روما: من الممكن الآن تَعقٌب موقع وسرعة كل رياضي في سباق فرنسا للدراجات الهوائية(Tour de France)، في وقته الحقيقي، بفضل نظام القمر الصناعي الأوروبي EGNOS، وهو برنامج تحضيري لنظام Galileo.
الموقع الدقيق:
بفضل الأقمار الصناعية، سيكون من الممكن معرفة، في أي وقت كان، موقع كل راكب دراجة وما هي سرعته، وإذا انفصل أم لا عن السباق. هذه المعلومات مفيدة لكل من أنصار السباق الذين يريدون أَن يعرفوا أين يوجد بطلهم المفضل، ومدراء الفرقِ الذين يريدون إما معرفة آخر الأخبار، بشكل متواصل، حول أبطالهم وخصومهم، أَو تحليل السرعة، بعدئذٍ، سوية مع راكبي الدراجات الهوائية. يعطي منظمي السباق قيمة عظيمة لتلك المعلومات أيضاً، وبشكل خاص لأسباب أمنية، التي تعطيهم وجهة نظر عامة على المراحل التي تتجلى بالكامل مع كل المواقع المضبوطة.
ستكون هذه البيانات متوفرة على الإنترنت، عبر قناة Tour de France أَو ستُذاع عبر قنوات التلفزيون حتى لو كانت غير حاضرة على ساحة السباق.
ملاحة القمر الصناعي:
أوشكت الطريقة الجديدة لمتابعة كل مراحل سباق فرنسا للدراجات الهوائية على الظهور. وهي الثورة التقنية التي جُعِلتْ ممكنة نتيجة لملاحة القمر الصناعي. سيزود كل راكب دراجة بجهاز مستقبِل صغير الحجم وهو سيستعمل الإشارات من الأقمار الصناعية ليحسب موقعه وسرعته، باستمرار، في كافة مراحل السباق.
طُبٌقت هذه الطريقة، باستعمال البيانات، من اغنوس(European Geostationary Navigation Overlay Service) , وهي وكالة فضائية أوروبية متطورة، مكونة من شبكة من الأقمار الصناعية والمحطات الأرضية، وهي تُصحّحُ وتدمج البيانات المزودة من نظام تحديد المواقع العالمي الأميركيِ (جي بي إس). وفي شكله الحالي، يعتبر نظام GPS (العسكري) غير دقيق أو موثوق بما فيه الكفاية للمهمة في متناول اليد، بينما يُزوّد نظام اغنوس، الشغال ابتداء من هذا الصيف، بالدقةَ والاستمرارية المتَطلّبتان لعرض مواقع الرياضيين.
بحلول العام 2009، سَيُعطي هذا المستوى من الأداء التكنولوجي دفع آخر بانتشار نظام Galileo، أول نظام عالمي مدني لملاحة القمر الصناعي، الذي سيكون ممولاً من قبل وكالة الفضاء الأوربية والمفوضية الأوروبية.
تجربة النظام في جبال الألب:
الآن، يعتبر تتبع راكبي الدراجات الهوائية عبر القمر الصناعي، في مرحلته التجريبية، وقد عُرض للمرة الأولى في الواحد والعشرين من شهر يوليو/تموز المنصرم، بين منطقة Bourg d'Oisans و Alpe d'Huez.
خلال التجربة الأولى، جُهّز عشرة راكبين بجهاز مستقبِل ثم بدأت شبكة اغنوس بتعقبهم، وكانت عربات مدراء فرقهم دائماً وراءهم. وهكذا، كان من الممكن مراقبة الفجوات الدقيقة بين الراكبين الرياضيين وحتى، للبعض منهم، تخطيط اعتلائهم طوال الكيلومترات الخمسة عشرة من هذه المرحلة الأسطورية، مصوّرةً جهود Lance Armstrong، على سبيل المثال، خلال تغلبه على المنعطف الواحد والعشرين الذي يُؤدّي إلى قمة منطقة من جبال الألب، تسمى l'Alpe d'Huez، ومقارنة اعتلائه مع أولئك للراكبين الآخرين.
ستكون النية، في النهاية، تزويد كل راكب بذلك الجهاز بغية مراقبة المواقع المضبوطة لكل راكبي الدراجات المشتركين في السباق.
رؤية كل الراكبين:
بهذا المشروع، سيكون من المحتمل رسم خريطة لمواقع كل الراكبين لقياس الفجوات بينهم، بشكل مباشر. وستستعمل هذه البيانات لبناء صورة تخيٌلية حية لكل راكب، عارضةً الأداء كما يحدث في الواقع. إن دقة نظام اغنوس هي بحيث أن موقع أي جسم متحرك، مزود بجهاز مستقبِل، يُمكن رصده ضمن المتر الواحد. علاوة على ذلك، سيُراقب تقدّم كل راكب خلال كل مراحل السباق عبر تقنية عرض الصورة الثلاثية الأبعاد. ستكون هذه المعلومات الإضافية ثمينة جداً لقنوات التلفزيون التي هي غير قادرة على إظهار كل الراكبين.
وهكذا، سيوفر اتحاد البيانات الطباعية الدقيقة والبيانات حول موقع كل راكب، صورة دقيقة جدا للسرعة في كل مرحلة تتجلى. بهذا النوع من النظام، سيكون كل برنامج إذاعي قادر، على سبيل المثال، على تخصيص قناة يستطيع المشاهدين، من خلالها، اختيار بطل الدراجة الهوائية الذين يريدون رؤيته بدون الاحتياج لآلة تصوير مركبة على كل دراجة.
لا تزال هذه الخدمة الجديدة، قيد التطوير، في إطار شِركة بين وكالة الفضاء الأوروبية، ومنظمي سباق فرنسا للدراجات الهوائية، و أي إس أو، وشركة رسومات الكمبيوتر Trimaran.
التعليقات