليا.
وقال إنه في الوقت الذي كان موسوليني يجادل خاطفيه، حول المستقبل الإيطالي، فإن الضابط السري البريطاني، أخذني خارجا، وابلغني أن الأوامر التي لديه هي التخلص من موسوليني بإعدامه هو وعشيقته بيتشاشي لأنها تعرف أسرارا كثيرة.
وأضاف لوناتي، وفي لحظة ما خرج موسوليني لاستنشاق بعض الهواء، بمراقبة الخاطفين، قالت العشيقة كلارا بابتسامة حزينة "إذن هذه نهايتنا"، وطلبت من منفذي الاغتيال أن يطلق عليهما الرصاص في الرقبة، وليس على الرأس"،وبعد لحظات اقتيد موسوليني وكلارا ومرافقهما إلى حوالي بعد ميل واحد من فيللا بيلمونتي قرب بحيرة كومو، حيث أطلق عليهما كلا من جون وجياكومو النار.
ومن بعد تنفيذ الاغتيال، قام الضابط البريطاني جون بتصوير الجثث لتوثيق عمله، وكان لوناتي إلى جانبه، ويقول بيتر تومبكينز مخرج البرنامج الوثائقي أن تلك الصور ما زالت موجودة في مكان ما في عهدة بريطانيا، ولكن هذه الأخيرة لم تكشف عنها أو تنشرها حتى الآن.
ويقول تومبكينز الذي هو الآخر، كان عميلا سريا لقوات الحلفاء في روما العام 1944 ، إنه حاول الاتصال مرات عديدة مع السفارة البريطانية في العاصمة الإيطالية لإمكانية كشف تلك الصور إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
البرنامج الوثائقي الذي ستبثه محطة تلفزيون "راي" الإيطالية على حلقات يكشف الكثير من الحقائق عن نهاية موسوليني وتورط تشرشل في ذلك، حيث يقول أحد أحفاد موسوليني إن بعض الوثائق التي كان يحتفظ بها جده تشير إلى أن تشرشل وعده بالحفاظ على وحدة الأراضي الإيطالية وإعادة إستريا إلى سيادتها.
وأخيرا، فإنه يشار إلى أن قضية اغتيال موسوليني وأسرارها عادت إلى الواجهة في الأوان الأخير لتطرح تساؤلات كثيرة، إذ قبل شهر، نشرت معلومات تقول إن ألبانيا ستعرض في أحد متاحفها البندقية التي اغتيل بها موسوليني وهي من طراز "شتين".
التعليقات