نصر المجالي من لندن: قالت تقارير بريطانية اليوم أن المفوضية الأوروبية العليا ستقدم شكوى عاجلة أمام المحكمة الأوروبية ضد الحكومة البريطانية في شان النفايات النووية وتخزينها، وهذا الأمر حسب تلك المصادر يتعلق بالمنشاة النووية البريطانية في منطقة سيلافيلد في مقاطعة كامبريا، حيث تشير التقارير إلى مخاطر كبيرة من إشعاعات نووية تتسرب من تلك المنشأة.
وكانت منشأة سيلافيلد النووية للأغراض السلمية والعسكرية، بنيت في خمسينيات القرن الفائت، حيث كشف النقاب في الأوان الأخير عن تسريبات من مادتي البلوتونيوم واليورانيوم الخطرتين على الصحة العامة منها. يذكر أن القوانين الأروروبية تلزم الدول الأعضاء في المجموعة بشكل قانوني بضرورة التخلص من النفايات النووية حسب معاهدات اتفقت عليها جميع تلك الدول.
والجدال الأوروبي مع بريطانيا يتركز على تخزين الحكومة البريطانية لمادة البلوتونيوم تحت جدارات إسمنتية في المنشأة التي يطلق عليها اسم (ب 30 ) في سيلافيلد منذ العام 1959 لحفظ مادة اليورانيوم في تلك المنشاة التي لم يتم ترقية مهماتها على مدى العقود الماضية، وأصبحت خارجة عن الخدمة منذ ذلك التاريخ.
وتقول التقارير التي نشرتها الصحف البريطانية اليوم أن اكثر بلد سيتأثر بفعل تلك المخلفات النووية البريطانية سيكون جمهورية إيرلندا المحاذية حدوديا من جهة الغرب لبريطانيا، حيث منشأة سيلافيلد في مواجهة حدودها.
وكانت بريطانيا أجابت رسميا في يونيو (حزيران) الماضي على طلب للمفوضية بالايجاب بأنها ستنظف منشأتها النووية من النفايات، لكن هذه الاستجابة لم يتم تنفيذها، الأمر الذي حدا بالمفوضية الأوروبية على تقديم شكواها أمام المحكمة الأوروبية.
وقالت نائب رئيس المفوضية الأوروبية لويولا دي بالاشيو "حكومة لندن لم تنفذ ما كانت استعدت به في قضية النفايات النووية، ولم نسمع منها جوابا شافيا، أو خطة مقنعة للتخلص من تلك النفايات النووية، وما علينا الآن إلا الذهاب للمحكمة، حيث لدينا كل الوثائق اللازمة التي تدين لندن".
وأضافت "رغم مرور أربع سنين على مفاوضات شاقة مع حكومة لندن، فإنها لم تف بالتزاماتها التي وعدت بها للتخلص من تلك النفايات النووية الخطرة"، وقال "هنالك ثمان قضايا متعلقة بهذا المر وكلها فيها إدانة واضحة لحكومة لندن التي تملصت من التزاماتها، ولم تنفذ أي شرط منها".
وفي الأخير، قالت دي بالاشيو "سنظل نتابع المفاوضات مع لندن، علها تذعن لما وعدت به للتخلص من تلك النفايات النووية الخطيرة في منشأة سيلافيلد، وساعتها يمكن أن نسحب الشكوى المقدمة ضدها أمام المحكمة الأوروبية العليا"، مؤكدة حزم الدول الأوروبية في التعامل مع هذه القضية بجدية كاملة.
التعليقات