كربلاء (العراق)، وكالات: عبر مئات الآلاف من الزوار الشيعة المشاركين في إحياء ذكرى عاشوراء في كربلاء السبت عن حزنهم الكبير لمقتل الإمام الحسين بن علي بواسطة اللطم على الصدور وضرب الرؤوس بالسيوف والأبدان بالجنازير. وتشير تقديرات اعلنها مسؤولون محليون الى مشاركة نحو مليوني شخص في مراسم العاشر من محرم في كربلاء حيث تجوب حشود كبيرة من النساء والرجال والاطفال يرتدي معظمهم اللون الاسود الشوارع المحيطة بمرقد الامام حسين طوال الليل والنهار. وتنتهي بعد الظهر مراسم quot;الزيارةquot; ويعود الجميع الى مناطقهم.

يشار الى ان اشتباكات مسلحة اندلعت في البصرة والناصرية ظهر الجمعة بين جماعة عقائدية دينية تؤمن بظهور الامام المهدي والقوات الامنية العراقية اسفرت عن مقتل نحو 66 شخصا على الاقل. ويصل العديد من زوار العتبات مشيا على الاقدام لا سيما من المحافظات الوسطى والجنوبية. ولكربلاء ثلاثة مداخل تشهد ازدحاما هي مدخل بغداد شمالا وبابل شرقا والنجف جنوبا. ومن ابرز الطقوس التي تؤديها المواكب، التطبير (الضرب بالسيف على الراس) ويرتدي الاشخاص الذين يمارسونه لباسا ابيض ويسيرون بشكل منتظم ضمن حلقات مكونة من نحو عشرة اشخاص تقريبا فيما يسير قربهم اخرون يقرعون الطبول لتوحيد عملية الضرب. وتنتشر كذلك مواكب quot;الزنجيلquot; وهؤلاء يرتدون اللباس الاسود ويسيرون بصورة منتظمة ويدورون حول ضريح الامام الحسين على وقع الطبول.

مقتل 70 شخصا في مواجهات الناصرية والبصرة

ميدانيا قتل ما لا يقل عن سبعين شخصا بينهم اكثر من خمسون من اتباع جماعة شيعية عقائدية في الناصرية والبصرة في جنوب العراق في مواجهات مع قوات الامن، بحسب مصدر في الشرطة العراقية السبت. وقال اللواء عبد الجليل خلف شويل قائد شرطة البصرة (550 كم جنوب بغداد) للصحافيين ان quot;الجماعة المتطرفة تكبدت مقتل ثلاثين من اتباعها في حين تم اعتقال 72 اخرين خلال المواجهات منذ امس الجمعةquot;. واكد quot;مقتل سبعة من عناصر الامن بينهم ضابط شرطة برتبة عقيد واصابة عشرة اخرين من الشرطةquot; مشيرا الى ان quot;الوضع الامني مستقر (...) وتم القضاء على جيوب المسلحين كافةquot;. وفي الناصرية اعلن مصدر في الشرطة quot;مقتل 18 مسلحا على الاقل في المواجهات منذ الجمعة، فيما اصيب 12 واعتقل خمسة وعشرونquot;. واضاف ان quot;اثنين من عناصر الشرطة قتلا صباح السبت بنيران قناص في حي الصالحية المحاصر وسط الناصرية (380 كم جنوب بغداد)quot;. واكد quot;اصابة 55 شرطيا وجنديا بالمواجهاتquot;.

وكانت مصادر طبية اعلنت الجمعة مقتل خمسة من عناصر الشرطة بينهم ثلاثة ضباط كبار وامرأتين في الاشتباكاتquot;. واضاف المصدر ان quot;القوات الاميركية حاصرت الحي من دون ان تشارك في المعاركquot; مشيرا الى ان quot;القوات العراقية اعتقلت اثنين من القناصة يبلغ عمرهما 14 عاما فقطquot;. واكد ان quot;المعركة حسمت في الناصرية مع الجماعة المتطرفة (...) فقد حاصرت الشرطة الحسينية التي يتحصنون داخلها واشتبكت معهم فقتل من قتل وفر الاخرونquot;. وتابع قائلا quot;لدى محاولة الشرطة الدخول اكتشفت ان الحسينية مفخخة (...) تم استدعاء فريق مخصص لتفجيرها وتم العثور على كتب ومنشورات تحض اتباعهم على العمل ضد الحكومةquot;. واعتقلت القوة quot;معاون قائد العمليات في الجماعة والمدعو ابو منتظرquot;.

بدوره، اعلن عزيز كاظم علوان محافظ ذي قار كبرى مدنها الناصرية، انتهاء المعركة مع المسلحين الذين وصفهم بquot;الجماعة الضالةquot;. وقال ان quot;الجماعة داهمت مقر فوج التدخل السريع واعتدت على المواكب الحسينية ظهر الجمعة بحجة ظهور الامام المهدي وان احمد اليماني زعيمهم سيكون وصيا له من خلال صيحة مدوية اثناء ليل العاشر من محرم في مكان ووقت محددين لخروج الامام المهدي ليلتقي اليمانيquot;.
واضاف quot;تمت مواجهة المسلحين وتحقيق الاستقرار خلال اربع ساعات باستثناء بعض الجيوب في الدور السكنية المحيطة بفوج التدخل السريع في الصالحيةquot;. واندلعت المواجهات بين قوات عراقية وجماعة تطلق على نفسها quot;انصار المهديquot; التي تؤمن بظهوره الوشيك وهي تابعة لرجل دين يدعى احمد حسن البصري الملقب باليماني.

أعلام صفراء

وقالت الشرطة إن القتال في الناصرية، التي تبعد 375 كيلومترا جنوب شرق بغداد، بدأ عند منتصف النهار بالتوقيت المحلي عندما تم إطلاق قذائف هاون على موقع للشرطة في المدينة. وقال المسؤولون إن أعضاء جند السماء الذين كانوا مسلحين ببنادق آلية وصواريخ محمولة على الكتف ويحملون أعلاما صفراء بدأوا الهجوم بعد ذلك القصف. وقالت الشرطة إن 15 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات، من بينهم قائد قوة التدخل السريعة التابعة لشرطة المدينة وسبعة ضباط شرطة. أما قائد شرطة البصرة اللواء عبدالجليل خلف فأكد ان قوات الامن تسيطر على الوضع بعد تصديها لعدة هجمات من المسلحين.

وقال خلف إن زعيم المسلحين ابو مصطفى الانصاري قد لقي حتفه في القتال. كما اضرمت النيران في مسجد تابع لجند السماء بعد ان اطلق مسلحون يتمترسون فيه النار على دورية للشرطة. وقال محافظ البصرة محمد الوائلي إن قوات الشرطة حاصرت المسلحين في منطقتين في المدينة، وان الوضع مسيطر عليه.

المهدي المنتظر

وتعرضت قوات الامن لهجمات مسلحي الجماعة، التي تعتقد أن المهدي المنتظر quot;سيظهر حالاquot; بل حددت أمس (الجمعة) موعدا لظهوره. وكانت الحكومة العراقية قد قالت في يناير 2007 ان قواتها قتلت عدة مئات من عناصر جماعة تطلق على نفسها quot;جند السماءquot; بعد صدامات معها العام الماضي، عندما كانت الجماعة تهم بمهاجمة النجف واغتيال عدد من القيادات الدينية، حسب الرواية الرسمية.

مقتدى الصدر

من ناحية أخرى أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر انه قد لا يمدد هدنة الاشهر الستة التي كانت قد اعلنتها ميليشيا جيش المهدي التي يتزعمها. وتنتهي الهدنة في شهر فبراير/ شباط المقبل. وقال صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر في تصريح نقلته وكالة الانباء الفرنسية: quot;ان قرار تعليق نشاط جيش المهدي لم يقابل بنتائج حسنة لأن الحكومة ما زالت تعتمد على العناصر الاجرامية في اجهزتها الامنية ولاسيما في المحافظات دون ان تتخذ اية اجراءات قانونية بحقهم.quot; ومضى الناطق للقول: quot;لقد اكدنا على عناصر جيش المهدي انه في حال عدم تمديد تعليق نشاطاته فعليهم التزام الهدوء والتصرف ضمن الضوابط القانونية.quot;

من جانب آخر، قال الجيش التركي إنه نفذ هجمات جوية جديدة على مواقع المتمردين الأكراد عبر الحدود في العراق. وقال رئيس الأركان في الجيش التركي إن الطائرات التركية دمرت حوالى ستين هدفاً، بينها مواقع قيادة وملاجئ ومواقع تدريب ومواقع لوجستية تابعة لحزب العمال الكردستاني في مناطق زاب سيفي وأفاسين بازيان وهاكرك. ولم يعط الجيش التركي تفاصيل عن الإصابات. وهذه الهجمات هي الأخيرة من سلسلة غارات تركية بدأت الشهر الماضي.