براغ : بدأ العد التنازلي لمسألة بدء أو تأجيل المفاوضات الخاصة بضم كرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي وسط حالة واضحة من التوتر تسود في زغربالآن وذلك لأنه لم يتبق سوى خمسة أيام على الموعد المحدد للبدء بالمحادثاتولارتباط عملية البدء فيها من قبل الاتحاد الأوروبي بمسالة تسليم زغربالجنرال الكرواتي الذي تطالب به النيابة العامة في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة أنتي غوتوفينيا . وفي موقف يشير إلى أن قيادات زغرب قد حسمت موقفها في هذه القضية من خلال إصرارها على موقفها السابق قالرئيس الحكومة الكرواتية ايفو ساندير بان سلطات بلاده قد فعلت كلما بوسعها لتقفي اثر الجنرالالمتواري عن الأنظار منذ أربعة أعوام . وأكدأن المعلومات التي حصلت عليها حكومته من مختلف الجهاتالأمنية الكرواتية تؤكد بأنه لا يتواجد على الأراضي الكرواتية . وأضاف أن حكومته تعي بان عملية التكامل مع أوروبا تتصف بأهمية تاريخية بالنسبة لهاولذلك لا يمكن لبلادهأن تخاطر بمستقبلهاالأوروبي من أجل قضية الجنرال. وكشف عن أن وزارة الخارجية الكرواتية في بلاده قد أرسلت رسالة إلى المفوضية الأوروبية في بروكسل تضمنت آخر المعلومات الخاصة بالبحث عن الجنرال غوتوفينا مؤكدا أن بلاده ستثبت في الأيام القليلة المتبقية على موعد بدء المحادثات مع المفوضيةالأوروبية بأنها تفعل كل شيء لحل هذه المشكلة.

وجاءإعلان رئيس الحكومة الكرواتية عن عدم وجود الجنرال غوتوفينا في كرواتيا بعد يوم واحد من صدور إعلان رسمي في زغربعن الأجهزة الأمنية الكرواتية جرى التأكيد فيه بأنها قامت خلال الشهر الماضي فقط بعمليات بحث وتدقيق مع 2000 شخص في مئات المنازل وفتشت 65 ألف سيارة كما دققت مع 23 ألف شخص عبروا الحدود ولكنها لم تتمكن من اقتفاء أي اثر يدل على المكان الذي يتوارى فيه الجنرال غوتوفيناعن الأنظار. وعلى الرغم من تعهد الرئيس الكرواتي سيتب ميسيتش بان بلاده ستتعاون بشكل كامل مع محكمة جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة إلا انه اعترف بصعوبة العثور على الجنرال غوتوفينا قائلا :"إن هذا الأمر يشبهلو طلبتم منا العثور على أسامة بن لادن ".

كما دعا مواطنيه إلى عدم الانخداع بأعداء أوروبا والذين يعملون على عزل كرواتيا مؤكدا أن تأخير بدء التفاوض مع كرواتيا بشان ضمها إلىالاتحاد الأوروبي لن يكون أمرا كارثيا فإذا لم يبدأ التفاوض في 17 آذار (مارس) الحالي فسيجري في وقت آخر. ولا تشاطره المدعية العامة في المحكمة الدولية القيادات الكرواتية الرأي بان الجنرال الكراوتيغير موجود على الأراضي الكرواتية أو في مكان ما لا تعرفه الأجهزة الأمنية مؤكدة أن عدم تسليمه إلى محكمة لاهاي سيعني بان كرواتيا لا تتعاون مع المحكمة . وبالنظر لكون الاتحاد الأوروبي يعتمد في مسألةالبت بمدى تعاون زغرب مع المحكمة على التقييم النهائي للمدعية العامة فان الأمر الحاسم سيكون يوم الاثنين القادم عندما تجتمع كارلا ديل بونتي مع وزير خارجية اللوكسمبورغ جان اسيلبورنالذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحادالأوروبي.

وحسب المواقف المعلنة للمدعية العامة فإنها على الأرجح ستعلن أن زغرب لا تتعاون بالشكل المطلوبمما سيعني اتخاذ وزراء الخارجية في دول الاتحاد يوم الأربعاء القادم قرارا بتأجيل الإقلاع بمحادثات ضم كرواتيا إلى ا لاتحاد الأوربيالذي إذا ما تم سيعني تأجيلاقد يستغرق عدة اشهر . وتحذر حكومة زغرب من أنالتأجيل يمكن أن يثير مزاجا تشاؤميا لدى الكروات من الاتحاد وبالتالي دعم التيارات القومية المتشددة في البلاد التي تنظرإلى غوتوفينا على انه بطل قومي ساهم في إنهاء تمرد صرب كرايينا عام 1995 . ولا تسود حتى الآن مواقف موحدة لدى دول الاتحاد الأوروبي بشأنبدء أو تأجيل المفاوضات مع زغرب فسلوفينيا وسلوفاكيا والمجر عبرت عن مواقف داعمة لبدء التفاوض فيما عبرت بريطانيا وفرنسا وهولندا عن مواقف رافضة إذا لم تسلم زغرب الجنرال الفار أو تثبت بشكل قاطع أنها فعلت كل ما بوسعها لإلقاء القبض عليه وانه خارج أراضيها.

ويعتبر الجنرال الكرواتي مع زعيم صرب البوسنة السابق رادوفانكارادجيش وقائد قوات صرب البوسنة ا لسابق رادكو ملاديتش اكبر المتهمينبارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تطالب فيهم النيابة العامة. وتحمل النيابةالعامة في محكمة لاهاي الجنرال الكرواتي مسؤولية قتل 150 من الصرب أثناء عملية العاصفة التي قام بها الجيش الكرواتيلإنهاءتمرد الصرب الذي كان قائما على ثلث الأراضي الكرواتية .