عبد الله الدامون من الرباط: يتصرف الاتحاد المغربي لكرة القدم في مواعيد مباريات "كأس العرش" مثلما يتصرف في مصروف الجيب. يخرجها متى يشاء ويخفيها متى يشاء، وأحيانا يضعها في خانة المهملات أو يخزنها كما يخزن البخيل الدجاجة في ثلاجة.
كأس العرش في المغرب مثلها مثل كأس أنجلترا أو كأس الملك في إسبانيا. أي أنها مباريات ضرورية ومفروضة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم لأنها تؤدي إلى منافسات قارية تدر الكثير من المال على الفائز بها. لكن الاتحاد المغربي يتعامل معها مثلما يتعامل مع مباريات ودية يمكن أن يدرج مواعيدها في أي وقت.
قبل سنوات كانت مباريات كأس العرش تؤجل لأكثر من سنة، وحين يتذكر المسؤولون ذلك يقررون إدارج مبارتين للنهاية في مساء واحد، وحين يفوز فريق ما بالمباراة يسمى فائزا بلقب كأس العرش للسنة الماضية على الرغم من أنه فاز بالكأس في المساء نفسه الذي فاز به بطل السنة الموالية. المسؤولون كانوا يتذرعون أحيانا بالقول إن الملك الراحل الحسن الثاني هو الذي كان يحدد مواعيد مباريات النهاية تبعا لأجندته السياسية لأنه كان يسلم بنفسه الكأس إلى الفريق الفائز. لكن المشكلة أن لا أحد من "الرياضيين" الموجودين في مراتب المسؤولية بالاتحاد امتلك ربع الشجاعة وعبر عن عدم إمكانية تأجيل نهاية هذه السنة للسنة المقبلة.
الجمهور المغربي صار ينسى شيئا فشيئا تلك الأيام التي تلعب فيها مباريات النهاية بالجملة، لكنه صار أيضا ينسى أن هناك نهاية لكأس العرش.
أمس (الأحد) وأول أمس لعبت أربع فرق مغربية مبارتا نصف النهاية لكأس العرش. الجيش الملكي انتصر على شباب المسيرة بهف لصفر، والوداد البيضاوي انتصر على الفتح الرباطي بالحصة نفسها، لكن الجميع خسر لأن المبارتين جرتا أمام مدرجات شبه فارغة. بل كانتا من اسوأ المباريات التي يمكن مشاهدتها حتى بدتا مثل حصتين تدريبيتين أسبوعا فقط قبل بداية الدوري.
الجمهور المغربي يقاطع قبل سنوات مباريات البطولة المغربية بسبب معاناته العميشية ورداءة الكرة وتفاهة أولئك الذين يريدون الدخول بالمجان. لكن حين تدرج المباريات في توقيت سيء فإن السوء يلتقي مع السوء ويعطي مباريات تثير التقزز.
التعليقات