وزير الخارجية الاسباني يعتقد بنجاعة " الفلامينغو" للتسوية
مدريد تبدي تفاؤلاً لحل نزاع الصحراء

عبد الله الدامون من الرباط: أبدى وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس تفاؤلاً كبيراً بالدور الإسباني في حل قضية الصحراء ، هذا التفاؤل اتى تزامنًا مع زيارة الملك خوان كارلوس للمغرب وهي اول زيارة له منذ تولى الملك محمد السادس للحكم . وستشمل زيارة ملك اسبانيا للمغرب جولات في عدة مدن في وسط وشمال البلاد. وأبدى موراتينوس تفاؤله الكبير قبل أيام قليلة من الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاهل الإسباني دون خوان كارلوس وزوجته الملكة دونيا صوفيا إلى المغرب .

التحدي الكبير الذي يخوضه موراتينوس هو عزمه على الوصول لحل نهائي في قضية الصحراء خلال الفترة التي يحكم فيها الحزب الاشتراكي الإسباني، أي أن المشكلة ستجد طريقها إلى الحل النهائي قبل سنة 2008.
وعلى الرغم من أن هذا النزاع قد طال لمدة ثلاثين عاما واستعصى حله على هيئة الأمم المتحدة والافارقة وعلى الكثير من الدول والحكومات بما فيها فرنسا والولايات المتحدة الأميركية،الا ان موراتينوس يعتمد على نفسه وعلى رغبة الأطراف المتنازعة وهي المغرب والجزائر و البوليساريو. أما طريقة الحل فإن الوزير الإسباني يعتبر وصفتها النهائية من أسراره الخاصة. لكنه في كل الأحوال يعتبر أن "موسيقى الفلامنغو" سيكون لها دور كبير في الحل.
وفي حوار للوزير موراتينوس مع صحيفة "البايس" قال إن "دبلوماسية الفلامنغو" ستلعب دورا مهما في التقريب بين وجهات نظر الأطراف المتنازعة. والفلامنغو موسيقى غجرية جميلة جعلت اسم إسبانيا يسيح في العالم ويصبح أشهر من نار على علم.
وزير الخارجية الإسباني ينوي كما قال استعمال موسيقى الفلامنغو كمفتاح أساسي من أجل إقناع الأطراف المتنازعة حول الصحراء الغربية تقتنع بأن الحل يجب أن يكون في أيدي الجميع. أما سبب اعتماد الموسيقى في ذلك فلأنها، كما يقول الوزير الإسباني، موسيقى قريبة من العالم العربي ولها ارتباطات كثيرة بتاريخه وتراثه وأشيائه الأخرى.
ويقول الوزير موراتينوس في حوره مع "البايس" الإسبانية إنه ليس سوبرمان ولا يتوفر على قوى خارقة. فكل ما سيفعله هو أن يعتمد على جدلية التاريخ التي تقول إن كل النزاعات مهما طالت لابد أن تنتهي في وقت ما. وبالإضافة إلى الجدلية التاريخية فإنه سيعتمد على "تعقل" الأطراف المعنية بهذا النزاع وعلى قدرة إسبانيا على التأثير في هذا الموضوع بالضبط.

لكن يبدو أن موسيقى الفلامنغو ستكون الأكثر تأثيرا من أجل حل نزاع كلما اقترب من الحل إلا وتعقد أكثر. ومن يدري فربما تكون هذه الموسيقى الجامعة بين تراث الأندلس وتيهان الغجر الطلسم السحري أكثر نجاعة من توصيات الهيئة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ووساطات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وتقود أخيرا إلى حل نهائي يقضي على التوتر المزمن الذي سكن المغرب العربي لثلاثة عقود.

لكن موراتينوس يخفي سرا آخر. فهو يقول إن موسيقى الفلامنغو يمكن أن تقرب كثيرا بين العرب والولايات المتحدة الأميركية. لذلك وعد باستعمالها أيضا لتقريب وجهات النظر بين العرب والأميركان. وربما تقود يوما إلى حل القضية الفلسطينية. أما العراق فلم يتحدث بشأنه الوزير الإسباني. ربما لأنه يعتقد أن موسيقى الفلامنغو في هذا النزاع خارجة عن الموضوع إطلاقا.