بيروت، وكالات: توقع مصدر في الحكومة اللبنانية اليوم أن توجه سوريا دعوة إلى لبنان لحضور القمة العربية التي تستضيفها دمشق أواخر الشهر الحالي حسب الأصول. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر إسمه في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن quot; الحكومة اللبنانية تتوقع دعوة الى القمة العربية حسب الاصول كما ابلغ الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اوساط الحكومة عقب زيارته الاخيرة الى دمشقquot;. واضاف المصدر ان quot; الحكومة اللبنانية تبلغت من عمرو موسى بان الدعوة السورية الى لبنان ستأتي حسب الاصول ولكن لم تصل بعد حتى الان quot;.
وردا على سؤال عما اذا كان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة سيشارك في القمة العربية اذا ما وجهت الدعوة اليه قال المصدر انه quot; من السابق لاوانه الحديث عن تمثيل لبنان في القمة quot;. واضاف quot; نحن ننتظر الدعوة ويجتمع مجلس الوزراء ويقرر من سيمثل لبنان quot; مبينا ان quot; هناك تطورات سياسية كثيرة ومواقف مختلفة من مستويات التمثيل لاطراف عربية تربط مستوى تمثيلها بتطورات الوضع في لبنان وهذا الامر سيوءخذ بالحسبان عند اخذ القرار لكن من المبكر الجزم لاننا لم نتلق الدعوة لحضور القمة ولم تجتمع الحكومة لبحث هذا الموضوعquot;.
ولم ينف المصدر ربط مستوى مشاركة لبنان بمستوى مشاركة بعض الدول العربية كالسعودية ومصر لان لبنان سيأخذ بعين الاعتبار المواقف العربية المختلفة الداعمة للبنان التي تقول باهمية حضور لبنان هذه القمة عبر رئيس للجمهورية منتخب معربا عن اعتقاده ان كل الدول العربية ستشارك في القمة بما فيها لبنان.
من جهة اخرى لم يستبعد مراقبون سياسيون ان تحمل الايام المقبلة مفاجآت تتمثل في اعلان حضور عربي رفيع المستوى في قمة دمشق خصوصا وان عوامل ضاغطة فرضت نفسها ابرزها المحرقة الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة. وتوقعوا عودة الامين العام عمرو موسى الى لبنان قبل انعقاد جلسة انتخاب الرئيس العتيد المقررة في ال11 من الشهر الجاري لاستكمال مساعيه مع الفرقاء اللبنانيين لتطبيق بنود المبادرة العربية المعلنة.
رسالة من الأسد
وعلى خطّ موازٍ للمبادرة العربية حمل موسى اقتراحا جديداً الى اللبنانيين نقله من الرئيس السوري بشار الأسد عندما التقاه قبل ايام في دمشق، ويقضي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان في مقابل تأليف حكومة انتقالية موقتة، على ان تحصر مهمتها باجراء انتخابات نيابية مبكرة (خلال ستة اشهر) على اساس قانون عام 1960. وكان الجواب عنيفاً على هذا الاقتراح من جانب فريق الأكثرية والبطريك صفير اللذين اعتبراه مجرد محاولة سورية جديدة لتدمير المبادرة العربية واستمرار مرحلة الفراغ الرئاسي.
وفي ظل عدم تحديد تاريخ لعودة موسى مجددا الى بيروت لاستكمال الحوار الرباعي في ساحة النجمة بقي موضوع البارجة الأميركية quot;يو أس أس كولquot; الشغل الشاغل في اليومين الأخيرين لأركان المعارضة الذين تبادلوا الأدوار في التصريحات والتحذيرات لقوى الأكثرية، حتى بدا أن أولويات الأقلية ومسلماتها الوطنية تبدلت بين ليلة وضحاها وأصبح هدف تواجد quot;كولquot; قبالة المياه الإقليمية اللبنانية بديلاً لها عن الثلث المعطل، وكأنها بهذا الأسلوب في التذاكي تحوّل الأنظار عن مسؤوليتها في إفشال الحلّ العربي وعن تخليها ضمناً عن تبني العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية والعودة بالتالي للمفاوضات الشاقة من نقطة الصفر.
كذلك بقيت دعوة لبنان الى القمة العربية في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انعقادها موضع أخذ وردّ على الساحة المحلية، وتأرجحت الحلول (ولا سيما داخل قوى 14 آذار) بين مشاركة وفد وزاري مسيحي يملأ فراغ الرئيس وبين الاعتذار النهائي عن المشاركة بل محاولة ارجائها الى موعد آخر اذا امكن حتى تجرى الانتخابات الرئاسية اللبنانية (موقف الدكتور سمير جعجع بالأمس). في هذا الوقت أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس ان الدعوة ستوجه الى لبنان لحضور القمة العربية المقبلة نهاية الشهر الجاري مشيراً الى ان لبنان سيرتأي من الذي سيمثله في القمةmiddot;
وكلما اقترب موعد القمة العربية كلما أصبحت دمشقquot;محشورةquot; أكثر فأكثر ووجدت نفسها في موضع الاتهام العربي والدولي بعرقلة الحلّ في لبنان، وفي هذا السياق أكد الرئيس الأميركي جورج بوش بعد لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض أن السوريين أعاقوا الحكومة اللبنانية عن القيام بانتخاب رئيس للجمهورية، كما أن سولانا اعترف بالأمس في بيروت أن دمشق لا تتعاون بجدية لإنهاء الأزمة اللبنانية، فيما أفاد زوار العاصمة السعودية انهم لمسوا quot;استياء من التعامل السوري مع الملف اللبناني، ومزيداً من التشدد في الموقف السعودي من سوريا، الامر الذي سينعكس خفضاً لمستوى المشاركة في قمة دمشق، اذ لا العاهل السعودي ولا ولي العهد الامير سلطان سيشاركان في هذه القمة ما لم تبدل دمشق اسلوب تعاملها مع لبنانquot;.
وعشية الاجتماع الوزاري العربي استقبل موسى في القاهرة وفد quot;14 آذارquot; وتسلم منه مذكرتها. وذكر الوفد لـصحيفة quot;المستقبلquot; ان موسى أكّد ان لا كرسي فارغاً للبنان في القمة، وقال ان هناك إجماعاً عربياً على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية من أجل نجاح القمة ومن أجل استقرار لبنان، كما نفى موسى علمه بقمة ثمانية في شرم الشيخ أو باجتماع بين ممثلي الأكثرية والأقلية في القاهرة.
مصادر بري تردّ
وأوضحت مصادر موثوقة مقرّبة من عين التينة ردًّا على ما نقل عن مصادر دبلوماسية عربية من أنّ ما حمله موسى من دمشق هو أفكار تعجيزية سورية، فقالت هذه المصادر لموقعنا إنّ ما حمله موسى بعد لقائه المسؤولين السوريين مؤخرًا ينصّ على أن يتمّ تشكيل حكومة انتقالية تتولّى إجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون 1960، وأنّه في حال الاتفاق على هذا الموضوع يتمّ انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 11 آذار الجاري، الأمر الذي لم توافق عليه قوى الموالاة في لبنان.
التعليقات