العراقيون المقيمون في مصر ينفون المطالبة بإقامة حسينيات
القاهرة تمنع الإحتفالات بميلاد الحسين خشية quot;المد الشيعيquot;
نبيل شرف الدين من القاهرة: في وقت نفى فيه عراقيون مقيمون في القاهرة، ما تردد من شائعات أخيراً، حول مطالبهم بإقامة حسينيات، فقد علمت ( إيلاف ) من مصادر في المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، أن السلطات رفضت الاحتفال بذكرى ميلاد الإمام الحسين، الذي كان مقرراً الاحتفال به يوم الخامس من شعبان الجاري، وهو يوم مولد الإمام الحسين، والذي يختلف عن الاحتفالات الشعبية بمولد الحسين، التي تقام في ساحة المشهد الحسيني بالقاهرة، يوم العشرين من شهر ربيع الآخر هجرياً من كل عام .مسجد الحسين في القاهرة
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن طلب السلطات يأتي على خلفية هواجس من إمكانية احتفال آلاف العراقيين الشيعة المقيمين في مصر، ولاسيما في مدن السادس من أكتوبر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة والرحاب والتجمع الخامس، وحتى لا يصبح الأمر طقساً سنوياً لهؤلاء العراقيين الشيعة الذين يقيمون احتفالات ميلاد الحسين من كل عام وما قد يترتب على ذلك مما وصفوه بـ quot; التمدد الشيعي في مصر quot; حسب تعبيرهم.
من جانبهم نفى عدد من أبناء الجالية العراقية المقيمين في مصر ـ والذين التقتهم ( إيلاف ) ـ الأنباء التي تحدثت عن مطالبتهم بإقامة حسينيات في مصر، وفسروا سبب انتشار هذه الشائعات إلى بعض الإيرانيين الذين دخلوا مصر بجوازات سفر عراقية، وأطلقوا الحديث عن فكرة إقامة حسينيات، في ما نفى الشيعة المصريون وجود أي تنسيق مع الشيعة العراقيين المقيمين في مصر، منذ سقوط نظام صدام حسين .
وبينما لا تتوافر أي معلومات رسمية في مصر عن أعداد العراقيين المقيمين، فإن عبير عطيفة المسؤولة بمفوضية اللاجئين بالقاهرة تقول إنه أحدث تقرير صادر عن مفوضية اللاجئين يؤكد إن عدد العراقيين في مصر لا يقل عن 130 ألفاً إلا أنه ليس كل هؤلاء دخلوا مصر عن طريق مفوضية اللاجئين، بل من خلال عدة وسائل كالتأشيرات المستثمرين أو الزيجات المختلطة أو السياحة أو غيرها .
شيعة وسنة
يأتي هذا في الوقت الذي واصل فيه عبد المنعم البري، الرئيس السابق لجمعية quot;جبهة علماء الأزهرquot;، ـ وهي جمعية أهلية غير رسمية ـ إعلان عن مواقفه المناوئة للشيعة، واتهامه لهم بأنهم quot;يشكلون خطراً كبيراً على أمن المجتمع المصريquot;، على حد قوله .
ووصف عبد المنعم البري الشيعة بأنهم quot;مخربونquot;، وقال: quot;لا يمكن أن نأمن جانب هؤلاء الشيعة وأهدافهم لأنهم مضللونquot;، وأفتى بأن زواج السنة من الشيعة حرام شرعاً ولا يجوز بسبب أفكارهم المخالفة للشريعة الإسلامية، والمعلوم من الدين بالضرورةquot;، على حد زعمه .
لكن هذه التصريحات التي أطلقها البري ـ والذي عمل سنوات في مؤسسات سلفية خليجية ـ عارضها مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة بشدة، قائلاً إن الفوارق بين الشيعة والسنة في الفروع وليست في الأصول، وإن الجميع يشهدون بألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن الخلاف تاريخي سياسي وليس عقائدياً، وإن الخلافات بين بعض مذاهب أهل السنة لا تقل عن الخلاف مع المذهب الجعفري .
وذكًر مفتي الديار المصرية بأن الأزهر كان الجامعة السنيّة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تدرس المذهب الجعفري، لافتاً إلى أن هناك تراثاً لدى المصريين في محبة آل البيت، وأن المصريين ليسوا محملين بأي عقد تاريخية معادية للشيعة، وأن التشيع ليس إيرانياً بالضرورة، بل هو عربي النشأة والجذور بالأساس، لافتاً إلى أن quot;السادةquot; من أهل البيت لابد أن يكونوا عرباً، وإلا انتفت عنهم صلتهم ببيت النبوة أساساً .
يأتي هذا الجدل بعد أن أثار طلب إيراني بفتح فرع لجامع الأزهر في جامعة طهران العديد من التساؤلات في القاهرة التي يسود التوتر علاقتها مع طهران، وقال كريم عزيزي، الناطق باسم قسم رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة quot;لقد تقدمنا بطلب رسمي لكننا لم نتلق رداً حتى الآنquot;، موضحاً أن الطلب يهدف إلى quot;تعزيز العلاقات المصرية الإيرانية والتقريب بين المذاهب الإسلاميةquot; .
ويرى مراقبون للشؤون الإقليمية في القاهرة أن هذا الطلب الإيراني هو محض عرض سياسي من قبل طهران، التي تسعى إلى كسب دعم الدول العربية في مواجهتها مع الغرب بسبب برنامجها النووي .
وقال عراقي شيعي: جئت إلي مصر منذ عامين بعد أن فقدت عائلتي في العراق ولم أشعر بأي تفرقة بيني وبين المصريين السنة إلا في موقف واحد، حينما رفض أحد المصريين زواجي من ابنته بعد أن علم أنني شيعي، وأوضح أن انتشار الشائعات في أوساط العراقيين خاصة المقيمين بمدينة أكتوبر بشأن المطالبة بإقامة حسينيات، إلى وجود أشخاص إيرانيين تمكنوا من الدخول إلي مصر بجوازات سفر عراقية، وقد بدأوا في الانتشار بأماكن تجمعات العراقيين والحديث عن إقامة هذه الحسينيات، لافتاً إلى أن العراقيين الشيعة يصلون في كل المساجد المصرية وحينما يجدون وقتاً كافياً يذهبون لزيارة أضرحة آل البيت، كمسجد السيدة زينب والإمام الحسين وسيدي زين العابدين وغيرها من الأضرحة .
التعليقات