أسامة العيسة من القدس: يحتل الثائر اللاتيني تش جيفارا مكانة متقدمة لدى المراهقين الفلسطينيين، الذين يقبلون على شراء سلاسل تحمل صوره مثبتة بشكل فني على خشب شجر الزيتون التي ينظر إليها كرمز وطني في فلسطين.

وقال عدد من بائعي هذه السلاسل في ثلاث مدن فلسطينية هي القدس وبيت لحم ورام الله، أن جيفارا هو في مقدمة من يقبل المراهقون على شراء سلاسل تحمل صوره.

ويشير هذا إلى الحضور الذي يمثله جيفارا الذي قتل في بوليفيا منذ اكثر من ثلاثة عقود، لدى هؤلاء الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما وولدوا ونشأوا في ظل الاحتلال.

وكثيرا ما أثار التصور عن جيفارا كثائر مخيلة الشباب في العالم ومنه الدول العربية، انطلق من بلده الأرجنتين إلى كوبا ولم يستمر في المنصب الوزاري فيها، فذهب إلى بوليفيا حاملا أفكاره عن الثورة الدائمة، ليلقى حتفه هناك.

ولكن يثير ذلك أيضا مفاجأة مع انحسار الحركات اليسارية بشكل ملحوظ في العالم العربي وانقلاب كثير منها على أفكارها السابقة.

ويأتي بعد جيفارا في اهتمام المراهقين الفلسطينيين الشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس التي اغتالته إسرائيل قبل اشهر، والذي حول حركته التي انبثقت من التنظيم المحلي للإخوان المسلمين إلى حركة مقاومة ضد الاحتلال وفتح كثير من الخطوط باتجاه المنظمات الفلسطينية الأخرى ومن بينها منظمات يسارية وماركسية، وتحول على مدار سنوات إلى رمز فلسطيني وحقق حضورا إقليميا لافتا.

وفي مكانة مشابهة أيضا يأتي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي خلف ياسين في قيادة حركة حماس في قطاع غزة وقتل في عملية اغتيال مشابهة.

وبعد ذلك يأتي أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي اغتيل
من قبل الطائرات الإسرائيلية وهو في مكتبه في مدينة رام الله.

وأبدى المراهقون الفلسطينيون أيضا اهتماما استثنائيا بقادة شباب ميدانيين مثل محمود طوالبة الناشط في حركة الجهاد الإسلامي واحد قادة الدفاع عن مخيم جنين في نيسان (أبريل) 2002، ورائد الكرمي قائد كتائب شهداء الأقصى في طولكرم والذي فتح اغتياله لسلسلة عمليات تفجيرية نفذتها كتائب الأقصى.

وفي مكانة أدنى يأتي الاهتمام بقادة من حركات إسلامية مثيرة للجدل مثل خطاب الذي قتل في الشيشان، واحتل أدنى القائمة أبو مصعب الزرقاوي الذي تنسب إليه أعمال قتل وتفجيرات في العراق، حيث تراكمت السلاسل التي تحمل صوره ولكن لا يوجد إقبال عليها.