أسامة العيسة من القدس: في الثالث عشر من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، نفذت مجموعة مشتركة من فصائل المقاومة عملية في معبر المناطر (كارني) أوقعت ستة قتلى في صفوف الإسرائيليين.
وأطلق الفلسطينيون على العملية اسم (زلزلة الحصون)، وهي العملية التي تسببت بالتوتر بين حكومة إسرائيل والسلطة والتي جعلت شارون يقطع اتصالاته التي لم تبدأ فعليا مع محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية.
ولفت اسم العملية الانتباه، والذي يأتي ضمن سياسة جديدة لمجموعات المقاومة في إطلاق أسماء ملفتة على العمليات التي تنفذها.
وإطلاق أسماء مثل هذه على العمليات، أخذته هذه المجموعات من تقاليد الجيش الإسرائيلي، الذي لم يترك اسما روائيا أو سينمائيا إلا واقتبسه وأطلقه على عملياته سواء خارج الحدود مثل عملية (عناقيد الغضب) الشهيرة في جنوب لبنان والمقتبسة من اسم رواية شهيرة للروائي الاميركي جون شتاينبك، حتى عملية السور الواقي في الضفة الغربية، والتي سبقتها وتلتها عمليات أخرى مثل (السكين في الزبدة) و(النوم في الفنادق) و(الكرة المتدحرجة) وغيرها عشرات الأسماء.
أما بالنسبة الى مجموعات المقاومة فان آخر عملية نفذوها مساء اليوم في مفرق مستوطنات غوش قطيف أطلقوا عليها اسم (ثقب في القلب) ولم يخل الاسم من مغزى سياسي حيث تأتي في ظل جهود إسرائيلية وفلسطينية لوقف العمليات، ونفذت مع وصول موكب أبو مازن إلى غزة التي وصلها ليوقف مثل هذه العمليات.
وقبل ذلك نفذت فصائل المقاومة عمليات أخرى اختارت لها أسماء دالة مثل عملية (السهم الثاقب)، التي نفذها جناح حماس العسكري في السابع من كانون الأول (ديسمبر) 2004، باستدراج جنود الاحتلال، ضمن عملية استخبارية شرق حي الشجاعية في قطاع غزة.
ويمكن فهم سبب اختيار اسم العملية، من معرفة التفاصيل التي نشرتها كتائب القسام وقالت فيها إنها جاءت بعد اختراق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية واستمر الإعداد لها أربعة أشهر، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وأصابت أربعة آخرين.
والمقصود بالسهم الثاقب هو اختراق الاستخبارات الإسرائيلية، كما قالت كتائب القسام ولم تنف ذلك المصادر الإسرائيلية.
وأطلقت مجموعات المقاومة أسماء أخرى على عملياتها مثل (براكين الغضب)، وهي عملية معقدة استهدفت موقعا عسكريا إسرائيليا على معبر رفح، جنوب قطاع غزة، ونفذت من خلال حفر أنفاق يوم 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ونفذت العملية بالإضافة إلى كتائب القسام مجموعة صقور فتح، واعتبرت المجموعات عمليتها بأنها عملية مركبة ضمن حرب الأنفاق.
وبعد العملية التي اعترف الإسرائيليون، بأنها نوعية، تم إغلاق معبر رفح والذي ما زال مغلقا حتى الان.
ولا تتضمن البيانات التي تصدرها فصائل المقاومة شرحا لأسباب إطلاق هذا الاسم أو ذاك على عملياتها، ولكن هذه الأسماء التي لها وقع سينمائي وأحيانا شاعري، يحاول مطلقوها أن تكون ضمن ما يقولون إنها (حرب نفسية) ترافق العمليات وتهدف إلى تجاوز تأثير العملية ليمتد إلى المجتمع الإسرائيلي.