مؤسسه عنصري وصف العرب بـ "قاطعي الرؤوس"
حزب بريطاني جديد يعادي الاتحاد الاوروبي

نصر المجالي من لندن: أعلن الإعلامي البريطاني السابق الذي هاجم العرب في مقال نشرته صحيفة "ديلي ميل" الشعبية في العام الماضي، روبرت كيلروي ـ سيلك عن تأسيس حزب سياسي جديد، قالت مصادر إنه يحمل "نفسًا عنصريًّا". وكان كيلروي ترك العمل في القناة الأولى لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بعد أن رفض الاعتذار عن هجومه الذي أثار استياء عديدًا من الأوساط السياسية والإعلامية في بريطانيا، وكان وصف العرب بالتخلف وأنهم لم يشاركوا بأي جهد في الحضارة الإنسانية، ومن بعد تحقيق داخلي أجرته معه بي بي سي، فإنه قدم استقالته للانخراط في العمل السياسي ثانية.

وكان كيلروي حتى مطلع ثمانينات القرن الفائت عضوًا في مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال حين كان في المعارضة، لكنه استقال والتحق ب بـ بي بي سي ليقدم برنامجا حواريا صباحيا يحمل اسمه تناقش فيه قضايا بريطانية مختلفة.

والحزب الجديد الذي أعلنه كيلروي ـ سيلك أمس ويحمل اسم (الحقيقة ـ Vertise )، حسب ما ذكرت مصادر بريطانية يحمل عداء سافرًا للاتحاد الأوروبي، وكذلك للمهاجرين الآتين إلى بريطانيا، وهو صرح بالقول "حزبي سيلجم الهجرة غير المنضبطة وسيعيد السيادة البريطانية".

واعتبر السياسي المليونير كيلروي الذي انشق في الشهر الماضي عن حزب "استقلال بريطانيا" بعد فشله في تسلم زعامة الحزب، اعتبر أن حزبه الجديد "الحارس الحقيقي للحدود البريطانية ولأسلوب الحياة والقيم أيضًا في مواجهة الأكاذيب التي تصدر عن زعيمي حزب العمال توني بلير رئيس الوزراء وحزب المحافظين المعارض بزعامة مايكل هيوارد".

وقال كيلروي الذي يقضي غالبية وقته في منتجعه الإسباني بعيدًا عن بريطانيا التي يرغب في حراستها "بلدنا يسرق منا من دون استئذان منا"، وأضاف "الهجرة غيرت طبيعة مجتمعنا، وما دامت بريطانيا عضو في الاتحاد الأوروبي، فليس باستطاعتها مراقبة حدودها ومواجهة الهجرة من دول أوروبا الشرقية أو تركيا التي ستنضم قريبًا للاتحاد الأوروبي، ولذلك فإن الحل الأنجع هو الانسحاب من أوروبا، وهذا هو مرتكز سياسة حزبنا الجديد".

وتحدث كيلروي الذي قال عن العرب "إنهم قوم لا يعرفون أن يفعلوا شيئا سوى العمليات الانتخارية وقاطعي أطراف ورؤوس وقامعي نساء" عن القيم في مجتمع متعدد الثقافات كالمجتمع البريطاني مشيرًا إلى أن "كل ثقافة لها قيمها الخاصة بها،، وهذا يجعل البريطانيون في هذه الحالة خجولين من أنفسهم،، ولهذا فإنني سأتحدث بصوت مرفوع دفاعًا عن الشعب البريطاني وعاداته وتقاليده وقيمه".

وأعلن كيلروي اليوم أنه وعدد من منتسبي حزبه الجديد سيرشحون أنفسهم للانتخابات البرلمانية التي ستجري في مايو (أيار) المقبل في مواجهة ثلاثة أحزاب هي حزب العمال الحاكم حاليا، وحزبا المحفظين والليبراليين الديموقراطيين، و اتهم جميع الساسة البريطانيين وزعماء الأحزاب بممارسة الكذب والخداع. وبدأت منذ أمس حملة تبرعات من بريطانيين مناصرين للحزب الجديد لتمكينه من خوض المعركة الانتخابية المقبلة، حيث أعلن أنه جمع مئات الآلاف من الجنيهات في اللحظات الأولى لإعلان الحزب.

يشار في الأخير إلى أن كيلروي ـ سيلك المثير للجدال على الساحة البريطانية الإعلامية والسياسية، لم يهاجم سياسيي الأحزاب الأخرى والعرب والمهاجرين وحسب، بل إنه شن قبل أسابيع هجوما كلاميا كاسحا ضد رفاقه في حزب (استقلال بريطانيا) واتهمهم بأنهم "فاشيون يمينيون"، وسيذاع غدا الخميس فيلم وثائقي من تلفزيون بي بي سي بعنوان "رجل من وراء القناع" في إشارة لكليروي الذي سيروي حكايته مع حزب الاستقلال وقصة تأسيسه للحزب الجديد. وفي البرنامج التلفزيوني يكشف كيلروي عن وجهين مختلفين، فهو مرة يهاجم اليمين الفاشيستي، ومرة ثانية يدافع عنه ويتبنى مبادئه.