سلطان القحطاني من الرياض: طالب المعالج الإمارتي الشيخ محمد الهاشمي وزارة الصحة السعودية بتعويض مقداره 5 ملايين ريال(مليون ونصف دولار تقريباً) إثر إصدارها بيان رسمياً إعتبره إساءة له وتشهيراً، بعد أن حذر البيان من التداوي بوصفاته الطبية المستخلصة من الأعشاب الطبيعية .
وكان الهاشمي توجه إلى القضاء السعودي حاملاً ملف قضيته المرفوعة ضد وزارة الصحة إلى أن تقرر مقاضاة وزارة الصحة السعودية عن طريق ديوان المظالم ، فمضى في الطريق الذي أكد لـ إيلاف عزمه المضي فيه .
ونشرت صحف سعودية على مدار اليومين الماضيين سلسلة اعلانات استحوذت على صفحات كاملة عن المركز الطبي الذي يملكه الهاشمي برغم إحجام صحيفة سعودية واحدة عن نشر إعلان مدفوع الثمن للمركز ذاته .
ويطلب الهاشمي في دعواه إلزام الجهة المدعى عليها- وزارة الصحة السعودية- بإصدار بيان تعتذر فيه عن التهم التي نسبتها إليّه دون التحقيق من صحتها :"و أن تقوم بنشر هذا البيان في جميع الصحف السعودية في نفس الموقع الذي نشر فيه البيان محل الدعوى..إضافة إلى إلزام وزارة الصحة السعودية بدفع تعويض مادي قدرة «5 ملايين ريال سعودي» نتيجة للأضرار التي لحقت بي سواء معنوياً أو مادياً من جراء بيانها، ليتسنى لي إعادة الثقة التي شككت بها الوزارة دون وجه حق،ولإعادة الإعتبار إليّ."
وقال الشيخ الهاشمي في بيان أُرسل إلى (إيلاف) : " الوزارة أساءت إلى شخصي، وأخطأت في حقي، وسعت.. لتشويه سمعتي، وهذا دفعني إلى توكيل محامي لتولي أمر هذه القضية، حتى أحصل على حقوقي القانونية والمدنية، وأنا أثق في إنصاف القضاء السعودي خاصة وأن الهجوم الذي وجه ضدي كان غير مبرر، ويحمل نوعاً من التعمد لإيذائي وتشويه سمعتي، والأمر الآن في يد القضاء وليس لدي ما أقوله الآن، حتى يفصل ديوان المظالم السعودي في الأمر".

ويسرد اقواله : " بلا شك أن الوزارة قد لحقت بي ضرراً بالغاً، دون أن تستند على أدلة أو براهين، وألقت عليّ التهم جزافاً، ومع ذلك إلتزمت الصمت احتراماً وتقديراً، وبعداً عن البلبلة الصحافية والإثارة العلمية إلا أن خصومي اعتقدوا أن هذا السكوت عن ضعف، وتعاملوا معي على أني لقمة سائغة، إلا أني خرجت عن صمتي بهذه الدعوى القضائية، لأخرس كل الألسنة.. وينال كل من حاول أهانتي والإعتداء عليّ والتحقير من مهنتي، خاصة وأن بيان وزارة الصحة السعودية قد نزل علىّ كالصاعقة، وفوجئت بارتكاب هذا الخطأ الجسيم من جهة مسؤولة.. وتناست أن تشكيكها في مركزي بسلطنة عمان، إنما هو تدخل غير مسموح في سيادة دولة أخرى.. وأتهام غير صريح لها بمنحي التصريح غير المستحق".

وعن سير القضية يوضح الهاشمي :" بعد أن وجهت وزارة الصحة السعودية عدة اتهامات لي ووصفتني بأني مدعي الطب، وأمارس الدجل والشعوذة والإحتيال، وقررت عدم الاستناد للطريقة التي أنتهجها في علاج مرضاي وهي الرقية الشرعية والأعشاب الطبيعية على الأسس العلمية، وأنها غير مدعمة بالبراهين ومشكوك فيها وخالية من الأدلة.. كما قررت أن الخلطات العشبية التي أقوم بتركيبها غير آمنه وقد تضر بالمرضى واتجاهها إلى التشكيك في أمانتي وبيعي للأوهام، وعدم إلمامي بصحة المرضى وخفايا الطب، وجردتني من شهاداتي العلمية التي حصلت عليها، وشككت في الترخيص الذي يمنحني الحق في علاج المرضى.. كل هذه الإتهامات دفعتني للدفاع عن نفسي ومحاولة استعادة كافة حقوقي عن طريق القضاء حتى آخر لحظة وبأي ثمن".

ويفاخر الهاشمي بأنه ينحدر من عائلة "بنو هاشم " وهي عائلة شريفة وعريقة، يقطنون حالياً سلطنة عمان:" وقد مارس أسلافي مهنة الطب النبوي، وهذا بعداستعانتهم بالله ونفثهم بالآيات القرآنية والأدعية النبوية والعلاج بالأعشاب، وقد تشافى على أيديهم- بعد الله- العدد الكبير من المرضى.. وقد جئت مكملاً لمسيرة أسلافي بمداواة الناس وتقديم يد المعونة لأمة محمد«ص» ومساعدتهم على تخطي العقبات الصحية سواء كانت نفسية أو عضوية والتي عجز الطب الحديث عن إيجاد العلاج المناسب لها".

ويضيف : "قد اتخذت من سلطنة عمان «مدينة البريمي» منطلقاً لمسيرتي حيث قمت بإنشاء مركزي المعروف على مستوى الخليج، وانطلقت بعلمي وجهدي - دون دعم من أي جهة - وتنقلت بين دول وبلدان العالم لإكتشاف الأدوية والأعشاب ومعرفة مواطنها، والالتقاء بكبار أطباء الأعشاب والمسنين الذين قضوا أعمارهم بين الأدوية والجبال متنقلين بين البوادي والقفار لاكتشاف مكنونات الأرض وأصناف الأعشاب وقد أتقنوا هذه المهنة وأحاطوا بها علماً، إلا أن الطب الحديث لم يتلفت لهم ولم يتسفد من خبراتهم.. وتناسوا أن الله سبحانه وتعالى قد سخر أقواماً يتولون تتبع هذه الأمراض المستعصية، والبحث لها عن علاجات طبيعية ورثوها من أسلافهم،وكل شيء بإذن الله سبحانه وتعالى فهو الشافي والمفرج لكل كرب".
ويمضي في تبيان موقفه لـ ايلاف : "دائماً أردد أن الطب النبوي مكملاً للطب الحديث، وليس ضده، فهو يعالج أمراضاً قد يفشل الطب الحديث معها مثل العين والحسد والمس وهذه الأمراض نفسية أكثر منها عضوية، لذا فأنا أعالجها بالقرآن والسنة النبوية والطب النبوي، وقد قال رسولنا الكريم«ص» {عليكم بالشفائين العسل والقرآن»، كما قال«ص» «ماء زمزم لما شرب له» وهذه وصية من نبي الهدى والرحمة «ص» وتوصينا بأن نتداوى بالعسل والقرآن، كما أوصانا بالأعشاب والحبة السوداء. وماء زمزم، بل أوصى العرينين بأن يتداووا بألبان الإبل وأبوالها.. وأنا أستخدم في علاجاتي عدداً كبيراً من الأدوية بعد القرآن والأدعية النبوية والأذكار الواردة عن المصطفى «ص» ولكل مرض أدويته الخاصة به، ويتم خلطلها بأسلوب علمي، وهي مجربة ومعروفة في مراكز الأعشاب الإسلامية بولاية«أورمنجي» بالصين".

ويشير إلى احتمالية أن تكون أيد خفية تعبث من تحت الستارة : "لم أتاجر بالمهنة أو أسعى للكسب من ورائها ودوماً أصف نفسي بأني خادم الناس، وأن الله سبحانه وتعالى قد سخرني لتقديم يد العون لكل مريض. الأمر الذي يؤكد تجني وزارة الصحة السعودية علىّ واتهامها لي كان زوراً وبهتاناً، ولايخلو من القصد لإيذائي، ولا ندري لمصلحة من..؟".


وأعلن الهاشمي أنه ساهم في علاج حالات عدة من بينها إمرأة سعودية- 75 عاماً- كانت تعاني من مرض السرطان في المبيض، كما انتشر السرطان في المعدة والرئة، حتى أن الطب الحديث عجز عن استئصال المرض" فأعطيتها بعض الأدوية العشبية التي امتصت السرطان من الجسم، وقد شفيت السيدة تماماً بعد 20 يوماً، حتى أن الأطباء قد أصيبوا بحالة ذهول عندما أجروا تحاليل وتأكدوا خلو المريضة من المرض.. وأجرت معها جريدة عكاظ مقابلة صحافية بتاريخ 4/8/ 1424هـ، واعترفت السيدة السعودية بتلقيها العلاج على يديّ".

والطفلة شمس بنت محمد الشيحي، كانت تعاني من مرض سرطان الدم«اللوكيميا» وتلقت عدة جرعات كيميائية بمستشفى رأس الخيمة، إلا أن هذا العلاج أدى لتساقط شعرها، "بعدها قصدتني وعالجتها بالقرآن والطب النبوي، ومجموعة من الأعشاب بلغت «27 عشبة» وشفاها الله سبحانه وتعالى".
وفتاة - 17 سنة- كانت مصابة بنوع من العين، وكانت تتحدث مع أشخاص لاتراهم، وتتضايق من سماع آيات القرآن، ولم يفلح في علاجها ا لطب الحديث، "وقد تم شفاؤها بإذن الله على يديّ".
وشاب أصيب فجأة بحساسية في جسمه، وتدهورت حالته الصحية بعد أن قصد عدة مستشفيات حتى أنه طلق زوجته وتم فصله من وظيفته، و"عندما قصدني تبين أنه مسحور وتماثل للشفاء بآيات القرآن والأعشاب الطبية".
ويشير مطلعون إلى أن نجاح وصفات الهاشمي المستخرجة من الأعشاب قد أثار حفيظة منافسيه مما جعلهم يحركون المياه الراكدة في محاولةٍ للنيل منه ،وإزاحته من الساحة السعودية الخصبة .
ولكن الهاشمي يؤكد لـ"إيلاف" أن وصفاته لاتعتبر من الطب البديل بل هي طب تكميلي لايغني عن المستشفيات.
وكانت وزارة الصحة أصدرت بياناً حذرت فيه من الممارسات الطبية التي يقوم بها الهاشمي و"كل من يدعي مثل هذه الادعاءات والممارسات التي لا تستند الى أساس علمي مدعم بالبراهين".
واضاف البيان:"كما أن الخلطات العشبية التي يقوم بتحضيرها وبيعها على المرضى والأشخاص الذين يترددون عليه غير آمنة وتسبب مضاعفات خطيرة وأكدت أن طريقة تحضيرها غير علمية وغير خاضعة للرقابة ومعايير جودة التصنيع الدوائية".
وأشار البيان إلى أنه قد استغل حاجة المرضى بأمراض مستعصية للبحث عن العلاج بادعاء مقدرته على علاج تلك الأمراض دون تقديم إثبات علمي يبين مصداقية دعواه في الشفاء التام من المرض، ويوهم المرضى بقدرته على الشفاء وفي الواقع لا تتعدى استجابة المريض الأثر الوهمي للعلاج والمتعارف عليه طبيا.
وذكر البيان أن الهاشمي "يظهر في العديد من المقابلات مدى عدم إلمامه الصحيح بخواص الصحة والمرض وأكدت أنه لا يحمل أي شهادة علمية تثبت أنه طبيب، وليس لديه أي ترخيص أو موافقة للمزاولة الطبية كما أنه يدعي في مقابلاته في وسائل الإعلام المختلفة أن خلطاته مجازة ومرخصة من وزارة الصحة وهذا خلاف الواقع، ولفتت الى أنه لم يتقدم لوزارة الصحة بتسجيل تلك الخلطات".
وناشدت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين مراعاة الحذر وشددت بأنها لن تسمح بتداول هذه الخلطات وحذرت منها موضحةً أن جميع المستحضرات العشبية والأغذية الصحية التي تسمح الوزارة بتداولها مسجل على عبواتها ترخيصها لدى الوزارة وتحمل رقم التسجيل الخاص بها على المستحضر وتباع فقط في الصيدليات.