نبيل شرف الدين من القاهرة: توقعت مصادر دبلوماسية مصرية، وأخرى فلسطينية تقيم في القاهرة، أن تسفر الاتصالات المكثفة التي يجريها مسؤولون مصريون ـ بشكل منفصل ـ بين الإسرائيليين، وممثلين عن حركتي (حماس) و(الجهاد الإسلامي)، فضلاً عن السلطة الفلسطينية، عن هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قد تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن من المقرر أن يلتقي مسؤولون مصريون مع قادة من حركة حماس خلال الأيام القليلة المقبلة، موضحة أن هذه اللقاءات التي تجري في مدينة العريش تعد آلية بديلة لبحث الأمور بين القاهرة والحركة بعد مغادرة الوفد الأمني المصري لغزة في أعقاب سيطرتها على القطاع منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي .
وقال السفير المصري السابق لدى إسرائيل محمد بسيوني إن quot;مصر طرحت مبادرة شاملة تتضمن التهدئة وضبط الحدود بين مصر وقطاع غزة ورفع الحصار وكذلك تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وأضاف بسيوني الذي يرأس لجنة الأمن القومي في البرلمان المصري : quot;نحن الآن في مرحلة تمهيدية إذ استمعنا إلى وجهة نظر إسرائيل، ووجهة نظر حركتي حماس والجهاد حتى نتمكن بعد ذلك من طرح مبادرة شاملةquot;، على حد تعبيره .
ويرى محللون سياسيون في القاهرة أن هذه المفاوضات تعد أول مؤشر من نوعه، على أن ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش ربما تغير نهجها مع حماس من العزل الكامل إلى تشجيع دول حليفة مثل مصر كي تتعامل مع الحركة الإسلامية الفلسطينية، إذا كان الهدف من ذلك هو إنقاذ محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين وإسرائيل .
تفاصيل الصفقة
وكشفت المصادر ذاتها عن جانب من تفاصيل تلك المفاوضات التي تجريها مصر بين إسرائيل والحركات الفلسطينية موضحة أن الوزير عمر سليمان رئيس الاستخبارات المصرية قد ناقش أخيراً مع رئيس الهيئة الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد، رؤية مصر بشأن quot;صفقة أمنية ـ سياسيةquot;، تتألف من ثلاثة بنود رئيسة وهي :
ـ تحقيق حالة من الهدوء والسيطرة على الحدود المصرية مع قطاع غزة، من خلال تنحي حركة (حماس) لصالح السلطة الفلسطينية، بشأن إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح كما يقضي بذلك البروتوكول الخاص بإدارة المعابر الذي أبرم في العام 2005 .
ـ أن توقف كافة الحركات الفلسطينية إطلاق النار على المستوطنات الإسرائيلية، أو استهدافها بالصواريخ في مقابل أن تمتنع إسرائيل بالتزامن عن اعتداءاتها على قطاع غزة .
ـ هذا فضلاً عن المساعي المصرية على الجانب الفلسطيني ـ الفلسطيني، بهدف استيعاب الخلافات العميقة بين السلطة الوطنية وحركة حماس، دعماً لجهود عربية أخرى في صدارتها المبادرة اليمنية في هذا الإطار .
وبدأت مصر محادثات منذ الأسبوع الماضي مع قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في إطار مساع تدعمها الولايات المتحدة لترتيب هدنة بين الجماعتين وإسرائيل لوقف العنف في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس، والذي أخرج محادثات بشأن الدولة الفلسطينية عن مسارها وتجميد عمليات التفاوض خلال الأيام الماضية .
ويأتي استئناف المباحثات بين الجانبين عقب زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، مؤخرا، التي نجحت في إقناع الطرفين بالعودة للمفاوضات، كما يستبق زيارة من المزمع أن يقوم بها ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي للمنطقة يوم الأحد المقبل، وتقوده إلى كل من السعودية وإسرائيل والضفة الغربية وتركيا وعمان في جولة من المتوقع أن تستغرق أسبوعا .
وكان الرئيس المصري كشف عن أن بلاده تجري اتصالات مع حماس بهدف التوصل الى تهدئة مع إسرائيل. وقال لصحيفة بولندية ـ التي يزورها حالياً ـ إن الاتصالات الجارية مع مسؤولين من حركة حماس تهدف إلى تحقيق التهدئة وضبط الحدود وتوفير الاجواء المؤاتية لرفع الحصار وإنهاء معاناة أهالي القطاع، لافتاً إلى أن الاتصالات تهدف أيضاً إلى العودة لبروتوكول المعابر الذي تم التوصل إليه في العام 2005، والذي يتيح لإسرائيل والاتحاد الأوروبي مراقبة الجانب الفلسطيني لمعبر رفح الذي وضع تحت إشراف الحرس الرئاسي الفلسطيني .
التعليقات