سلطان القحطاني من الرياض: ألمح قائد جهاز الإستخبارات الإسرائيلي " الموساد" مئير داغلي أن دولاً في منطقة الشرق الأوسط في طريقها إلى تكوين برامج نووية من بينها السعودية، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، ومصادر إعلامية.

وقال داغلي في تصريحه الغامض إن السعودية " تطور من جانبها برنامجها النووي بمساعدة دولة أخرى " ولم يدل المسؤول الإسرائيلي توضيحات تتعلق باسم الدولة التي تساعد في تكوين البرنامج النووي السعودي. ولكن مسؤولين سعوديين سبق وأن أكدوا أن بلادهم ليست بحاجة لإنشاء برنامج نووي لأي غرضٍ كان، وأنها لاتفكر بذلك إطلاقًا.

وأشار مراقبون إلى أن مثل هذه الإدعاءات هدفها مناهضة التوجه السياسي السعودي الداعي إلى خلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والتي لإسرائيل فيها حظًّا كبيرًا، خصوصاً ترسانتها النووية.

وتدعو السعودية منذ زمن طويل إلى خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية، ولا" يوجد أي أساس لتغيير السياسات الحالية" كما تقول مصادر متتابعة.

وأضافت المصادر أن "السعودية هي من الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وغير ذلك من المواثيق الدولية حول أسلحة الدمار الشامل والحد من انتشار الأسلحة النووية، فكيف تناقضُ نفسها ".

وسبق وأن أكد عادل الجبير مستشار ولي العهد السعودي للشؤون الدولية في وقت سابق أن بلاده عارضت دائمًا وجود أسلحة دمار شامل في المنطقة، ولن يكون هناك تغيير لسياستها.

وتأتي الأحاديث حول برنامج نووي سعودي بتزامن مع حالة التراخي في العلاقات السياسية والعسكرية بين السعودية وأميركا بعد ما أصاب العلاقات بين البلدين من توترات بسبب أحداث الحادي عشر من أيلول( سبتمبر ).

وكان التوسع العسكري الإيراني قد حدا بالسعودية إلى الحصول على صواريخ CSS-2 من الصين، قرابة 60 صاروخًا في الثمانينات من القرن الماضي، إلا أن متخصصين عسكريين لم يحسموا الجدل حول قدرة هذه الصواريخ على حمل أسلحة نووية.

ولا يخفي السعوديون تبرمهم من الأحاديث التي تتردد عن نشاط نووي سعودي، ملقين اللوم بكامله على النشاط الصهيوني المشترك ضد بلادهم ، ومحاولة زعزعة استقرار المملكة السعودية.

وكان ولي العهد الامير عبد الله، ألقى باللوم على "أيد صهيونية" في الهجوم الذي طال منشأة غرب السعودية ، وأيضاً قال الامير سعود الفيصل، إن محاولة المهاجمين زعزعة استقرار المملكة يخدم "حملة صهيونية" ضد المملكة،وقال إنه ثبت " وجود صلات تربط بين قائد الهجوم في مدينة ( ينبع)، بالمارقين (سعد الفقيه، ومحمد المسعري. فمعروف بأن لهما إتصالا وحتى تمويلًا من جهات مرتبطة بإسرائيل."

وقال " العناصر الصهيونية المتطرفة والمنتشرة حول العالم منغمسة فى حملة شرسة ضد المملكة العربية السعودية تهدف الى التأليب عليها وتوجيه التهم الكاذبة والافتراءات المختلقة.. بل إن التأليب وصل الى حد التآمر."وأضاف "لا ريب ان ما تقوم به الفئة الارهابية والباغية هذه الايام، بمحاولة يائسة لزعزعة الامن، والاستقرار، والوحدة الوطنية، يصب فى مصلحة هذه العناصر الصهيونية المتطرفة، الامر الذى يجعل التوافق فى الاهداف، بمثابة قرينة على (وجود) صلة من نوع أو آخر."

وتلقي الرياض باللوم على جماعات أميركية يمينية يدعمها أنصار اسرائيل في حملة تتهم السعودية بدعم "الارهاب" وتمويله بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 التي اشترك في تنفيذها 15 سعوديا، وعلى إثرها ازدادت العلاقات الاميركية السعودية توترًا.