ايلاف من الرياض: غيب الموت الثلاثاء في لندن أحد رواد السياسة والأدب في السعودية الشيخ ناصر المنقور عن عمر يناهز السادسة والسبعين، والذي سبق وأن تولى عدد من المناصب الحيوية في بلاده آخرها سفيراً للسعودية في بريطانيا لنحو 12 عاماً. الشيخ ناصر المنقور من مواليد مدينة حوطة سدير عام 1930،وهو من العائلات التي تشرفت بخدمة الوطن في الداخل والخارج،فأخوه عبدالمحسن المنقور وكيل الحرس الوطني في المنطقة الشرقية سابقاً،واخوه رجل الأعمال الشهير سعد المنقور.

التحق المنقور بجامعة القاهرة وحمل ليسانس الاداب سنة 1952،تدرج في عدة مناصب في السلك التربوي والتعليمي، حينما كان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وزيرا للمعارف أنذاك، وكان أول مدير لجامعة الملك سعود بعد وفاة مديرها عبدالوهاب عزام،والتي كان المنقور رئيساً للجنة تأسيسها، إلى جانب عمله مديرا عاما للتعليم في السعودية.كتبه عنه صالح كامل في جريدة البلاد السعودية سنة حينما غادر إدارة الجامعةquot;شاء الله أن يتخلى أستاذي صاحب المعالي (ناصر المنقور) عن قيادة الجامعة بعد أن قطع بها شوطاً طويلاً في مدارج الكمال.

فقد تسلمها وليدة تحبو بعد وفاة المرحوم عزام، وتعهدها بالرعاية حتى شبت وأوشكت على النضوج. تألم بالأمس كثيرون من أجل الجامعة يوم وفاة مؤسسها المرحوم عزام ولكنهم ناطوا آمالهم بالأستاذ ناصر.. فلم يخيب آمالهم فكان خير خلف لخير سلف. ويتألم اليوم كثيرون من محبي هذه الجامعة لتوديع الأستاذ ناصر لمهامه كمدير لها بعد أن شاءت القدرة الإلهية أن تختاره الإرادة الملكية ليشغل هذا المنصب الجديد الحساس بالنسبة لمملكتنا الحبيبة. ألم أخير هو ألمي الشخصي لفراق الأستاذ ناصر المنقور بصفته رئيس رابطة الطلبة وبصفتي مقرر هذه الرابطة.quot;

وبعد ذلك تنقل في عدة مناصب في وزارة التعليم إلى إن عين وزير دولة لشؤون رئاسة مجلس الوزراء،ثم وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية،ثم رئيسا لمجلس إدارة شركة كهرباء الرياض،ثم رئيسا لمجلس إدارة شركة اسمنت اليمامة.

ونقل خدماته بعد ذلك إلى وزراة الخارجية سنة 1964 ليخوض غمار الحياة السياسية فبدأ سفيراً لدى اليابان ومعتمداً لدى الصين وكوريا الجنوبية،ثم سفيراً لدى السويد ومعتمداً لدى الدنمارك والنرويج،ثم سفيراً لدى واشنطن،وختم مشوراه بسفارة السعودية في بريطانياً ومعتمداً لدى جمهورية إيرلندا. وكان من الشخصيات القلائل التي استطاعت بناء علاقات سياسية وإقليمية مع دول الشرق الأقصى وأوربا واميركا.