عامر الحنتولي من عمان : واصلت الحكومة الأردنية فرحها الغامر بفوز رئيس السلطة الوطنية الجديد محمود عباس بأغلبية كبيرة في الإنتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي ، رغم أن فوز أبومازن الحليف السياسي الفلسطيني للأردن، كان متوقعا، إلا أنها سارعت الى إيفاد وزير الخارجية الأردني هاني الملقي لتقديم التهاني الى الرئيس الجديد، في وقت قال فيه الناطق الرسمي بإسم الحكومة أسمى خضر، أن بلادها ترحب بشدة بفوز أبومازن، مؤكدة سعي الأردن الى مد جسور التعاون، والتنسيق مع القيادة الفلسطينية الجديدة، في وقت كان فيه رئيس حركة فتح فاروق القدومي المعادي لنهج وسياسة عباس يتنقل بين المسؤولين الأردنيين من الصف الثاني في العاصمة عمان، وسط برود أردني، وغياب لأي ترحيب رسمي بالقدومي.

وحرصت الحكومة الأردنية، أن تكون أول المهنئين لعباس بزيارة لوزير الخارجية الأردني الى رام الله حيث تجمع الملقي علاقة قوية جدا مع المسؤولين الفلسطينيين، إذ قالت مصادر أردنية، أن الملقي وجه الدعوة لعباس زيارة الأردن وقتما تسمح ظروف الرئيس الفلسطيني الجديد الذي يزور الأردن رئيسا لأول مرة رغم أنه أقام بها مطولا خلال السنوات الماضية، وتربطه علاقات قوية جدا مع أركان الحكم في الأردن، في الوقت الذي يمتلك فيه بيتا في أحد ضواحي العاصمة الأردنية عمان.

وكانت علاقات الحكومة الأردنية مع السلطة الفلسطينية، قد تراجعت بشدة منذ الصيف الماضي على خلفية تصريحات للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وصف فيها ياسر عرفات بأنه يجهل مايريده من المجتمع الدولي، ودعاه خلال تلك التصريحات الى التفكير مليا بمصحة الشعب الفلسطيني، وهي إشارات فسرت في ذلك الحين، بأنها دعوة أردنية لعرفات بالتنحي عن رئاسة السلطة الفلسطينية، رغم أن الأردن قال وقتذاك، بأن الملك لم يقصد ذلك، وأن الأردن لايتدخل بالشأن الداخلي لأي من الأقطار العربية، لكن العلاقات بين عمان ورام الله قد تعرضت منذ تلك التصريحات الى مايشبه القطيعة، إلا أن مرض عرفات ووفاته لاحقا وترشح عباس لرئاسة السلطة قد أعادت المياه في مجاري القنوات السياسية والدبلوماسية بين الأردنيين والفلسطينيين.