القدس: سلمت قوات الاحتلال اليوم إخطارات لمواطنين من بلدة نحالين جنوب القدس، بإخلاء أراضيهم. وحسب مصادر اللجنة الشعبية للدفاع عن الأراضي ومجابهة الاستيطان فان الإخطارات تشمل إخلاء نحو أربعة ألاف دونم من الأرض الزراعية وجميعها مزروعة بأشجار الزيتون والعنب واللوزيات. وتنص الإخطارات على إخلاء هذه الأراضي خلال 45 يوما، وقال مواطنون من الذين تسلموا هذه الإخطارات بان الأمر كان مفاجئا لهم. وتحيط ببلدة نحالين عدة مستوطنات بنيت على أراض تابعة لسكانها ولأهالي بلدات: وادي فوكين وحوسان وبتير المجاورة لها.
وتسمى هذه القرى بقرى (عرقوب القدس) والتي كانت تشكل حزاما جنوبيا للقدس، احتل جزء منها عام 1948، ووقعت بالكامل تحت الاحتلال عام 1967.

وابرز المستوطنات التي بنيت على أراض تابعة لهذه البلدات هي (بيتار عيليت) التي يسكنها غلاة المستوطنين ومعظمهم مهاجرين من حي بروكلين في نيويورك، وتعتبر نسبة الولادة في هذه المستوطنة والمستوطنات المجاورة هي الأعلى في إسرائيل. وحسب المخططات الإسرائيلية المنشورة فان هذه القرى التي أصبحت جزرا صغيرة وسط محيط من الاستيطان، ستكون خلف جدار الفصل الذي يتم بناؤه لقربها من الخط الأخضر ولكونها قرى حدودية.
ويتهم سكان هذه البلدات سلطات الاحتلال بنهب أراضيهم لتسمين المستوطنات وخصوصا تجمع غوش عتصيون الاستيطاني، الذي أعلن ارئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، انه مع مستوطنة معالية ادوميم، شرق القدس، سيكونان خلف الجدار، وان البناء الاستيطاني في الموقعين مستمرا، مما جعل الإدارة الاميركية تبدي ملاحظات على ذلك.

وطالب خالد العزة رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأراضي ومجابهة الاستيطان بموقف سياسي من منظمة التحرير الفلسطينية حول النشاط المتزايد للاستيطان في الأراضي المحتلة والطلب بعقد جلسة لمجس الأمن الدولي لاتخاذ قرار يضمن تنفيذ قرارات محكمة لاهاي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال العزة "أي حديث عن السلام هذا الذي يتم في ظل مصادرة وتدمير الأرض" مطالبا بان تشمل الهدنة جانبا يتعلق بوقف الاستيطان.


وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فان عدد المستوطنات المبنية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م تقدر بنحو 172 مستوطنة منها 155 بالضفة الغربية و 17 بقطاع غزة، وأكبر عدد لهذه المستوطنات موجود في محافظة القدس المحتلة بنحو 32 مستوطنة.
وتقدر عدد المواقع الإسرائيلية في أراضي السلطة الفلسطينيّة، والتي تشمل مختلف أنواع المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمناطق الصناعية والمواقع الأخرى باستثناء معسكرات جيش الاحتلال، بنحو 342 موقعا حتى نهاية عام 2003 توزعت بواقع 316 موقعا بالضفة الغربية و26 بقطاع غزة.
وتعترف حكومة إسرائيل بوجود نحو 15 موقعا وبؤرة استيطانية (غير شرعية) في الضفة الغربية، وتتهم هذه الحكومة بالسعي لكسب الوقت وفرض وقائع على الأرض بالاستمرار في بناء جدار الفصل والإسراع بخطة تهويد القدس.