تحذيرات من خطورة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية في كربلاء
إجراءات عاجلة لإنقاذ مرقدي الحسين والعباس من الانهيار

أسامة مهدي من لندن : بدأت لجنة عراقية متخصصة تضم خبراء وفنيين دراسات لاتخاذ اجراءات عاجلة اوعز بها رئيس الوزراء نوري المالكي لمعالجة خطر ارتفاع مناسيب المياه الجوفية في مدينة كربلاء وتهديدها بانهيار المرقدين المقدسين للامام الحسين واخيه العباس quot; عليهما السلام quot; . ويأتي عمل هذه اللجنة بناء على تعليمات من المالكي بإعداد دراسة متكاملة بعيدة المدى عن مشكلة المياه الجوفية التي تهدد مرقدي الامام الحسين واخيه العباس quot; عليهما السلام quot; في كربلاء (110 كم جنوب غرب بغداد ) ومزار ملايين المسلمين يتم الانتهاء منها في مدة لا تتجاوز شهرا واحدا بهدف اتخاذ الاجراءات العاجلة لحل المشكلة بما يتناسب مع الأهمية الدينية والتاريخية لهما.

واستشهد الامام الحسين واخوه العباس في موقعة الطف قرب كربلاء عام 61 للهجرة ودفنا هناك مع العشرات من آل بيت النبي محمد (ص) والمصاحبين لهما في رحلتهما من الجزيرة العربية الى العراق والذين قتلوا معهما حيث اصبحت كربلاء بعد ذلك مزارا مهما لملايين المسلمين . معروف ان المياه الجوفية تسبب تآكل التربة تحت الأسس بسحب جزيئات من التربة مع المياه المسحوبة كما تؤثرفي السراديب الموجودة تحت المباني القديمة المحيطة بالمدينة . ويبلغ محيط منطقة ما بين المرقدين كيلومترا واحدا و610 أمتار منها 520 مترا محيط الروضة الحسينية و460 مترا محيط الروضة العباسية و630 مترا محيط منطقة ما بين الحرمين حيث توجد تحت هذه المنطقة مياه تؤثرفي المباني .

وقال عضو اللجنة الدكتور عبد الحسين الحكيم خلال مؤتمر علمي لانقاذ كربلاء من خطر المياه الجوفية ينعقد في المدينة ان المالكي اوعز بإعداد دراسة علمية ووافية وتقدم حلولا ناجعة للمشكلة من قبل خبراء من وزارة الموارد المائية بالتعاون مع مجلس محافظة كربلاء .

من جانبه اوضح محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان مدينة كربلاء تعاني مشكلة خطرة تتمثل بارتفاع مناسيب المياه الجوفية وهو ما يهدد بشكل كبير الاراضي الزراعية في المحافظة وخاصة المنطقة المحيطة بالمرقدين الشريفين بسبب انخفاضها عن باقي المناطق بمقدار مترين . وقال في تصريح لصحيفة quot;الصباحquot; الحكومية انه رغم وجود شبكة من المنازل في المحافظة الا انها غير ذات جدوى في الوقت الحاضر .

واكد وكيل وزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي خلال كلمة ألقاها في المؤتمر نيابة عن وزير الزراعة ان الوزارة تسعى بكامل امكانياتها لايجاد معالجات دائمة وجذرية لمشكلة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية التي ازدادت بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب ما عده مشكلة البزل المعقدة في البلاد خاصة المحافظات الجنوبية والتي طالبت اثرها وزارة الزراعة رئيس الوزراء بضرورة تشكيل كيان مستقل يعنى بمهمة الاستصلاح في البلاد التي قال إنها تسير ببطء ودون المستوى المطلوب .

اما رئيس مجلس المحافظة عبد العال الياسري فقد اوضح في كلمة له ان استعمال الوسائل البدائية في الري علاوة على الاهمال المتعمد من النظام المباد للمحافظات الجنوبية عموما وكربلاء خصوصا وكذلك تقادم شبكة مياه المدينة التي انشئت بداية خمسينات القرن الماضي اسهمت في ارتفاع نسب المياه الجوفية في المحافظة بشكل بات يهدد المدينة والمراقد الشريفة فيها . واشار الى ان الحكومة المحلية تبذل جهودا خاصة في مجال تنفيذ وتجديد شبكات المجاري فيها والتي وصلت معدلاتها الى 70 بالمائة مقارنة بعشرة بالمائة عقب سقوط النظام السابق .

اما عضو فريق اعمار كربلاء من القوات متعددة الجنسية quot;اريك شالترquot; فقد اوضح ان الفريق الذي يضم سبعة مهندسين متخصصين سيقدم المساعدة الممكنة للحكومة المحلية بعد دراسة المعطيات الحالية خاصة في ظل ادراك خطورة المشكلة حاليا . وقال ان وجود مكتب للاعمار في كربلاء مؤشر جيد على تحسن الاوضاع الامنية في المحافظة وهو ما سيدعم من اي جهود بذلها الجانب الاميركي في هذا السياق.ويأتي عقد المؤتمر بعد تحذيرات تحدثت عن ارتفاع كارثي لنسب المياه الجوفية في محافظة كربلاء ووصول معدلاتها الى 30 مترا عن مستوى سطح البحر لمرقد الامام الحسين و29 مترا لمرقد اخيه العباس .