دعوة نقابة الصحافيين العراقيين بين تأييد ورفض
هل تحتجب الصحف العراقية يوم الإثنين؟
عبد الجبار العتابي من بغداد: دعت نقابة الصحافيين العراقيين الصحف العراقية كافة إلى الإحتجاب عن الصدور يوم الإثنين (الثالث من آذار/مارس) الجاري، كما دعت القنوات الفضائية العراقية إلى وضع شريط اسود اثناء بثها في اليوم ذاته، استنكارًا لحادث الاغتيال المشؤوم الذي تعرض له نقيب الصحافيين العراقيين شهاب التميمي، وتعبيرًا عن التعاطف مع مواقف الشهيد الوطنية والأسرة الصحافية العراقية .
جاء ذلك في بيان أصدرته النقابة بعد أن عقد مجلسها اجتماعًا استئنائيًا، تدارس ظروف اغتيال نقيب الصحافيين الشهيد شهاب التميمي والإجراءات التحقيقية والمواقف المحلية والعربية والدولية فضلاً عن الوضع الاجتماعي لعائلة الفقيد ودراسة وضع النقابة وعموم الصحافيين في المجالات الأمنية والمهنية والتنظيمية والادارية، وأعلن من خلاله الحداد الرسمي على روح الشهيد لمدة سبعة ايام في جميع مفاصل النقابة وفروعها لمدة اسبوع اعتبارا من يوم السبت الاول من شهر اذار و اعتبار يوم استشهاد النقيب في السابع والعشرين من شهر شباط يوما سنويا لشهداء الاسرة الصحفية العراقية .
وفي الوقت الذي اتفقت فيه الاراء على استنكار العمل الاجرامي الذي طال النقيب وعدته عملاً ارهابيًا جبانًا، فقد تباينت ردود افعال الاسرة الصحافية العراقية حول مسألة احتجاب الصحف وعدها بعضهم طريقة غير جيدة للرد على الارهاب، وكان على النقابة ألا تبتدع هذه البدعة الغريبة وغير اللائقة لتتخلى عن واجبها وان كانت الخسارة كبيرة، وقال بعض الصحافيين في احاديث خاصة لـ (ايلاف) : ان طريقة الاحتجاب ليست لائقة في مثل هذه المواقف الاستنكارية بل من المفيد جدًا ان يكون الرد بعملية التواصل في اعلاء كلمة الحق والقوة ومهاجمة الارهاب بالقلم والصورة، والتأكيد على المنهج الذي اختطه الراحل الذي كان يسعى الى ان تكون الصحافة سلطة رابعة بالفعل، وأن اعلان الاحتجاب هو لخدمة الارهاب الاعمى التي يريد تعطيل عمل الصحف الذي هو غرضه الأكيد لما اسهمت به الصحافة العراقية من فضح للاهداف الخبيثة للارهابيين ودحرتهم في العديد من المواقف. وأكد بعضهم ممن رفضوا ذكر اسمائهم (كي لا يعد موقفهم معاديًا للنقابة وللشهيد) : ان تعطيل عمل الاقلام العراقية هو تصرف غير لائق بسمعة الصحافة العراقية التي قاومت الارهاب وان كانت قد تلقت منه ضربات قاسية بسبب مواقفها المشرفة راح ضحيتها المئات من الصحافيين، وإن الرد الحقيقي بتفعيل دور الاعلام بشكل افضل ومؤثر لتأكيد قوة الصحافة في مواجهة اساليبه الخبيثة ، فالمواطن العادي لايريد للصحافة ان تسكت ساعة واحدة، بل ان يرتفع صوتها عاليًا، وأكدوا: quot;وكان من الممكن ان يكون يوم الحداد الصحافي مناسبة للتذكير بأهمية الصحافة ودورها الحيوي في حياة المجتمع، كما انه مناسبة للصحف لتفتح قنوات الاتصال بالعالم الخارجي ليعرف حجم العجة الاهابية التي يتتعرض لها اصحاب الكلمة الشريفة، وكذلك تكون فرصة للاتصال بالمسؤولين الحكوميين من اجل التأكيد على قدرة الصحافة على التحدي والتصدي والوقوف بشجاعة في وجه الشر الذي طال العديد من الصحافيين لأنهم يحملون رسالة شريفة، ومن اجل أن يعرف الآخرون ان الصحافي جندي مقاتل في سبيل وطنه وشعبه .
وعلمنا ان بعض الصحف ستواصل صدورها اعترافًا منها بأن دعوة نقابة الصحافيين الى احتجاب الصحف خاطئة .
وكان مجلس النقابة قد اختار الزميل جبار طراد نقيبًا للصحافيين العراقيين واستنادًا الى المادة الثامنة عشرة من قانون نقابة الصحفيين العراقيين، كما قرر المجلس إقامة نصب للشهيد نقيب الصحافيين العراقيين شهاب التميمي بكامل هيأته وعكازه الذي يعبر عن قوته وتحمله وصبره، وطالب المجلس الجهات الحكومية والبرلمانية باقرار قانون حماية الصحفيين الذي قدمته النقابة منذ عدة اشهر لانه سيسهم ولو بشكل نسبي في المساعدة على حماية ارواح الصحافيين والتقليل من استهدافهم.
التعليقات