رئيس تحريرها لـquot;إيلافquot;: لم يوجهني أحد لأجري حواراً
quot;على بركة الحكومةquot;: قصة لقاء الأسد مع quot;الجزيرة السعوديةquot;
سلطان القحطاني من الرياض: في الوقت الذي يقول فيه مراقبون بأن الحوار الذي أجرته صحيفة الجزيرة السعودية مع الرئيس السوري بشار الأسد، جاء بمباركة رسمية من حكومة الرياض، كون أن الصحيفة تعد إحدى الصحف ذات الملكية العامة وquot;لا تنطق عن الهوىquot; الرسمي، فإن رئيس تحريرها خالد المالك صرح لـquot;إيلافquot; مساء الاثنين أن قولاً كهذا quot;مجانب للصوابquot; لأن الحوار جاء بـquot;مبادرة شخصيةquot; منه.
قراءة لبنانية لحديث الأسد إلى quot;الجزيرة يقطع طريق التفاهم على المحكمة الدولية الأسد : العاهل السعودي دعمني وسوريا .. ولا أتوقع حلولا من القمة |
وفي حديث أحتل ثلاث صفحات كاملة من عدد الصحيفة، التي تعد واحدة من أعرق صحف الدولة، الصادر يوم أمس الاثنين، تطرق الرئيس الأسد إلى العلاقات مع الرياض بعد فتور دام عدة أشهر بسبب خطاب له ندد فيه بموقف السعودية من نزاع حزب الله مع إسرائيل، معتبراً أن العلاقات بين البلدين قد مرت سابقا بـquot;غيمة مؤقتةquot; في طريقها إلى الزوال خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكانت القطيعة بين الرياض ودمشق قد استمرت عدة أشهر حاول خلالها وسطاء عرب تحسين الأجواء بين الطرفين دون جدوى، حتى وصل المبعوث السعودي عبد الله زينل إلى دمشق حاملاً دعوة من ملك بلاده إلى الرئيس الأسد لحضور القمة العربية التاسعة عشر التي تحتضنها الرياض أواخر شهر مارس الحالي، مما شكل quot;انفراجاً هشاًquot; للأزمة على حد تعبير مراقبين.
ويقول رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك عن لقاءه بالأسد:quot; بدا حريصاً جداً على أن يعيد العلاقة إلى ما هي عليه سابقاً بين المملكة وسوريا .. قال أن علاقته بالملك علاقة عائلية أكثر بعداً من علاقة بين رئيس وملك أو بين دولة ودولة أخرى شقيقة لهاquot;. ويضيف في حديثه مع quot;إيلافquot; :quot;أنه متأكد أنه حريص على إحياء هذه العلاقةquot;.
وتقول مصادر مراقبة بأن حديثاً صحافياً كهذا مع رئيس دولة على خلاف معلن ومعروف مع الرياض، مثل الحالة الحالية مع دمشق، لا بد وأن يكون قد حظي بمباركة رسميّة.
ويصف المالك أجواء اللقاء الذي جمعه بالرئيس السوري في أول حديث له مع صحيفة سعودية قائلاً :quot;تم اللقاء في قصر الشعب في سوريا بعد محاولات من قبلي لأكثر من سنتين حتى جاءتني الموافقة في تزامن مع القمة، وحين أبدين تخوفي له من أن يتم طلب الحوار لمراجعته أخبرني بأن الحوار ملكي ولن يتدخل أحدٌ فيهquot;. واستمر الحوار بين الرئيس الشاب والصحافي العتيق زهاء الساعة في قاعة قريبة من مكتب الأسد داخل أرجاء القصر الرئاسي في دمشق.
ولوحظ أن وكالة الأنباء السعودية الرسمية لم تلتزم الصمت الكامل على هذا اللقاء بل اجتزأت فقرات منه وقامت ببثها في أواخر النهار رغم أنه كان من المعتاد أن أحاديث رئاسية كهذه تنشر في الصباح الباكر.
واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن العلاقة بين بلاده والسعودية علاقة تاريخية، وبأن الدور السعودي والدور السوري بالإضافة إلى مصر هو دور أساسي في تاريخ الديناميكية السياسية العربية، موضحاً أن العلاقة بين البلدين سبق أن مرت بظروف حرجة جداً، وبأنها quot;تمر بغيوم، لنسمِّها هكذا، مرّت مؤخراً غيمة ولكن تجاوزناها؛ لأن الشيء التاريخي القديم لا يمكن أن يؤثر فيه ـ أحياناً ـ بعض الكتابات محدودة الرؤية كما أسمِّيهاquot;، مضيفاً بأنالتعاون السعودي السوري كان دائماً ما يؤدي إلى حلول لمختلف مشاكل المنطقة، واستشهد الرئيس السوري باتفاق الطائف الذي اعتبره نتاج التعاون السعودي السوري.
وأكد الرئيس بشار في حواره مع صحيفة (الجزيرة) السعودية بأن ما كان يمنع حصول تباعد في العلاقات بين الطرفين هو العلاقة المباشرة التي كانت بين قيادات البلدين، مبينا أنها ابتدأت quot;بالملك فيصل ولاحقاً مع الملك خالد ثم مع الملك فهد، والآن مع الملك عبدالله. طبعاً العلاقة مع الملك عبدالله بدأت منذ أن كان ولياً للعهد، بل قبل ذلك بكثير؛ أي منذ أن كان رئيساً للحرس الوطنيquot;.
وكشف الرئيس السوري بأن العلاقة بينه والعاهل السعودي الملك عبدالله هي علاقة عائلة وأخوة، معتبراً العاهل السعودي بأنه quot;من جيل الوالدquot;. مبيناً مدى الصراحة الكبيرة التي تميز العلاقة بين كليهما. وقد اعتبر الأسد بأن القضايا السياسية في هذه المرحلة خاصة في السنوات الخمسة الأخيرة كانت معقدة جداً، وأنه من الطبيعي أن يكون هناك خلافات في وجهات النظر، ولا ينفي ذلك بحسب الأسد التحدث بشفافية مع العاهل السعودي حول مختلف القضايا، معتبراً أن الملك عبدالله quot;شخص شفاف وصادق بطبعهquot;.
وتحدث الأسد عن وقوف العاهل السعودي الملك عبدالله معه بشكل مباشر إثر وفاة الرئيس حافظ الأسد، وبأن العاهل السعودي كان وفياً جداً مع سوريا من خلال مواقفه في المراحل الأخيرة التي تعرضت فيها سوريا quot; لهجمة شرسةquot;.
التعليقات