قالت السلطات الامنية الكويتية اليوم(الثلاثاء) إنها تلاحق مجموعة من اثنين الى ثلاثة اشخاص فروا بسيارة بيضاء بعد تبادل اطلاق النار مساء الاثنين. وتحدثت معلومات عن هجوم أمني على مواقع يتواجد فيها إسلاميون متشددون في منطقتي جابر العلي والصباحية في شمال الكويت.
من جهته حذر وزير الاعلام والنفط الكويتي السابق الشيخ سعود ناصر الصباح من وجود "خلايا نائمة" في السلكين الامني والعسكري. وقال في تصريحات صحافية ان "التيارات الاسلامية المتطرفة في الكويت مثل النار تحت الرماد فهناك خلايا نائمة ويؤسفنا ان هناك خلايا في السلكين العسكري والامني. حذرنا (من ذلك) منذ سنوات طويلة ومع مرور الوقت سنكشف المزيد من هذه الخلايا مستقبلا".

بعثت القيادة السياسية في الكويت ممثلة بأمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وولي عهده الشيخ سعد العبدالله الصباح ورئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ببرقيات تعزية ومواساة الى اسرة الشهيد الملازم اول حمد الايوبي والى اسرة الشهيد الرقيب اول ايمن الرشود اعربوا فيها عن "تعزيتهم باسم المواطنين جميعا وباعتزازهم وفخرهم بتضحياتهم وهم يؤدون واجبهم الوطني بكل اخلاص وتفان" بعدما سقطوا قتلى إثر مواجهات مع إسلاميين إرهابيين ليل الاثنين في منطقة حولي.
كما استنكر رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي اليوم الحادث الارهابي مؤكدا ان "الشعب الكويتي بكل فئاته وتوجهاته الفكرية والسياسية يرفض بصورة قاطعة العنف والجنوح الى الارهاب بجميع اشكاله وصوره".
وقال الخرافي في بيان صحافي "باسمي وباسم زملائي اعضاء مجلس الامة نستنكر وندين العمل المشين الذي اقدمت عليه فئة ضالة اعماها فكرها الاجرامي المنحرف فاطلقت النار على رجال الشرطة الابرياء وهم يؤدون واجبهم الوطني المقدس في الدفاع عن امن وسلامة الكويت واهلها وتعقب المطلوبين امنيا".
واكد دعم مجلس الامة للاجراءات التي اتخذتها الحكومة حفاظا على امن الوطن والمواطنين. واشار الى ان "الكويت بلد ديمقراطي يتيح الطرق المشروعة لابداء الرأي" مضيفا ان المجرمين سيلقون جزاءهم الرادع على يد القضاء الكويتي العادل.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية اعلنت مساء الاثنين عن استشهاد ملازم اول ورقيب في الشرطة الكويتية واصابة اثنين آخرين أثناء تبادل لاطلاق النار خلال مطاردة احد المطلوبين امنيا. وأكدت المعلومات الأمنية أن أحد المطاردين الذي أصيب في الحادث قد توفى في المستشفى، وأن المجموعة المطاردة تنتمي إلى جماعة التكفير والهجرة وهي على علاقة بتنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن.
وحذر وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد الفهد الصباح "من بداية انتشار الفكر التكفيري الذي لا يمت للدين والشريعة الاسلامية السمحاء باي صلة"، مؤكدا ان "العمل الارهابي الجبان الذي وقع امس (الاثنين) مرفوض من القيادة الكويتية والمجتمع الدولي".
واعرب الفهد عن اسفه لوقوع حادث من هذا النوع في الكويت واصفا الحادث ب"الغريب". وقال "نحن نشد على ايدي رجال الامن ونتمنى لهم التوفيق في السيطرة على الاوضاع الامنية لتظل الكويت دائما وابدا واحة امن وامان" داعيا "فقهاء الشريعة الى التحذير من الفكر التكفيري الذي يدمر المجتمعات ويهدد استقرارها".
واشار الى ان هناك العديد من التجارب التاريخية التي اكدت ان الارادة هي التي تقف ضد الافكار التكفيرية .
وكان وزير الداخلية الكويتي الشيخ نواف الاحمد شدد على ضرورة سرعة ضبط جناة الحادث
وذلك خلال زيارته للادارة العامة لامن الدولة للاطلاع على الوقائع التفصيلية للحادث برفقة وزير الطاقة الشيخ احمد الفهد الصباح.
كما اكد ضرورة توخي الحيطة والحذر والتعامل وفق خطط امنية في آلية العمل الامني لضمان توفير الامن والسلامة لرجال الامن اثناء ادائهم للواجب.
من جهتها اثنت الولايات المتحدة الاميركية على جهود الكويت في محاربة الارهاب مشددة على متانة التعاون الاميركي - الكويتي في هذا المجال.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادام ايرلي في ايجاز للصحافيين ان لدى الولايات المتحدة والكويت "تعاون وثيق في برنامج مكافحة الارهاب وذلك في اطار علاقات ثنائية وحوار ثنائي اشمل واوسع" بكثير مضيفا ان الاتصالات المتبادلة في مجال مكافحة الارهاب "مثمرة جدا".
وكانت السفارة الاميركية في الكويت أكدت مجددا اليوم ان "ارهابيين مفترضين" مسلحين وخطرين ما زالوا موجودين في الكويت. واكدت السفارة في رسالة بثتها على موقعها على شبكة الانترنت هي الثانية في اقل من يومين ان "ارهابيا مفترضا واحدا على الاقل معروفا بانه مسلح وخطير ما زال طليقا"، موضحة ان "المشبوهين اللذين قتلا في تبادل اطلاق النار يمكن ان يكونا جزءا من مجموعة اوسع".
واضافت "نكرر التوصيات التي تضمنتها رسالتنا السابقة"، مذكرة بان "اي نشاط مشبوه يجب ان تبلغ به الشرطة فورا وبانه على الرعايا الاميركيين اتخاذ كل الاحتياطات والتزام الحذر".
وكانت السفارة الاميركية في الكويت حذرت رعاياها الاثنين من ان "اشخاصا" يستقلون سيارة سوداء يتجولون في الكويت "ويخططون لشن هجمات عشوائية على الغربيين". واضافت ان "السفارة تصدر هذه الرسالة العاجلة لانها تلقت معلومات موثوقة ان شخصا او اشخاصا يتجولون في الكويت في سيارة +سيدان+ صغيرة سوداء بهدف مهاجمة الغربيين بشكل عشوائي".
ودعت الاميركيين الذين "يصادفون سيارات مشبوهة تطابق هذا الوصف الابتعاد عنها بسرعة وبامان والاتصال برقم الطوارئ في الشرطة الكويتية 777".

وشجبت الحركة الدستورية الاسلامية (الاخوان المسلمون) حادث الاثنين معتبرة انه "ارهابي غير مسبوق غريب على مجتمعنا الكويتي".