عبد الله الدامون من الرباط: تعود العرب على تمني الوحدة بين جميع الدول العربية فيقولون "وطن عربي واحد من المحيط إلى الخليج". وبما أن هذه الوحدة لم تتحقق حتى في الأحلام، فإن الساخطين على هذا الوضع غيروا هذا الشعار وصاروا يقولون "التغيير من الماء إلى الماء"، ويقصدون بالماء الأول الخليج، والماء الثاني المحيط.

وعموما فإن الماء حاضر دوما لدى العرب. هو سبب من أسباب الوحدة وسبب من أسباب الفراق والافتراق.

شبه الجزيرة العربية سميت كذلك لأنها محاطة بالماء، والعرب تنازعوا مع الفرس حول اسم الخليج فسموه الخليج العربي وسماه الإيرانيون الخليج الفارسي.

العرب يحيطون بالبحر الأبيض المتوسط ويطلّون على المحيط الأطلسي، وبين جنباتهم البحر الميت والبحر الأسود والبحر الأحمر. بحور من كل الألوان. حتى بحور الشعر امتلكوها واحتكروا قوافيها.

العرب استعملوا البحر في فتح الأندلس ومحاصرة القسطنطينية وحمل النساء والجواهر من بلاد الفيكينغ إلى شاطئ مدينة سلا بالمغرب أيام تلك القرصنة الجميلة.

لكن العرب في كل هذا وذاك لا يسبحون. شاركوا بالمئات في دورة أثينا باليونان ولم يأتوا من هناك بميدالية واحدة في السباحة، لا في الغطس ولا في القفز ولا في السباحة الحرة ولا في السباحة غير الحرة. لو كان موشي دايان حيا لأضاف عبارة "العرب لا يسبحون" إلى عبارته الشهيرة "العرب لا يقرؤون".

الكثير من بلدان العالم لا يوجد فيها بحر وهي تنافس بقوة في أوليمبياد أثينا لحصد ميداليات السباحة، لكن العرب الذين أطلقوا اسم بحر الظلمات على أشهر محيط في العالم وهو المحيط الأطلسي، ما يزالون يعيشون ظلمات رياضية لن يخرجهم منها سوى معجزة.