عبد الله الدامون من الرباط: مباراة اليوم بين المنتخبين المغربي والتونسي تجمع أيضا بين مدربين يتناقضان ويتشابهان مثلما يتناقض الماء والزيت، ومثلما يتشابه الماء والماء.
مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير منفعل ويقضي وقت المباراة واقفا كأنه يتأهب للدخول إلى الملعب في أية لحظة. ومدرب المنتخب المغربي الزاكي بادو لا ينقصه الانفعال أيضا على الرغم من أنه يجلس بين اللاعين لكنه لا يكبح انفعاله حين يسجل منتخبه هدفا أو يحدث داخل رقعة الملعب ما يثير أعصابه.
روجيه لومير جاء إلى المنتخب التونسي بعد الإحباط الذي عاناه رفقة المنتخب الفرنسي في كأس العالم الأخيرة التي كادت تجعل منه أسوأ مدرب في تاريخ كرة القدم الفرنسية. والزاكي بادو جاء إلى المنتخب المغربي بفعل معجزة بعد أن وضعه أعداؤه أمام شروط شبيهة بشروط استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية. ومع أنه حقق أكثر من تلك الشروط إلا أنه ظل هدفا للقصف في كل لحظة.
في المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم بين المغرب وتونس ظل لومير جامدا مثل قطعة ثلج حتى انتهت المباراة. وعندما صفر الحكم معلنا فوز تونس بكأس إفريقيا لأول مرة في تاريخها اندفع بعض اللاعبين والمسيرين نحو لومير ليشاركوه الفرح لكنه دفعهم عنه بانفعال واضح أقرب إلى العنف ووجهه تغيب عنه اية ابتسامة بالفرح.
المدرب المغربي الزاكي بادو يضم إليه أقرب الواقفين قربه عندما يسجل منتخبه هدفا. يضم إليه الممرض واللاعب الاحتياطي، وحتى الحكم الرابع لو كان قريبا.
الزاكي ولومير يختلفان أيضا في قدرتهما البلاغية وطريقتهما في الكلام. خلال الندوة الصحافية للومير في الرباط أنكر هذا الفرنسي الغريب وجود تكتيك كروي يقود إلى النصر وقال إن كرة طائشة تدخل المرمى وتمنح النصر لا يمكن أن يعود الفضل فيها إلى تكتيك أو خطة المدرب. روجيه لومير قام من مقعده وكاد يمسك بتلابيب الصحافي الذي وجه إليه السؤال حول التكتيك الذي منحه النصر على المغرب في تونس. رفع صوته وقال إنه لا وجود لتكتيك يمنح النصر. اللاعبون فقط من يفعل ذلك.
المدرب المغربي الزاكي بادو خرج بتصريح يقول فيه بالحرف "لو كان زين الدين زيدان مغربيا لناديت عليه للعب مع المنتخب المغربي". ومعنى ذلك أن يقول رجل ما "لو كان لي إبن لأدخلته المدرسة". أو تقول امرأة "لو ولدت طفلا فسأرضعه حليبا".
لا أحد فهم كلام الزاكي بادو غير الصحيفة التي أجرت معه الحوار. والغريب أن الصفحة الأولى كانت بها صورة كبيرة للزاكي مع عبارته الشهيرة بخط عريض وكأنه يعلن نهاية العالم غدا.
عندما فاز جورج والكر بوش برئاسة الولايات المتحدة الأميركية قال "عندي سياسة داخلية وسياسة خارجية. السياسة الداخلية خاصة بالداخل. والسياسة الخارجية خاصة بالخارج". وقبله قال الحكيم جحا "ما أجمل القمر... وخصوصا بالليل".
التعليقات