تاج الدين عبد الحق من ابو ظبي:

قال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني عمر البشير إنه سيستأنف قبل القمة العربية المقرر عقدها في دمشق أواخر الشهر الحالي مساعيه لحل الخلافات بين الأطراف اللبنانية. وقال اسماعيل الذي وصل الى ابوظبي قادمًا من طوكيو حيث ينضم للرئيس عمر البشير الذي يبدأ غدًا زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة،إن الحوار اللبناني وصل مداه، وإن المساعي التي بذلت بين الاطراف اللبنانية استنفذت وأن الأمر يحتاج الآن إلى تحريك خارجي من قبل العناصر المحورية أو العواصم المحورية. لكن اسماعيل قال لـ quot;إيلافquot; إنه غير متفائل بالوصول الى اتفاق بين الاطراف اللبنانية قبل القمة داعيًا إلى عدمربط عقد القمة بالازمة اللبنانية، وقال إن القمم تعقد لحل الازمات لا أن يظل انعقادها رهن بالوصول الى حلول خارج القمة.

ووصف اسماعيل الذي قام خلال العام الماضي بعدة زيارات الى لبنان واجرى سلسلة من الاتصالات على فترات متباعدة مع الاطراف اللبنانية أن هناك درجة عالية من عدم الثقة بين الاطراف اللبنانية، مشيرًا الى ان الخلاف في حقيقته ليس خلافًا حول رئاسة الجمهورية التي قال إنه كان متفقًا عليها منذ وقت طويل، بل بسبب الدور الذي لعبته القوى الخارجية التي زرعت الشكوك بين اطراف الازمة.

وانتقد اسماعيل الدور الاميركي، وقال إن الادارة الأميركية لم تسمح للتحرك الفرنسي بقيادة الرئيس ساركوزي ان يعطي أوكله، مشيرًا إلى ان واشنطن لا تسطيع بحكم انحيازها المعلن لاطراف لبنانية أن تجد حلاً في حين ان فرنسا التي فتحت حوارًا مع اطراف المعارضة قادرة على التحرك بمرونة أكبر من أجل الحل.

وحول رؤيته للكيفية التي يمكن ان يشارك فيها لبنان بالقمة في حال فشل في اختيار رئيس جديد، قال اسماعيل إن لبنان هو الذي سيحدد من يمثله في القمة مشيرًا الى ان تمثيله في القمة الاسلامية التي ستقعد في السنيجال خلال ايام بالرئيس السنيورة يمكن ان يكون سابقة يقاس عليها.

وردًا على سؤال حول ما اذا كانت الوساطة السودانية في الموضوع اللبناني تغري بتكرارها في الشأن الفلسطيني، قال اسماعيل إن السودان منخرط بالفعل في جهود الوساطة منذ الصيف الماضي حين استقبلت الخرطوم وفدًا من السلطة الوطنية برئاسة عزام الاحمد. وقال إنه قابل الرئيس الفلسطيني ابومازن في عمان وخالد مشعل في دمشق وتم الاتفاق على ان يعد كل طرف ورقة وبالفعل جاءت ورقتين بهذا الخصوص وكانت الحكومة السودانية تعد لدعوة الطرفين لمناقشة الاطراف. واستطرد اسماعيل انه منذ اسبوع تقريبًا ابلغتنا السلطة الفلسطينية بوجود مبادرة يمنية وهي مبادرة لا تختلف عن تلك التي قدمتها الخرطوم وقد طلبت السلطة الفلسطينية من السودان العمل على تذليل تحفظات حماس على المبادرة اليمنية. وقال اننا كنا على وشك الاعلان عن خطوات لدعم المسعى اليمني عندما داهمتنا احداث غزة .

وتناول اسماعيل عددًا من القضايا المتصلة بالشأن السوداني فوصف اقدام احد زعماء قوى المعارضة في دارفور على فتح مكتب لحركته في اسرائيل إنه ايجابي من ناحية انه كشف حقيقة عبد الواحد محمد نور الذي يتزعم احدى حركات التمرد في دارفور، وقال إن هذا التصرف الذي اقدم عليه عبد الواحد هو انتهاك للقوانين السودانية وللمشاعر الوطنية التي تحرم على المواطنين السودانين التعامل مع دولة معادية للسودان. وتجدر الاشارة الى أن عبد الواحد نور المقيم في فرنسا والذي يتزعم احدى حركات المعارضة السودانية في دارفور أعلن قبل حوالى أسبوع عن فتح مكتب لحركته في اسرائيل.

وحول علاقات السودان بجارتها تشاد بعد فشل محاولة الاطاحة بالرئيس ديبي قال اسماعيل إن السودان ليس معنيًا باسقاط الرئيس ديبي الذي كان قد اتفق معه على أن يتم احتواء حركة المعارضة التشادية المتواجدة في السودان، بعد أن تقوم الحكومة السودانية بنزع اسلحة هذه الحركة، لكن الحركة رفضت تسليم اسلحتها للسودان وترك السودان الى تشاد الامر الذي فسرته ناجامينا بأنه دفع من السودان للمعارضة للاطاحة بالرئيس ديبي، وقال إنه لوكانت لدينا مثل هذه النية لكنا نظمنا الحركة بطريقة افضل مما ظهرت عليه خلال محاولتها الاطاحة بالرئيس ديبي.

ووصف اسماعيل نظام الرئيس ديبي بأنه نظام هش وشهد عدة محاولات انقلاب، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين كانت دائمًا مستقرة لولا الدور الذي لعبته تشاد في دعم قوى التمرد في دارفور.

وحول علاقة واشنطن بالخرطوم، قال اسماعيلإن هناك نافذة للحوار بين البلدين بعد الاتصالات التي اجراها هو ووزير الخارجية السوداني ( جنوبي ) مع الادارة الاميركية في واشنطن والتي شملت لقاء مع وزيرة الخارجية رايس ونائبها وقال ان مبعوثًا اميركيًا زار السودان قبل اسبوع والتقى الرئيس البشير حيث نوقشت كافة الموضوعات التي تتصل بعلاقات البلدين.

واستبعد اسماعيل ان يتكرر نموذج استقلال كوسوفو في جنوب السودان، وقال لو كنت جنوبيًا فلن اقدم على هذه الخطوة لأن الوضع في جنوب السودان وكوسوفو مختلف تمامًا حيث ان الجنوبين في السودان لديهم استقلال كامل في ادارة شؤونهم في الاقليم كما انهم شركاء في حكومات الولايات الشمالية والحكومة المركزية وشركاء بنسبة 50% بالثروة ولديهم معدلات زيادة سكانية قد تجعلهم غالبية خلال سنوات مما يتيح لهم السيطرة على الحكومة الفيدرالية .

وقال ان حوار حزب المؤتمر الوطني الحاكم مع حزب الامة بقيادة الصادق المهدي هو بداية لحوار جامع بين كافة الفصائل والقوى السودانية، مشيرًا الى انه في ابريل المقبل سيتم عقد اجتماع برعاية هيئة توحيد الصف التي يراسها المشير سوار الذهب لوضع اطار عام لحوار القوى السياسية السودانية والوصول الى قواسم تنهي الاحتقان السياسي المحلي .

وحول زيارة البشير الى دولة الامارات قال اسماعيل انها تعبير عن العلاقات المتطورة بين البلدين مشيرًا في هذا الصدد الى وجود الكثير من المعطيات التي تسمح بقيام شراكة اقتصادية بين الجانبين وقال إن السودان يحقق منذ سنوات معدلات نمو لم تنخفض عن 7% . وقال إن السودان استطاع في السنوات القليلة الماضية استقطاب استثمارات عربية واجنبية كبيرة، مشيرًا الى ان هناك مجالاً لاستثمارات في مجال الصناعة البترولية والزراعة والصناعة. واشار الى ان السودان لديه معطيات اقتصادية مطمئنة للمستثمر العربي والاجنبي من ابرزها استقرار سعر صرف الجنية السوداني المستمر منذ عدة سنوات وارتفاع حجم الميزانية من 500 مليون دولار قبل عدة سنوات لتصل اليوم الى 11 مليار دولار معظمها تمويل ذاتي.