نصر المجالي من لندن: اتخذ الديوان الملكي الأردني المرتبطة قراراته بالملك مباشرة، سلسلة من القرارات الخاصة في تغيير الجهات المعنية بالمسؤولية الإعلامية المباشرة، حيث أقصي عدد من الإعلاميين الذين ظلوا لسنوات طوال يعملون في المهمة الإعلامية عن مواقعهم، لمصلحة جيل جديد من الإعلاميين الشباب ، ترغب الملكة الأردنية رانيا العبد الله باستخدام قدراتهم الشبابية، خدمة لمصلحة العرش والوطن، حسبما قالت مصادر قريبة من القرار الأعلى في الأردن حيث للملكة دور مهم.

وفي القرارات فإنه، تم إقصاء أمجد العضايلة، عن مهمة مدير الإعلام العربي في الديوان الملكي لتؤول لمصلحة بسام البطاينة بتعيينه مديرا للإعلام العربي بالوكالة في الديوان الملكي بأدنى مربوط الدرجة الخاصة من الفئة الأولى، وهو قد ينال لقب "معالي" في وقت قريب، حيث المناصب والترقيات لا حسب ولا رقيب عليها في الحال الأردني الراهن في حال دستوري ، وهي مرهونة بقرارات من الملك شخصيا. يشار الى أن إدارة الإعلام في الديوان الملكي مرتبطة بالدكتورة سيما بحوث، وهي دبلوماسية سابقة "ولكن لا علاقة لها بالإعلام من ذي قبل".

وهنالك عشرات من المستشارين الذين استوعبهم الديوان الملك الهاشمي تحت مسميات عديدة، وهي ترهق الميزانية العامة برواتب هؤلاء الذين صاروا يشكلون عبئا على الملك من جهة وعلى ميزانية البلاد من جهة أخرى، حيث تدفع رواتبهم الباهظة من الميزانية العامة، مقابل نظراء لهم تمت إحالتهم إلى التقاعد ولا يحظون بالمميزات نفسها التي يعطيها القصر الملكي لرجاله المحظيين.

ومن قبل أمجد العضايله، فإن الشاعر المعروف علي الفزاع نال وساما ملكيا رفيعا هو وسام الكوكب من الدرجة الأولى تقديرا لخدماته، وهذا يعني أنه سيغادر المكان من دون "معمة أو مشاكسة"، وحتى من دون أن يصدر قرار ملكي بطرده من بعد ربع قرن في العمل مسؤولا عن الحال الإعلامي في الديوان الملكي، وكان الفزاع ذا حظوة بالغة عند الملك الراحل الحسين بن طلال ، حيث جاء به من الإذاعة الرسمية ليكون متحدثا إعلاميا باسمه.

والفزاع شاعر أردني مبدع، وعبر عن قسطه للعلا عبر وظيفته في الإذاعة الرسمية بكلام قاده الى دور لم يكن يحلم به في أروقة الديوان الملكي، ثم آل الدهر به ليكون مستشارا "والمستشارون قوم لا يستشارون". وهنالك إعلاميون أردنيون كثيرون كانوا على قدر مسؤولية القيام بمهمة الدور الإعلامي خدمة للعرش الهاشمي الذي تدخلت عناصر شخصية بتحديد الأدوار في من يتولى مهماته.

وتراود الشكوك إعلاميون أردنيون كثيرون في مدى قدرة كادر الإعلام في القصر الملكي وأهليتهم على القيام بمهمات "قد تكون هي الأقسى" في التعبير كلسان للقصر الملكي في مرحلة سياسية قاسية "تتطلب أفقا واسعا سياسيا وإعلاميا، مع ملاحظة قصور الإعلام الأردني الخارجي عن إيصال رسالة عاهل البلاد وطموحاته الى العالم الخارجي، حيث كل مكاتب الإعلام الخارجية الأردنية الخارجية يسودها الفساد، حالها حال مؤسسات في الداخل"، حسب تعبير مراقب سياسي غربي.

وأعطى هذا المراقب رأيه بالدور الذي يقوم به مكتب الإعلام الأردني في العاصمة البريطانية بقوله " لا نعرف ماذا نكتب عن الأردن حين نتصل سائلين عن بعض تفاصيل التقارير، فلا وجود أبدا لمدير المكتب الإعلامي "وكل يحيلنا إلى الطرف الآخر حتى ننتهي إلى سكرتيرة لا تجيد اللغة الإنجليزية معتذرة بان مدير المكتب الإعلامي في إجازة طويلة، وانه موجود حاليا في عمان".

ويشير المراقب، في هذا الاتجاه، إلى إنشاء مكتب الإعلام الأردني في لندن في بدايات التسعينات الفائتة، حيث أوليت مهماته إلى ناصر جودة وهو صهر الأمير الحسن بن طلال ولي العهد السابق، وقال إن نفقات "ذلك المكتب الإعلامي الذي لم يقدم أي خدمة إعلامية للأردن بلغت أكثر من ثلاثة ملايين جنيه إسترليني في غضون عامين متتالين إلى أن أعيد جودة إلى عمان بمهمات إعلامية آخرها وزيرا للإعلام؟، حيث صهره الأمير حسن كان يخطط للاستيلاء على العرش".

ويتابع المراقب القول : "في بريطانيا على سبيل المثال مكتب إلامي تابع للسفارة الأردنية ، والسفير الذي يعترف بوجود المكتب لا يمكنه الإجابة على أي سؤال مثير يتعلق بالحال الأردني ، إلا بعد موافقة مدير المكتب الذي "كما عرفنا أنه يقضي مجمل وقته في عمان سواء في إجازة خاصة أو مهمة رسمية في عاصمة بلاده قد تطول لأسابيع".

ويتابع المراقب القول "وما عرفناه في آخر الأمر أن مدير المكتب الإعلامي الأردني ينتمي الى عائلة مدير الاستخبارات وهو الرجل القوي الذي يحمل ألقابا عديدة ووظائف كثيرة في الأردن في مجالات الأمن القومي وإدارة جهاز الاستخبارات، وهو سعد خير، ولا أحد على الساحة الأردنية ينكر ما قام به خير من مهمات مع مساعديه المخلصين في الشأن الأمني للبلاد عامة، وحتى باعتراف من دولة كبرى كالولايات المتحدة، لكن واحدة من سيئاته هي إيواؤه ورعايته لفاسدين يتحدثون باسمه في مراكز قرار إعلامي في الخارج" .

يشار إلى أن مدير المركز الإعلامي الأردني في لندن، السيد حسين خير، كان أعلن انشقاقه على النظام الحاكم في الأردن، عبر بيانات مكتوبة، حين كان دبلوماسيا يعمل في سفارة الأردن في باريس في التسعينات الفائتة من القرن الماضي، وصدر قرار بفصله من العمل الدبلوماسي، وفجأة تم تعيينه في موقع مدير المركز الإعلامي في لندن. وهو إلى اللحظة لم يتصل بأي صحافي عربي كان أو بريطانيا، ولا علاقة له البتة مع أي من الجانبين، ولا يعرف عنه إلا استنكاره لوطنه حين كان في باريس دبلوماسيا معتمدا، وأخيرا جاء معتمدا إعلاميا، حتى السفير الأردني في لندن لا يعرف ما هي مهماته..