إيلاف من القاهرة: أثار هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الذي أشعل فتيل الحرب بين إسرائيل وحماس جدلاً بين رجال الدين في غزة وامتد إلى خارجها عبر وسائل إعلام ومنصات سوشيال ميديا عربية، حيث قال البعض إن الهجوم لم يكن مشروعاً، ولا يستحق عدد القتلى المدنيين وتدمير غزة فيما بعد، بينما أعلن آخرون أن الهجوم الذي أطلق عليه "طوفان الأقصى" كان واجباً على المسلمين.
وقال الداعية البارز سلمان الداية، عميد كيلة الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، ردا على أسئلة طرحها مواطنون من غزة عبر إحدى منصات الرسائل الإلكترونية، إن على القادة المسلمين تجنب الدخول في المعارك إذا كان الضرر الذي يلحق بالمدنيين أكبر من المكاسب.
وبحسب الداية، فإن على المحاربين أن يتساءلوا عن حكمة القتال إذا كان يزيد من الضرر على الدين، أو النفس، أو العرض، أو الأولاد، أو المال، أو الاستيلاء على الأرض، فضلاً عن تدمير "أسس الحياة".
وتحظى آراء الداية بالاحترام الكبير في غزة بين السكان العاديين والإسلاميين، كما يتمتع بنفوذ كبير بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، كما أنه كان عضوا بارزا سابقا في جماعة الإخوان المسلمين ، أقدم حركة إسلامية في العالم العربي، وكان قريبًا أيضًا من الشيخ أحمد ياسين، المؤسس المشارك وزعيم حركة حماس، قبل أن يتبنى شكلاً أكثر اعتدالاً من الإسلام.
وقال الداية: "عندما يحتمل بشدة عدم تحقيق أهداف الجهاد وأغراضه بسبب غياب أو نقص أركانه أو أسبابه أو شروطه، فإنه يجب تجنبه".
بيان للرد من "مجموعة من علماء الدين"
وقد أصدر علماء غزة بيانا يدافعون فيه عن هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل، وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، صدر بيان باسم "مجموعة من رجال الدين" في غزة دافعوا فيه عن الهجوم باعتباره "عملاً مشروعاً وإتماماً لواجب الجهاد، ولا شك في مشروعيته".
"ولكن هل كان توقيت القرار خطأ في التقدير حيث أدى إلى هذه الحرب المدمرة بعد ذلك، أم أنه كان مناسبا بسبب ظروف معينة يعرفها المقاتلون مثلا؟ هذا أمر قابل للنقاش"، بحسب البيان.
وأضافت أن "مثل هذا الاعتبار وإلقاء اللوم ليس مناسبا أثناء الحرب، بل يجب أن يأتي بعد ذلك، لأنه لا يخدم أي غرض الآن بل يضر".
وفي بيانها، قالت مجموعة رجال الدين إنها تقدر رأي الداية ومكانته الدينية، لكنها حذرت من أن حكمه قد يُساء فهمه وقد يؤثر على روح الفلسطينيين العاديين وكذلك الإرهابيين.
ويتساءل بعض سكان غزة أيضاً عن حكمة حماس في شن الهجوم الذي أدى إلى حرب إسرائيل على غزة، التي كانت تعاني بالفعل من انتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة قبل اندلاع الحرب.
التعليقات