بهية مارديني من دمشق: رأى محللون في العاصمة السورية دمشق ان التحرك السوري الأخير بالانسحاب الى منطقة البقاع أعطى للقيادة السورية بعض الوقت لالتقاط الأنفاس قبل اعداد تقرير الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان وفقا للقرار الدولي 1559 .
وقالت مصادر متطابقة انه كان لافتا ان الاعلان عن خطوة الانسحاب جاء مقرونا بانذار وتحذير مبطنين بما يوحي بان دمشق قد تتخذ موقفا حازما اذا ما احست انها قد تحشر في الزاوية.
ودلل متابعون على ذلك بتحذير و ليد المعلم معاون وزير الخارجية السوري من عواقب وخيمة في حال استمرار التحريض ضد سورية.
واضافت المصادر انه يبدو ان الترجمة لهذا التحذير بدات بالفعل اذ اعلن بعض الموالين لدمشق عن تنظيم مظاهرة مضادة لمظاهرة المعارضين يوم الاثنين قرب ضريح رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق وهو ما اثار ردود افعال غاضبة من قبل اركان المعارضة ، مما يعزز المخاوف بحصول بعض الاشكالات بين المتظاهرين من الجانبين ، ويعزز مخاوف اشتباك مماثل لما حصل بين معارضين ومؤيدين قرب ضريح الحريري لم يفض الا بتدخل الجيش اللبناني وهو التدخل الذي لن يكون ممكنا اذا ما اراد البعض تأزيم الاوضاع باستخدام اسلحة غير الايدي ، وربما تكون شرارة لتشعل بيئة مهيأة اصلا للاشتعال.
وبالعودة الى الموقف السوري توقف المراقبون عند المؤتمر الصحافي الذي جمع الرئيسين الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين الذي غاب عنه ذكر اسم سورية كي لايستفز بوتين برد قد يكون من مصلحة السوريين وذلك بخلاف كافة المؤتمرات التي عقدها الرئيس بوش مؤخرا والتي كان الهجوم على سورية احد ابرز محاورها .
وتضيف المصادر ان روسيا هي البلد الوحيد الذي لم ينتقد دمشق واذا ما اخذت تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف حول استمرار صفقة الصواريخ الروسية الى دمشق وتاكيده ان مثل هذه الصفقات تتواصل وان بعض الشروط مثل رقابة روسية لمنع انتقالها لطرف ثالث انما قد يمثل خط امان للروس الذين يسعون في ركاب استراتيجية شرق اوسطية مضادة لواشنطن تضم دمشق وطهران بشكل مؤكد وانقرة على وجه الاحتمال.
وفي هذا الصدد يؤكد المحللون السوريون ان واشنطن تريد ان يكون لبنان ورقة ضغط على السوريين والروس والايرانيين وفي هذه الحالة فانه اذا انتفت الحاجة الى هذه الورقة بتفهم هذه الاطراف فان مصالح لبنان ستتعرض للخطر ، اما في حالة الاختلاف فان الصراع ايضا سيدور على الاراضي اللبنانية وبين الاطراف اللبنانية ومن اللافت ما اشيع عن تحرك سوري مضاد قريب سيبدأ من موسكو ويشمل بعض العواصم الاوروبية كمحاولة لتخفيف التوتر وانعاش الذاكرة الاوروبية بان سورية مستعدة للتجاوب مع المجتمع الدولي والقرارات الدولية ولكن بشرط اخذ مصالحها بعين الاعتبار.
التعليقات