وتابعت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن منفّذ الهجوم كان بالفعل من عناصر الحركة، لكن أوامر تنفيذ العملية quot;صدرت من الخارج،quot; في إشارة ضمنية إلى حزب الله اللبناني أو القيادي في الحركة، خالد مشعل الموجود في دمشق. وكانت السلطات الإسرائيلية قد قامت الجمعة بإقفال المعابر المؤدية إلى الأراضي الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية، بعد يوم واحد من العملية، في وقت نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله أن تنظيماً يدعى quot;أحرار الجليلquot; اتصل به متبنياً العملية.
وقال بيان تابع للجيش الإسرائيلي إن المعابر مع المناطق الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة التي تم إقفالها quot;لن تفتح إلا بعد إجراء تقييم أمني،quot; بينما ذكرت الشرطة أن منفذ الهجوم على مدرسة quot;هرافquot; الدينية في حي quot;كريات موشيquot; فلسطيني من القدس الشرقية، يدعى علاء أبو دهيم من منطقة quot;جبل المكبر.quot;
وذكرت الشرطة أن أبو دهيم كان يحمل تصريح دخول كسائق إلى القدس الغربية، ويمتلك بطاقة هوية خاصة تصدرها إسرائيل للفلسطينيين من القدس الشرقية، لكن التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة كيفية دخوله المدرسة.
وفيما أكدت مصادر أمنية أنها لم تتسلم حتى الساعة بياناً رسمياً حول الجهة التي تقف خلف الهجوم، نقلت وكالة أنباء quot;فارسquot; الإيرانية أن قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله اللبناني تلقت اتصالا جاء فيه أن: quot;كتائب أحرار الجليل - مجموعة الشهيد مغنية و شهداء غزةquot; تبنت العملية. وأفادت الوكالة بأن مسؤولا في إدارة تحرير القناة أكد الخميس أن المتحدث باسم المجموعة اتصل (مساء الخميس) quot;لإعلان المسؤولية عن العملية.quot; وكان الهجوم قد أسفر عن مقُتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصبة تسعة آخرين، معظمهم من طلاب مدرسة دينية إسرائيلية..
وأكدت مصادر في الشرطة الإسرائيلية وموظفون بخدمة الإسعاف والطوارئ أن المسلح اقتحم مقر المدرسة التلمودية، وفتح النار على عدد من الطلاب بينما كانوا يتجمعون في صالة الطعام، قبل أن يقتل على يد ضابط إسرائيلي خارج الخدمة، وفقاً لقائد شرطة القدس، آهارون فرانكو. وأشارت المصادر إلى أن المسلح كان يحمل سلاحاً من طراز كلاشينكوف ومسدساً، وكان لديه الوقت الكافي لإعادة تذخير السلاح وتبديله أثناء الهجوم.
ويأتي هذا الهجوم بعد قليل من إعلان الجيش الإسرائيلي عن مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين، في هجوم عند أحد المعابر الحدودية مع قطاع غزة، في وقت سابق الخميس، إضافة إلى إصابة رابع بعد سقوط صاروخ على منزله في مدينة quot;سديروتquot; جنوبي إسرائيل.
كما يأتي بعد نحو شهر من الهجوم الانتحاري الذي استهدف أحد المراكز التجارية في مدينة quot;ديمونةquot; جنوبي إسرائيل، في الرابع من فبراير/ شباط الماضي، الذي أدى إلى مقتل امرأة واحدة على الأقل، وإصابة 11 آخرين بجراح. ويُعد هجوم ديمونة هو الأول الذي يضرب إسرائيل منذ 29 يناير/ كانون الثاني عام 2007، في بلدة quot;إيلاتquot; الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
ويُخشى أن تؤدي هذه الهجمات إلى تجدد الغارات الجوية الإسرائيلية لمناطق القطاع، في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية وإقليمية لاحتواء quot;أعمال العنفquot; المتصاعدة في غزة، واستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
التعليقات