بغداد: قال الجيش الاميركي في بيان ان سبعة جنود أميركيين قُتلوا يوم الخميس عندما صدمت مركبة مقاتلة من طراز برادلي عبوة ناسفة على طريق في شمال غرب بغداد. بينما حذر قائد عسكري اميركي كبير من مخاطر اندلاع حرب اهلية في العراق اذا تأجلت الانتخابات في مواجهة الهجمات التي يشنها المسلحون وحث الاقلية السنية على عدم مقاطعة الانتخابات.

وقالت الكابتن باتريشيا بروير المتحدثة باسم الجيش ان الجنود الذين قتلوا كانوا في دورية أمنية عادية عندما وقع الهجوم في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. وقالت "قُتل كل من كان في المركبة."

وقالت الحكومة العراقية المؤقتة في بيان يوم الخميس ان اياد علاوي رئيس الوزراء مدد قانون الطوارئ 30 يومًا وهو قانون يعطي حكومته سلطات خاصة لملاحقة المسلحين.

وفُرض قانون الطوارئ في العراق للمرة الاولى 60 يومًا في تشرين الثاني(نوفمبر) قبل الهجوم الكاسح الذي شنته القوات الاميركية على مدينة الفلوجة.

وهو يعطي سلطات خاصة لفرض حظر التجول واغلاق الحدود والمطارات اذا اقتضت الضرورة واحتجاز المشتبه بانتمائهم الى المقاتلين دون التزام بالاجراءات القانونية المعتادة.

وقُتل أكثر من 90 شخصًا معظمهم من رجال الشرطة العراقية هذا الاسبوع فقط في حملة عنف تستهدف الحكومة المؤقتة التي تدعمها الولايات المتحدة وأجهزتها الأمنية والقوات الاميركية.

ومنذ بدء حرب العراق في اذار(مارس) 2003 قتل 1062 جنديًّا أميركيًّا في عمليات قتالية.

تأجيل الانتخابات

ومن ناحية اخرى حذر قائد عسكري اميركي كبير يوم الخميس من مخاطر اندلاع حرب اهلية في العراق اذا تأجلت الانتخابات في مواجهة الهجمات التي يشنها المسلحون وحث الاقلية السنية على عدم مقاطعة الانتخابات.

وقال اللفتنانت جنرال توماس ميتز ان اي تأجيل للانتخابات سيصب في مصلحة "القتلة والارهابيين" الذين يحاولون اعاقة سير العملية الديمقراطية ليعلن بذلك وقوف الجيش الاميركي وراء اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي المؤقت الذي يصر على المضي قدما في اجراء الانتخابات في موعدها المقرر يوم 30 كانون الثاني(يناير).

وتوقع ميتز الذي يتولى منصب القائد الثاني للقوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق تصاعد وتيرة العنف قبيل الانتخابات ووقوع هجمات على مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات.

وتعهد بان الجيش الاميركي سيبذل كل ما في وسعه لمساعدة قوات الامن العراقية الجديدة على سلامة سير الانتخابات لكنه قال انه ليس في مقدورهم "وضع حراسة على كل شخص يتوجه الى مراكز الاقتراع."

وقال ميتز في مؤتمر صحافي "ينتابني شعور قوي بان اي تأجيل للانتخابات سيكون خطأ فادحًا."

وكان عدد من كبار الساسة ورجال الدين السنة قد دعوا اتباعهم لمقاطعة الانتخابات التي من المتوقع ان تدعم الهيمنة السياسية الجديدة للغالبية الشيعية التي تعرضت للقمع سنوات طويلة تحت حكم صدام حسين.

ويخشى الشيعة ان تفضي الهجمات التي يشنها مسلحون الى مقاطعة الكثيرين من السنة للانتخابات لان من شأن ذلك ان يلقي بظلال من الشك على شرعية الانتخابات. وكانت السنة هي الطبقة المتميزة ابان عهد صدام.

وذهب بعض السنة الى حد القول بان خروج الانتخابات عن مسارها الصحيح قد يحول تمردًا تقوده السنة الى حرب اهلية طائفية.

وقال القائد العسكري الاميركي ميتز "اعتقد من وجهة نظري العسكرية ان امكانية اندلاع حرب اهلية ستكون اكبر في حالة تأجيل الانتخابات عنها في حالة عدم تأجيلها." مرددا بذلك وجهة نظر واشنطن بان الانتخابات يجب ان تجرى في موعدها المقرر.

وقال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي وهو من الشيعة العلمانيين ان اي تأجيل للانتخابات يمثل رضوخًا للمسلحين الذين يسعون لطرد القوات التي تقودها الولايات المتحدة واعاقة عمل حكومته.

ويعتقد بعض العراقيين ان اي تأجيل قد يؤدي الى المخاطرة باندلاع اعمال عنف شاملة من جانب الشيعة الغاضبين الذين يشكلون 60% من السكان.

وقال ميتز "اذا اختار الناس مقاطعة الانتخابات فهذا خيارهم (الديمقراطي)." وتابع "أرغب ألا يقدموا على ذلك لانه يجب عليهم اختيار الاشخاص الذين يرغبون ان يضطلعون بمسؤولية اعداد الدستور."

وقال ان اقبال الناخبين بصورة كبيرة على الادلاء باصواتهم سيكون افضل سبيل لتمهيد الطريق امام انسحاب للقوات الاجنبية في نهاية المطاف.

وأصر ميتز على ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة لديها خطة في يوم الانتخابات لكنها تتكتم التفاصيل لتجنب تسرب اي معلومات للمسلحين.

وقال ان كتائب جديدة من القوات العراقية ستجوب الشوارع بعد ان فرغت من التدريبات. ولا يوجد لدى معظم العراقيين ثقة كبيرة في القوات العراقية التي فقدت المئات من افرادها في هجمات شنها مسلحون ينعتون هذه القوات بانها تتعاون مع المحتل الاجنبي.

وقال ان الشرطة العراقية ستوفر في اجراء موسع الحماية عن قرب في مراكز الاقتراع التي ستحرسها ايضًا قوات من الجيش العراقي والحرس الوطني. وقال ان القوات الاميركية ستعضدهم وتكون جاهزة بفرق انتشار سريع في حالة وقوع هجمات.

وقال ميتز ان 14 من بين 18 محافظة عراقية اصبحت "مستعدة وعلى درجة كافية من الامن" لاجراء الانتخابات وانه يتوقع ان يطرأ في الاسابيع القادمة "تحسن اكبر" على المحافظات الاربع الباقية ومن بينها مناطق في العاصمة بغداد.